إسماعيل محمد التركستاني

التغيير التاريخي هو: الصحة الالكترونية

السبت - 22 أكتوبر 2016

Sat - 22 Oct 2016

من واقعنا للرعاية الصحية، نجد أن المستشفيات (وخاصة أقسام الطوارئ) إلى جانب المراكز الصحية، تواجه مشكلة (وخاصة عند حلول فصل الشتاء وما يصاحبه من أعراض مرضية)، والتي تتمثل في ارتفاع نسبة المراجعين!



قد يكون السؤال الذي يتم طرحه هنا: لماذا هي مشكلة؟ شخص يصاب بأعراض المرض مثل عدم انتظام الوظائف الفسيولوجية (ارتفاع في درجة الحرارة، الآم في الرأس، البطن، إسهال، إمساك أو آلام في المفاصل وغيرها من الأعراض)، أعراض مرض يصاب بها الشخص، إذن لا بد (وهو يعاني من تلك الأعراض) أن يراجع الطبيب سواء كانت تلك المراجعة إلى عيادات الطوارئ بالمستشفيات أو عيادات المراكز الصحية، إذن، لماذا هي مشكلة؟ سؤال (من وجهة نظري) يعتبر منطقيا وعقلانيا وفي محله.



إذن، لماذا كتبت (أنا) عن ازدياد المراجعين بأنها مشكلة؟ أنا لا أختلق (في مقالاتي) المشاكل بين المقدمين للرعاية الصحية (المنشآت الصحية والعاملين بها) والمستفيدين من تلك الخدمات (المرضى)، ولكنني أتحدث عن واقع ملموس ونراه (وخاصة نحن العاملين في قطاع سلامة المرضى)، وينتج عن ذلك الواقع بعض الأزمات الصحية والتي نحاول قدر الاستطاعة (وخاصة من العاملين في معايير سلامة المرضى) في تلافيها والحيلولة من وقوعها، وخاصة في بيئة عمل مثل المستشفيات والمراكز الصحية.



وللتقريب، كلنا يعلم عن مدى تفاقم مشكلة وباء مثل متلازمة الشرق الأوسط (كورونا) والإنفلونزا الموسمية (ولا ندري ما قد يستجد)، أو الالتهابات الرئوية (في الجهاز التنفسي)! والواقع يقول: إن المريض يأتي إلى قسم الطوارئ (مثلا) ومعه عدد من المرافقين (يتجاوز الاثنين أحيانا)، وخاصة في أقسام الطوارئ الخاصة بمستشفيات الأطفال. وكما نعلم، أن بيئة العمل (في الطوارئ) هي بيئة مغلقة (غرف وممرات) داخل مبنى، وينتج عن ذلك (الازدحام بين المراجعين) أن تنتشر الأوبئة وتنتقل من شخص إلى آخر (حتى وإن كانت موسمية)، حيث تكون البيئة صالحة لانتقال الميكروبات (فيروسات أو بكتيريا) بين المتواجدين في تلك البيئة، ومن ثم الانتقال إلى بيئات أخرى مثل المنزل والمدرسة والجامعة وأماكن عمل أخرى. إذن، ما هو الحل أو مجموعة الحلول التي بها يمكن أن نتلافى مثل تلك الأزمات (وتفاقمها) والتي قد ينتج عنها ازدياد المراجعين وانتشار الأوبئة بينهم؟ أو في ظهور أوبئة جديدة (لا سمح الله).





باختصار.. وقد توفرت الآن الكثير من التطبيقات الاجتماعية الشبكية (الوتس اب، السناب شات، تويتر وغيرها من التطبيقات) والتي يمكن الاستفادة منها (في حين تطبيقها) في الخدمات والرعاية الصحية بطريقة تساعد الجميع (سواء كان المريض أو المقدم للخدمة الصحية) في تلافي الكثير من المشاكل للعديد من الأطراف (المشتركة في الرعاية الصحية). ماذا يعني كلامي هذا؟ يعني أننا (في وزارة الصحة) لا بد لنا أن نعمل في إيجاد البرامج الرقمية التي باستطاعتها (عند تطبيقها) أن تكون ذات فائدة سواء للعاملين أو للمستفيدين (المرضى) وتساعد جميع الأطراف في الوصول إلى حلول جذرية وإيجابية وسهلة التطبيق.



وأخيرا وليس بآخر، معظم الأعمال الإيجابية كانت مستحيلة التطبيق أو كانت مكان سخرية من البعض ولكن في النهاية أصبحت (عند تطبيقها) أمرا لا يمكن الاستغناء عنه. نعم، هي دعوة لكي نفكر كيف نأتي بالتغيير التاريخي في خدماتنا الصحية.