القهوة سيدة المزاج وجالبة الخير

المحبوبة السمراء كما وصفتها القصائد والتي يعدها الناس بدقة وإتقان فهي التي تضبط المزاج وتنفض عن الذهن غبار الكسل، فبعد أن يعد أحدهم قهوته أيا كان نوعها أو ينتظر أن تُجلب إليه قد يحدث اللامتوقع، كأن تنسكب القهوة ليكون ذلك أسوأ ما قد يحدث بالذات إن كان انتظارها طويلا.

ولذلك أعد الناس لمثل هذه الحالة المثل الشهير «سكب القهوة خير» ليكون كإحساس الأمان لمن سكبها وتهدئة لمن طلبها، ففي الحقيقة سكب القهوة لا يتعلق به لا خير ولا شر كما تقول تهاني محمد «اعتدنا دائما على أن نردد هذه المقولة، وأصبحنا نعتقد بذلك، وفي الحقيقة عندما نقولها لمن تنسكب قهوته، يشعر بنوع من الارتياح ولا يغضب من الشخص الذي تسبب بسكب القهوة».

وتضيف: «وهي تقال أيضا لأسباب نفسية، منها التهدئة وتخفيف الانزعاج، وأحيانا قد يكون أحد الضيوف هو من سكب القهوة، فنقول له «سكب القهوة خير» كنوع من تخفيف الإحراج عنه، وكتعبير من المُضيف عن عدم استيائه من انسكاب القهوة».

وحتى الشاي أيضا ألصق به الناس الخرافات والاعتقادات، فبعض كبار السن حينما يرون أوراق الشاي تطفوا على سطح الكوب بشكل طولي، يقولون هذه بشرى بقدوم حبيب أو عزيز، وفي ذلك تقول منى الحربي: «سمعت من جدتي هذه المقولة، فما كان مني إلا الضحك على هذه الخرافة، فما دخل الشاي وطفو أوراقها على الكوب بقدوم أحدهم، وأغلب الخرافات لا أصل لها، فهي مثل الشائعة التي يتداولها الناس من دون أن يتبينوا حقيقتها».