شكرا لملك الإصلاح التعليمي.. هنا الملخص لمعالي الوزير

لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، رؤية رفيعة فيما يتعلق بالعلوم والثقافة، لامسها المجتمع منذ وقت مبكر. واهتمامه بالقضايا العلمية والثقافية نابع من إيمانه بحقيقة أن العلوم والثقافة جزآن مكونان للجسد المعرفي لا يمكن الفصل بينهما، فكان له الإسهامات العلمية بتبني وتشجيع العلوم. وهو مثقف من طراز رفيع، وداعم للإعلام والصحافة النخبوية الراقية.

في قراره الأول على مستوى التاريخ السعودي بدمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، رؤية استراتيجية ذات أفق واسع وأبعاد عميقة. وفي وضع الدكتور عزام الدخيل على رأس هرم السلطة التعليمية إشارة إلى الاختيار الدقيق للكادر المهتم فعليا بالتطوير والتعديل والحذف والإضافة باستخدام العقلية التكنوقراطية.

قبل الشروع في سكب الطموح الإيجابي على أرضية التربية والتعليم والتعليم العالي، المليئة بالمشاكل المركومة لعقود، لا بد أن تصنع من تلك المشاكل إسفنجة ضخمة تمتصها، ثم يلقى بها بعيدا حتى تبدو الأرضية لامعة ومتأهبة لبناء الطموح.

تفتيت المشاكل والقضايا العالقة سيكون من خلال تجربة العيش في المشكلة، فذلك يتيح الفرصة لفهم المشكلة ويمهد لولادة الحلول المناسبة. عمل جرد لعهدة المشاكل الموروثة من الوزارتين من خلال ما دون في حسابات الوزير بتويتر وانستقرام، والتي تمس حياة الطالب المدرسي والمعلمين وطلاب التعليم العالي وأعضاء هيئة التدريس وموظفي الجامعات.

لم يمض سوى سويعات على إعلان القرار الملكي، حتى قفزت أعداد المتابعين من بضعة آلاف إلى مئات الآلاف وانهالت مئات الآلاف من التعليقات كانت أغلبيتها من طلاب المدارس إلى وزيرهم الجديد، ثم من المعلمات ثم المعلمين ثم طلاب التعليم العالي وبضع عشرات من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية.

يمكن جمع كل ما تمت كتابته هنا وهناك في حسابات معالي الوزير وتصنيفه تحت عناوين مجموعات رئيسة للقضايا التي تمت كتابتها من أصحاب الشأن وهم: طلاب المدارس، المعلمون، طلاب التعليم العالي، موظفو وأعضاء هيئة التدريس. وجدت أهمها ما يلي:

1 ركز الطلاب على المطالبات بإلغاء اختبارات قياس والقدرات، وأنا معهم في كراهيتها، فسياسات التعليم في الدول الأخرى قد لا يناسبنا استنساخها، وفيها من الترهيب ما يقضي على قياس «الهدف»! وطالبوا معالي الوزير بالإجازات لتململهم من جدول المدرسة، ورتابة المواد، وأنا معهم في إعادة هيكلة اليوم المدرسي على مدار الأسبوع من يوم طويل جدا مخصص للمواد العلمية والتطبيق في مختبر المدرسة، إلى يوم متوسط المدة مخصص للمواد الأدبية وتشجيع البحث والإنتاج الأدبي داخل مكتبة المدرسة، إلى يوم كامل «فله» للعب والإبداع وتطوير الذات وممارسة المهارات وترقية المهن.

2 المعلمون والمعلمات يعانون من عدم الرفاهية اللازمة للقيام بالدور التعليمي من خلال تطلعهم لتحسين الراتب والعقود المالية. ورأى بعضهم زيادة الراتب حسب أهمية ما يقدمه المعلم، كما أنهم يطالبون بزيادة المرونة في الابتعاث والتدريب الخارجي، كما أن هناك تطلعات لتحسين البيئة التعليمية من خلال تطوير البنية التحتية في المدارس. أما معلمو ومعلمات «النائية» فلا بد من النظر إليهم وإلى طلاب مدارس الهجر والقرى من خلال جرد كامل صعوباتهم ورؤاهم للحلول، فمن الهجر والقرى ستأتي النخب يوما ما.

3 طلاب الجامعات يرون بحث أنظمة التعليم الجامعي المعقدة والقديمة التي تحول دون انطلاق الإبداع واختيار التخصص، كما أن الطلاب المنتسبين يطالبون بإطلاق سراحهم من قيد الرسوم، لأنهم غالبا من الطبقة الاجتماعية التي لا تستطيع توفير الأمان الوظيفي لأبنائها، ولأنهم يشعرون بانكسار نفسي من الطلاب الرسميين، خاصة وقت استلامهم للمكافآت الجامعية!

4 المبتعثون يريدون زيادة سقف المكافأة للعيش فوق خط الكفاف في الغربة.

5 أعضاء هيئة التدريس يتفقون على الزيادة في رواتبهم الضعيفة جدا، حينما تجرد من البدلات، وهم أكثر الفئات في نظام التعليم ترتيبا لمناقشة قضاياهم في هاشتاقات عبر تويتر.

6 قبل المطالبة بزيادة الإنفاق على البحث العلمي، نأخذ العبرة من الشكاوى والتقييم الدولي لبعض المنشورات البحثية، والتميز البحثي «الخارق» مطلب، حتى نكون في الطريق التدريجي السليم نحو الإنتاج المعرفي.

7 أنظمة الجودة في الجامعات وتفعيل الإجراءات التنظيمية تعاني من الضعف في بعض جوانبها بسبب وجود فساد وتحزبات وتحالفات بين بعض المجموعات الأكاديمية، تحتاج إلى هيئة وأنظمة متابعة لتقويمها والقضاء على الفساد فيها حتى لا تثبط همم وطموح الأكاديميين الفعالين.

في هذه المرحلة من الخطأ القاتل أن تستقل الجامعات كليا عن وزارة التعليم.. الاستقلال يأتي في مرحلة تكون فيها جامعاتنا قادرة على الاستقلال حينما تمتلك مسبباته التي نجدها في الجامعات المرموقة حول العالم.

8 لا مانع أن يُستشار الشباب، فلهم رؤى مستقبلية ذات بعد أطول قليلا من ذوي التجربة والخبرة!