الغدة الدرقية خمولها مشكلة وقصورها يؤدي لغيبوبة

تعد الغدة الدرقية إحدى أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان، وهي غدة كبيرة الحجم يصل وزنها عادة إلى 20 جراما، تأخذ شكل الفراشة في مقدمة العنق وتفرز هرمونات تتحكم بسرعة الأيض، وبالتالي تتحكم في طاقة الجسم.

ويؤدي نقص إفراز هرمون الغدة الدرقية إلى خلل في الدورة الشهرية، وحدوث نزيف رحمي، ويقلل من فرص الحمل، وقد يؤدي القصور الشديد للغدة الدرقية لحالة نادرة تهدد الحياة تدعى غيبوبة الوذمة المخاطية والتي تسبب فقدان الوعي وهبوط درجة حرارة الجسم.

نقص إفراز الهرمون مرض شائعاستشارية الغدد الصماء والسكري بمجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية الدكتورة رفيف فرحات ألقت الضوء على هذا الموضوع وقالت: قصور الغدة الدرقية حالة مرضية تنتج عن نقص إفراز هرمونها، وهو أكثر أمراض الغدة الدرقية شيوعا، وتختلف الأعراض من حالة لأخرى طبقا لشدتها وعمر المريض، وفي بعض الحالات لا تظهر أي أعراض على المريض.

أعراضها قد تصيب معظم أعضاء الجسم

وأشارت إلى أن أعراض قصور الغدة الدرقية قد تصيب معظم أعضاء الجسم، إذ إن الجلد قد يصبح باردا وجافا بدون عرق، ويشعر المريض بالبرودة أكثر من الآخرين مع عدم قدرته على تحمل الجو البارد، فيما قد تتعرض الأظافر للتقصف بسهولة، بالإضافة إلى شكوى المريض من تساقط الشعر الغزير، مشيرة إلى أن أعراض قصور هرمون الغدة الدرقية تمتد إلى الجهاز الهضمي، حيث يشتكي المريض من الإمساك المزمن وارتفاع الكولسترول والشعور بالامتلاء وزيادة الوزن، إضافة إلى عدد من الاضطرابات بالجهاز التناسلي مثل غزارة الدورة الشهرية، ونقص وزن المواليد مع استعداد للإجهاض، وكذلك الضعف الجنسي عند الرجال، ويحدث خمول الغدة عند 8 % من السيدات بعد الولادة.

تأثيرات كثيرة لخمول الغدة

وأضافت «يؤثر خمول الغدة الدرقية على القلب والأوعية الدموية وتتمثل علامته في بطء النبض واضطرابات دقات القلب، وآلام الصدر، وسرعة التنفس، بالإضافة إلى الإصابة بالأنيميا المزمنة والشعور بالتعب العام، كما يؤثر كذلك على الحالة النفسية والعقلية إذ يعاني المريض من البطء في التفكير وعدم القدرة على الاستنتاج، وضعف الذاكرة، والاكتئاب، ويؤثر على العضلات والجهاز الحركي، وصعوبة في السمع، فيما قد يشعر المريض بتورم في الرقبة، وقد يصاب بالتهابات صدرية متكررة».

قياس مستوى الهرمون المحفز

وأكدت الدكتورة رفيف أن تشخيص قصور الغدة الدرقية يتم عن طريق فحص وظيفة الغدة الدرقية، ويكتفى عادة بقياس مستوى الهرمون المحفز للغدة الدرقية TSH للتشخيص، إلا أنه من المهم استشارة طبيب غدد صماء لمناقشة الأعراض ومعرفة ما هو المستوى المنخفض للهرمون الذي يستوجب العلاج؟.

ونصحت استشارية الغدد الصماء والسكري بإضافة هذا الفحص إلى التحاليل الروتينية مثل صورة الدم ووظائف الكلى لاكتشاف حالات الخمول الساكنة، وإجراء تحليل TSH للسيدات قبل الحمل أو الاستعداد للحمل وبعد الولادة، ولمن هم فوق 60 سنة من الرجال، ومن تجاوزن 40 سنة من السيدات، وأهمية إجراء هذا الفحص لأفراد العائلات التي يوجد لديها تاريخ مرضي عائلي، بالإضافة إلى ضرورة إجرائه لجميع المواليد والمرضى الذين تم تشخيصهم بأمراض مناعية مثل الروماتويد والذئبة الحمراء أو السكر من النوع الأول، وأيضا السيدات اللاتي يعانين من انقطاع الطمث المبكر أو متلازمة ما قبل الطمث.

متابعة العلاج والفحص ضرورية

وعن طرق علاج خمول الغدة الدرقية أشارت إلى أنه يتم من خلال تناول قرص بالفم يحتوي على هرمون الغدة الدرقية المصنع مرة واحدة يوميا، ويفضل تناوله صباحا قبل الإفطار بنصف ساعة، مشددة على ضرورة مراجعة الطبيب لتحديد الجرعة الأنسب لكل حالة، إضافة إلى أن متابعة العلاج والفحص بدقة أمر ضروري لأن نقص الجرعة يؤدي إلى استمرار أعراض قصور الغدة، بينما تؤدي زيادة الجرعة لاضطراب دقات القلب والمزاج العصبي وخطر التعرض لهشاشة العظام، كما أن المرأة الحامل تحتاج عادة لجرعات أكثر مما اعتادت عليه قبل الحمل، كذلك فإن بعض الأدوية قد تتفاعل مع أقراص هرمون الغدة الدرقية لا سيما أدوية علاج الصرع والفيتامينات المحتوية على الحديد، وفي حالات القصور الشديد في الغدة الدرقية، أو تعرض المريض للإجهاد كتعرضه للبرودة الشديدة أو لعملية جراحية أو التهابات حادة قد يؤدي إلى حالة نادرة تهدد الحياة تدعى غيبوبة الوذمة المخاطية والتي تسبب فقدان الوعي وهبوط درجة حرارة الجسم.

أمراض الغدة لا تعيق الصيام

وأوضحت الدكتور رفيف أن أمراض الغدة الدرقية لا تعيق صاحبها عن صيام رمضان سواء في قصور عملها أو فرط نشاطها طالما التزم إرشادات الطبيب المشرف على حالته، مشيرة إلى أن مرضى الغدة الدرقية ليس لهم نظام غذائي محدد يجب التقيّد به، لكن ينصح المريض بالاهتمام بشرب السوائل بكثرة، إضافة إلى زيارة الطبيب قبل رمضان لتعديل جرعة الدواء وموعد تناوله، ونصحت بضرورة الحرص على تناول وجبة بحرية من الأسماك أو فواكه البحر، أو التونة والسردين مرة واحدة أسبوعيا على الأقل، لأن اليود الذي تحويه يحسّن كفاءة عمل الغدة ويرفع معدلات الفائدة من الدواء.