أذناب إيران الحالمة على الحدود السعودية

استشهاد رجال الأمن على المنفذ الحدودي الجنوبي، وإثارة الفوضى في مركز الوديعة التابع لمحافظة شرورة الجنوبية يوم الجمعة الماضي إثر تسلل أذناب الإرهاب من اليمن، ومعهما وقبلهما غزوات

استشهاد رجال الأمن على المنفذ الحدودي الجنوبي، وإثارة الفوضى في مركز الوديعة التابع لمحافظة شرورة الجنوبية يوم الجمعة الماضي إثر تسلل أذناب الإرهاب من اليمن، ومعهما وقبلهما غزوات

الأحد - 06 يوليو 2014

Sun - 06 Jul 2014



استشهاد رجال الأمن على المنفذ الحدودي الجنوبي، وإثارة الفوضى في مركز الوديعة التابع لمحافظة شرورة الجنوبية يوم الجمعة الماضي إثر تسلل أذناب الإرهاب من اليمن، ومعهما وقبلهما غزوات الحرب الفكرية التي تشن على المملكة العربية السعودية الدولة الأقوى ثقلاً في منطقة الشرق الأوسط، يجعلنا نطالب بضرورة المصارحة مع العلاقات الإيرانية تزامناً مع استهلاك البطارية الإيرانية الكثير من طاقتها العسكرية والحربية والاستخباراتية في المنطقة، إلا أن صراحتنا الأكثر شفافية في قراءة المشهد ستجعل بالضرورة رفع المطالبات بمساومة إيران على استقرار بيتها الداخلي الممتلئ بالأوراق اليابسة التي تنتظر شرارة واحدة فقط لإشعالها.

تصدير الفوضى الخلاقة إلى قلب المملكة العربية السعودية مخططات تم طبخها على نار هادئة جداً غير أن أول محاولة صبها والبدء في حيز التنفيذ الفعلي منذ عقدين مضت على السعودية من خلال اختراق المملكة من قلبها من الداخل، بتجنيد شبابها بعد التغرير الفكري وغسل الأدمغة لتنفيذ المخططات الإجرامية داخلياً وعالمياً، باءت بالفشل إثر الضربات القاضية المتتالية التي نالتها الأفاعي الإرهابية على ظهرها داخل الوطن، فضلاً عن سعي المملكة إلى إعلان حالة الطوارئ في المواجهة الفكرية وإنشاء مراكز مناصحة فكرية لشبابنا المتورطين في الأعمال الإرهابية والمتعاطفين مع مظهرية الإسلام الجهادي الجوفاء.

مراكز المناصحة بلجانها وعلى رأسها مركز الأمير محمد بن نايف والتي تهدف إلى احتضان المغرر بهم من أجل أن يكونوا حطب الحرب للأجندات الخارجية.. وهو ما أعاد ترتيب البيت السعودي فكريا من الداخل والرفع من حصانته في جيل الشباب المستهدف.

ومن ثم فإن المتابع للشأن السياسي سيجد أن فكرة وتكتيك استهداف المملكة من الداخل والحلم بتمدد النفوذ الفارسي على أراضيها وقصقصتها بمقصات تقسيم الخرائط لم تنجح لخيبة الأسباب التي تمت المراهنة عليها، فالمؤسف أن المملكة لا تظهر من تفاصيلها إلا الملامح الخارجية ومن ثم فهي حالة عصية عن كل من يحاول أن يدبر لها ويخطط لها المكائد.

الآن لم يعد من تكتيك استهداف المملكة ووحدة شعبها والوصول للحرمين الشريفين والمنافذ الجغرافية الأهم في منطقة الخليج العربي وكنوزها النفطية التي تشكل ربع الكنوز النفطية في العالم إلا إيقاظ الحرب صراحة وبكل ما يتملك العدو من حرارة الأحقاد الدفينة التي لن ينطفئ حر غلها إلا بإشعال النيران على امتداد حدودها وحشد العدة والعتاد من المجندين من كافة الجنسيات تمهيداً لكسر وحدة المملكة وتقسيمها إلى دويلات تخدم المصالح الأيدولوجية والاقتصادية.

من يتأمل نشوء الحرب الفكرية الموجهة ضد المملكة لهدف الحلم الوهمي لتصدير الفوضى الخلاقة إلى قلبها سيجد أن أعداء المملكة يراهنون هذه المرة على أنه بات من الضروري إشعال الحرب واحتلال المملكة كضرورة ملزمة تقتضيها الحاجة بعد فشل فكرة تقسيم المملكة بشكل «سلمي» عبر ضرب السعوديين ببعضهم من الداخل بالاقتتال على الأفكار الأيدولوجية الحمقاء.

الاجتهاد للأحلام الملهمة في صناعة ميليشيات إرهابية متعددة الأعراق والأهواء في ساحات سوريا والعراق مقابل سفك دماء أبناء الشعبين الأصليين وتهجيرهم والقضاء على مكتسبات الدولتين وثرواتهما وهدم بنيتهما التحتية، كل ذلك لم يكن إلا تضحيات غالية الثمن دفعها الشعبان العراقي والسوري لأنظمتهما الحاكمة، والتي ليست سوى أزرار مجوسية النزعة في المنطقة العربية لا ترتهن إلا للضغط الإيراني، ما ضيع العراق وسوريا وجعل أبناءها هم من يدفعون ثمن فواتير صنع الميليشيات على أراضيهم بغالي الثمن.

لم تع إيران ولا تزال لا تعي أن تصنيع وتخليق ميليشيات في سوريا والعراق واليمن لضرب واستهداف حلمها الرئيس المملكة، تقابله مساومة مؤلمة جدا لإيران قد تقتضي إحالتها إلى ذاكرة التاريخ الماضي.

لا يدرك الأعداء أن الإسلام قد أكد على أهمية وقيمة الوطن والمواطنة ولذلك ذكرت في مواضع عديدة بالقرآن الكريم، وقد أوردها بمقال مستقل، كما أن للمملكة قيمة كوطن في نفوس السعوديين والعالم الإسلامي لأنها مهد الحضارات ونبع الصدح برسالة الإسلام وبها الحرمان الشريفان أقدس بقاع الأرض وفي ثراها يرقد جثمان المصطفى خير البرية.

ومن ثم فإن قيمة الوطن في الإسلام عظيمة وقد أوجب الله القتال من أجله والدفاع عنه كمسؤولية وواجب شرعي، لأن الاستقرار والأمن هما المطلب الأول لاستقرار الأديان، فكيف إن كان الدين هو الإسلام وقلعته الحصينة هي المملكة العربية السعودية.