دور المؤسسات التعليمية في نشر وتعزيز القيم

الخميس - 13 أكتوبر 2016

Thu - 13 Oct 2016

للمؤسسات التعليمية مسؤولية كبرى في ترسيخ القيم الإيجابية التي تساهم في بناء شخصية مستقلة للطلبة، وهي مسؤولية تتبناها وزارة التعليم وتسعى إليها استنادا إلى الهدف الاستراتيجي الخامس من برنامج التحول الوطني 2020.



وعليه فإن أهمية أي مؤسسة تعليمية لا تكمن فقط في منجزاتها البحثية والتعليمية بل تتخذ بعدا آخر تبني به الأجيال المتعاقبة على هذه المؤسسات، ويكون فيها هذا البعد مكملا لدورها التعليمي ويعزز من تفوقها في أي جانب آخر، وهي التي تخرج أجيالا عديدة من الطلاب والطالبات، نستطيع أن نجعل، كلهم، أغلبهم، أو بعضهم، سفراء صالحين في المجتمع، تزرع فيهم القيم السامية التي تصلح من المجتمع الذي توجد به.



واللافت للنظر أن مؤسساتنا التعليمية أصبحت وفي كثير من ممارسات طلابها تتأثر بسلوك الطلبة أنفسهم سلبا ولا تؤثر فيهم إيجابا، ونعرف أن كثيرا من هذه المؤسسات التعليمية تقوم بعمل حيال ذلك ولكنه لا يكفي، إذ يجب أن تكون هذه الأعمال داخل (إطار) شامل لنشر القيم وتعزيزها داخل نفوس هؤلاء الطلبة وإلا أصبح تأثيرها موقتا ومحدودا.



إن المحاور الرئيسة الثلاثة لمؤسسات التعليم هي: أولا/ تدريس ونشر المعارف (بحوث وبرامج أكاديمية وتعليمية)، ثانيا/ تنمية المهارات (أنشطة طلابية لا منهجية)، ثالثا/ نشر وتعزيز القيم، وتقوم مؤسساتنا التعليمية بعمل دؤوب على مستوى المحورين الأول والثاني، ولكن، هل نقوم بشيء كاف على مستوى المحور الثالث؟



إن المبادرات في هذا الشأن كثيرة، ولكنها إن لم تتخذ إطارا تستظل به يضمن استمراريتها، ستبقى مبادرات وقتية ناتجة عن ردة فعل تتلاشى مع تقادم الوقت، فهي في حد ذاتها شيء طيب ومحمود، ولكنها ستكتمل وتؤدي رسالة أعمق وأكبر من ذلك بكثير إذا وضعت مؤسساتنا التعليمية (نشر وتعزيز قيمها في المجتمع) من ضمن رؤيتها ورسالتها، وعلى ذلك، تبنى أهداف واضحة في هذا الإطار يتم العمل على تحقيقها من قبل كافة منسوبيها.



ولتحقيق مثل هذه الأهداف الاستراتيجية وإعطاء صوت للقيم الكثيرة التي نؤمن بها، يجب أن يتم تصميم ميثاق للقيم والتعامل والأخلاق (Code of Ethics) داخل هذه المؤسسات وأن يكون موجها للطلبة بشكل خاص، وبعد ذلك يتم اعتماده ونشره ومن ثم تطبيقه بشكل منهجي واضح حتى تتحقق الغاية المرجوة من إنشائه. ميثاق للقيم والأخلاق، يعلم الطلبة كيف يتعاملون مع زملائهم، مع أساتذتهم، مع جامعاتهم، مع مجتمعهم، ومع وطنهم، كيف يقفون ضد الأفكار الهدامة ويمنعون انتشارها، وكيف يجب أن يكون طالب العلم. عندها نستطيع أن نقول بأن مؤسساتنا التعليمية، لا تدرس العلوم والمعارف فقط، ولكنها تتجاوز ذلك إلى نشر وتعزيز القيم، وتؤثر في المجتمع إيجابا ولا تتأثر به سلبا.



إن عدم إعطاء أصواتنا للقيم الصالحة المشتركة التي نؤمن بها، سيؤدي إلى تنامي السلبيين الذين لا يتغيرون من حولنا، وقد نصبح مثلهم مع تقادم الوقت!.