معراج مرزا.. أطلس مكة

بعد أن كان التوثيق الجغرافي والمكاني شبه معدوم، أو غير مكتمل التوثيق، حل الدكتور معراج بن نواب مرزا الذي ولد بمكة المكرمة، في 1371 للهجرة، ضمن أوائل الذين تصدروا المشهد الجغرافي والخرائطي، وضحى بوقته وجهده في الاختصاص الجغرافي وحاكى فيه الطبيعة بنظراته الصامتة التي شكلت الجزء الأكبر من اهتماماته، ورافقته خلال مسيرة حياته العلمية والعملية طيلة بعد أن تشرب العلم على يد أساتذته الأفذاذ.

مرزا الذي عمل بخطوات ثابتة، طور عبر رسم الحدود والخرائط، المعالم الجغرافية التي تتعلق بحياة البشر، والعمل على التخصص البيئي بجدارة واهتمام، ليجيب بها على أسئلة جوهرية تتعلق بالجغرافيا.

وجند مرزا خطواته الجغرافية في التنقيب عن المآثر التاريخية والجغرافية، والتي من الصعب إيجادها إلا من خلال رحلات المستشرقين وأدبيات الحج والعمرة.

بدأ مرزا معلما بوزارة المعارف في مدرسة ابن خلدون المتوسطة، في 1393 للهـجرة، وحصل على ماجستير في العلوم بقسم الجغرافيا والجيولوجيا، كلية الآداب والعلوم، بالولايات المتحدة الأمريكية، في 1979، كما وقف على عدة رسائل علمية في الماجستير منها ما كان عن: أثر العوامل الطبيعية على النمو العمراني في مدينة مكة المكرمة «باللغة الإنجليزية»، ومنها رسالة الدكتوراه في: جغرافية المياه في مكة المكرمة «مصادر واستخدام».

كما عمل مرزا معيدا بقسم الجغرافيا بكلية التربية، بجامعة أم القرى بمكة المكرمة خلال الفترة من 1395 إلى 1405، ثم محاضرا بقسم الجغرافيا، كلية العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة خلال الفترة من 1405 إلى 1416 لينتقل للعمل كأستاذ مساعد بقسم الجغرافيا في 1417، ومنها ترأس قسم الجغرافيا لعدة سنوات طويلة رسم من خلالها خيوط النجاح لكل من وجد في نفسه حب البحث العلمي لجغرافية المكان المقدس، وتوج بعدها أستاذا مشاركا في 1428.

وكتب مرزا العديد من الأبحاث منها بحث المسح الاجتماعي الاقتصادي لبعض مؤسسات الطوافة، وآخر عن خدمات النظافة في منى أيام حج 1405، وشارك في بحث قياس مستوى الإشعاع في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة خلال حج 1414، وعمل على التقييم البيولوجي والكيميائي للمياه الجوفية بمكة المكرمة في دراسة استطلاعية خلال حج 1418.