لكي لا يكون الحاضر رهينة للماضي

ليس هذا المقال أول ما كتب عن التراث العربي والإسلامي ولن يكون الأخير أيضا، قضية التراث العربي قضية ليست سهلة من أي الجوانب نظرنا إليها، من حيث العمق في الزمن منذ ألف وخمسمئة عام أو تزيد، من حيث المد الأفقي الذي يأخذ التراث مساحة العالم القديم كله أو أكثره، حين امتد سلطان العرب والمسلمين في آفاق المعمورة في الزمن القديم، وفي الذاكرة الحضارية والفكرية يأخذ التراث مساحة كبيرة تستمد قيمها من تراثها وتعتمد على نصيب غير قليل منه في حاضرها، تعود إليه وتعيش فيه وفي ذكرياته البعيدة وتتغنى بأمجاد الماضي الذي لا تريد فراقه لأنها لم تصنع في حاضرها أفضل مما كان لها في ماضيها.

ليس هذا المقال أول ما كتب عن التراث العربي والإسلامي ولن يكون الأخير أيضا، قضية التراث العربي قضية ليست سهلة من أي الجوانب نظرنا إليها، من حيث العمق في الزمن منذ ألف وخمسمئة عام أو تزيد، من حيث المد الأفقي الذي يأخذ التراث مساحة العالم القديم كله أو أكثره، حين امتد سلطان العرب والمسلمين في آفاق المعمورة في الزمن القديم، وفي الذاكرة الحضارية والفكرية يأخذ التراث مساحة كبيرة تستمد قيمها من تراثها وتعتمد على نصيب غير قليل منه في حاضرها، تعود إليه وتعيش فيه وفي ذكرياته البعيدة وتتغنى بأمجاد الماضي الذي لا تريد فراقه لأنها لم تصنع في حاضرها أفضل مما كان لها في ماضيها.

الثلاثاء - 17 يونيو 2014

Tue - 17 Jun 2014



ليس هذا المقال أول ما كتب عن التراث العربي والإسلامي ولن يكون الأخير أيضا، قضية التراث العربي قضية ليست سهلة من أي الجوانب نظرنا إليها، من حيث العمق في الزمن منذ ألف وخمسمئة عام أو تزيد، من حيث المد الأفقي الذي يأخذ التراث مساحة العالم القديم كله أو أكثره، حين امتد سلطان العرب والمسلمين في آفاق المعمورة في الزمن القديم، وفي الذاكرة الحضارية والفكرية يأخذ التراث مساحة كبيرة تستمد قيمها من تراثها وتعتمد على نصيب غير قليل منه في حاضرها، تعود إليه وتعيش فيه وفي ذكرياته البعيدة وتتغنى بأمجاد الماضي الذي لا تريد فراقه لأنها لم تصنع في حاضرها أفضل مما كان لها في ماضيها.

وليست الأمة العربية والإسلامية هي صاحبة التراث الأطول زمنا، وليست هي صاحبة التراث الغني أيضا، كل الأمم لها من تاريخها عمق بعيد، ومن ماضيها فضل تعتز به وتقرأه أجيالها وتنطق بها ألسنتها وتحفظه مؤلفاتها، ولكن كل الأمم في هذا الزمن الحاضر تعرف أين تقف من تاريخها، وماذا تأخذ منه وماذا تدع، وهي لا تنفصل عنه ولكنها تعرف مراحل هذا التاريخ فتفحصه وتغربله وتستصحب منه ما يصلح لحاضرها وليس ما يضاده أو يعرقل مسيره، دعك مما يعيده إلى الخلف ويجره إلى الوراء ويحاول أن يعيش الحاضر في ضوء الماضي.

ليس كل حالات الماضي صالحة للحاضر ولهذا بدأ المسلمون الأولون باستصحاب الحال الذي يعيشون فيه فاحتكموا إليه وتعاملوا معه ولم يشغل بالهم ماضيهم القريب منهم، ولا البعيد عنهم لأنه كلما تقدم الزمن كلما وضع التراث ثقله على الحاضر ولا سيما عندما تتسع النظرة إلى التراث بصفته الملهم للحاضر والمعول عليه في قياس حركة المجتمع وتقرير نشاطه في كل العصور.

وفي كل الأحوال هنا يتحول التراث سيفا قاطعا في أيدي سدنة التراث الذين يرفعونه في غير معركته الصحيحة، ويقاتلون بالتراث كله يحيلون إليه ويهتدون به دون أن يكون لهم نظر يفحص وينتقي ويختار ما يصلح للزمن وللحال، لهذا السبب اختلف العرب والمسلمون أشد الاختلاف ذلك أن كلا منهم ينبش من التراث ما يوافق هواه ويؤيد غرضه ويوافق ميوله فيعتقده ويعتمده ويقف عنده، ويقاتل دونه ويحتج بأن عمله مؤيد بنصوص التراث وأن ما يفعله هو الحق الذي يجب أن يطاع ويتبع.

ولا يقف الحال عند هذه الحجة في التراث القديم والحديث بل يأتي التفسير لهذا النص التراثي أو ذلك القول المشهور أو هذا الرأي الراجح، ويأتي المخالف له من سدنة التراث فيعمد إلى نثيله الهائل فيغوص فيه ويستخرج منه ما يخالف رأي الأول و يضاده ويعارضه، ويحتج هو أيضا بالنص وبالتراث ولو أخذت أي مسألة دينية أو ثقافية أو تاريخية لوجدت عليها أكثر من قول وأكثر من رأي يشرق بعض النصوص فيها ويغرب آخر، ويصعب التوفيق بين أغلبها حتى أهل الاختصاص يجدون حرجا لا مثيل له إذا جادلهم من يعرف التراث ويشير إلى ما فيه من التراكم المعرفي والموروث الإنساني الذي يتعارض بعضه مع بعض ليست هذه دعوة للخلاص من التراث لكن الأمل في ألا يعيش حاضرنا ومستقبلنا رهينة لماضينا وأسيرا له.