قبيلة بالطائف تفرض الزواج الجماعي على شبابها

ضربت قبائل بني الحارث، جنوب محافظة الطائف، مثالا في معنى التكافل الاجتماعي بنجاح تجربتها في الزواج الجماعي، حتى حذت حذوها عدة قبائل في الطائف، نظرا لقلة التكلفة التي تحملها العرسان في تلك الزيجات، مع اختصارها لأوقات المدعوين الذين يلبون دعوة أكثر من عريس طوال الصيف.

وقال المشرف العام على اللجان العاملة في الزواج الجماعي لقبيلة الهملة بالحارث، عوض بن صافي، نظرا لما لوحظ من ارتفاع تكاليف الزواج ومتطلباته على العرسان في السنوات الماضية، وكذلك محاولة بعض العرسان التفاخر بعرسهم حتى لو كان وضعهم المادي متواضعا، مما يرتب عليهم تكاليف مادية قد ترهق كاهلهم لعدة سنوات، قرر أعيان ومشايخ الهملة إقامة حفلات الزواج بشكل جماعي، بحيث لا يطلب من العريس سوى عشرة آلاف ريال، ويفرض على كل رب عائلة رفدة 200 ريال فقط، إذ يصل المجموع إلى 160 ألف ريال تغطي جميع تكاليف الحفل.

وأشار ابن صافي إلى أن حفل هذا العام الذي نظم قبل يومين يعتبر الخامس عشر، واحتفل فيه بزواج 32 شابا وشابة، وحضره عدد من الأعيان منهم محافظ الكامل ناصر السبيعي، وأشرف عليه رئيس المشروع الشيخ فريحان الهميلي.

وأضاف حسن العرابي أن قبيلة المشاييخ بالحارث تنتهج هذه المبادرة الخيرة منذ سبع سنوات، وتم تزويج 240 شابا وشابة من خلالها.

وبين أن الزواج الجماعي وفر على كثيرين الوقت والجهد، فعندما يكون لشخص 20 مناسبة زواج في الصيف تكون التكلفة على المدعو أكبر وعلى الداعي كذلك، وإذا كان لرجل خمس بنات وأمهن في المنزل وجميعهن يردن حضور حفلات أقربائهن لا بد له من 10 آلاف ريال للحفل الواحد، وهذا مكلف بشكل كبير على الأسر وعلى ميزانيتها.

ولفت إلى أن تزويج جميع العرسان في حفل واحد طوال الصيف زاد من التكاتف والتعاون بين الجميع.

وشدد على أن من يريد إقامة زواجه خارج النظام الجماعي لا يلزم القبيلة بالحضور، ولا يدعوهم، وكذلك لا ينتظر منهم إعانة أو مساعدة.

ويقول محمد الهميلي أحد العرسان، هذه المبادرة خففت عنهم تكاليف الزواج.

وقال فؤاد بن ناصر شقيق أحد العرسان، إنه لم يكلف إلا بأمور بسيطة نظرا لتوزيع المهام بين أبناء القبيلة.