الناصح الكمين!
أعاني من حساسية مزمنة في صدري، وآخر طبيب ذهبت إليه تكلم كثيراً عن التدخين وضرره القاتل وأنه لا أمل في تحسن وضعي ما لم أقلع عنه وأتوب توبة نصوحاً لا لبس فيها، وهذا كلام جميل كان سيؤثر في لدرجة أني قد أبدأ في البكاء تأثراً من هذه النصيحة،
أعاني من حساسية مزمنة في صدري، وآخر طبيب ذهبت إليه تكلم كثيراً عن التدخين وضرره القاتل وأنه لا أمل في تحسن وضعي ما لم أقلع عنه وأتوب توبة نصوحاً لا لبس فيها، وهذا كلام جميل كان سيؤثر في لدرجة أني قد أبدأ في البكاء تأثراً من هذه النصيحة،
الثلاثاء - 20 مايو 2014
Tue - 20 May 2014
أعاني من حساسية مزمنة في صدري، وآخر طبيب ذهبت إليه تكلم كثيراً عن التدخين وضرره القاتل وأنه لا أمل في تحسن وضعي ما لم أقلع عنه وأتوب توبة نصوحاً لا لبس فيها، وهذا كلام جميل كان سيؤثر في لدرجة أني قد أبدأ في البكاء تأثراً من هذه النصيحة، لكن المشكلة التي وقفت عائقاً في طريق تأثري هي أن الطبيب نفسه يدخن، ولا يجد حرجاً في وضع علبة السجائر والولاعة على طاولته، وحتى أكون منصفاً فهو لم يكن يدخن في اللحظات التي كان ينصحني فيها، ربما لو طال الحديث قليلاً لأشعل سيجارته ونفث دخانها في وجهي وهو يحدثني عن أضرار التدخين..
موقف الطبيب المدخن الذي ينصح مرضاه بترك التدخين يشبه كثيرا من المواقف الأخرى التي تواجهنا مع الناصحين في شتى أمور الحياة، هو لا يختلف كثيراً عن الواعظ الذي يحدث الناس عن الزهد وعن الدنيا الفانية بينما يسكن قصراً ينقطع نفس غير المدخن قبل أن ينهي جولة فيه، ويملك من الأراضي ما يكفي لحل أزمة الإسكان في نصف الدول النامية..
طبيبي أيضاً يشبه الكاتب «الليبرالي» الذي يتحدث عن الحريات وحق الناس في اعتقاد ما يريدون لكنه يضيق بمن يخالفه ويقصيه ولو أمكنه لحجب عنه الهواء..
وخلاصة القول أن طبيبي منتشر كالوباء في هذا المجتمع الذي يعتقد أن مجرد إقناعك الآخرين بفكرة ما، ليس سوى كمين توقعهم فيه لتتخلص من وزر عدم تطبيقك هذه الفكرة!