استضافة كأس العالم خسارة اقتصادية

الكل مستعد وفي قمة الحماس لانطلاق بطولة كأس العالم بالبرازيل نهاية هذا الأسبوع. أنفقت البرازيل ما يعادل 56 مليار ريال سعودي لتطوير البنية التحتية وبناء ملاعب جديدة لاستضافة هذا الحدث العالمي في عملية شابها كثير من التأخير والفساد. وباع الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA حقوق النقل التلفزيوني والتسويق بمبلغ قياسي بلغ 4 مليارات دولار.

مبالغ ضخمة أثارت التساؤلات حول الاستفادة الاقتصادية الحقيقية من وراء استضافة هذه البطولات الرياضية الضخمة! المتابع لتقارير نتائج بطولات كأس العالم الاقتصادية في جنوب أفريقيا وألمانيا أو حتى أولمبياد لندن يعلم جيدا أن المردود الاقتصادي يكاد يكون معدوما بسبب المبالغ الخرافية التي يتم إنفاقها على الاستضافة. تقرير وكالة Moody’s أشار بكل وضوح إلى أن تأثير البطولة على الناتج المحلي البرازيلي لن يتجاوز 0.4% في أحسن الأحوال، ووزير السياحة أكد ذلك عندما صرح أن عدد السياح المتوقع قدومهم من الخارج هو 600 ألف فقط، والدخل المتوقع من البطولة في حدود 13.6 مليار دولار، وهو رقم ضعيف بالنسبة لسادس أقوى اقتصاد في العالم. والواقع الحالي يؤيد ذلك مجددا، حيث إن هناك العديد من الغرف الفندقية ما زالت متاحة حتى في مدينة ساوبالو، والتي سوف تشهد مباراة الافتتاح، وأيضا أسعار تذاكر الطيران تشهد تخفيضات عجيبة في وقت كانت التوقعات تشير لارتفاعات خرافية! رغم ذلك ما زالت الفرصة متاحه للبرازيل لاستغلال هذه الاستثمارات لما بعد كأس العالم، ولتحسين صورتها السياحية في حال استطاعت تقديم تجربة مميزة وخفض معدلات الجريمة.

في المقابل، الاستعدادات على أشدها في الشركات ذات الصلة بكل ما يرتبط بكأس العالم، فمن المتوقع أن ترتفع مبيعات تجارة الملابس والأجهزة الرياضية لهذا العام بنسبة 4% أي 14 مليار دولار، فمبيعات قسم كرة القدم في شركة أديداس يتوقع لها كسر حاجز 2 مليار يورو، وذلك للمرة الأولى في تاريخها. وشركة دومينوز بيتزا في بريطانيا أعلنت عن حاجتها لتوظيف 1,300 سائق توصيل إضافي، حيث تتوقع بيع 6 ملايين طلب بيتزا بمبلغ 500 مليون ريال سعودي خلال شهر البطولة فقط! وفي بريطانيا أيضا تتوقع مكاتب الرهانات أن يصرف البريطانيون ما مجموعه مليار جنيه استرليني للرهان على مباريات البطولة ليكون بذلك أكبر حدث للمراهنات في التاريخ.