تعب الطريق!
ـ أزعجتك؟
ـ أزعجتك؟
الأربعاء - 28 يناير 2015
Wed - 28 Jan 2015
ـ أزعجتك؟
ـ لا..
ـ طفشتك؟
ـ لا..
ـ أنت ما عندك حاجة تقولها غير هذه الـ»لا»؟
ـ عندي سؤال.. وعندي حنين وغربة.. وعندي فقد!
ـ هونها تهون يا صاحبي.. لا إللي راح يرجع.. ولا البكاء عليه ينفع.. لازم يكون عندك أمل.
ـ تعب قلب فريد وهو يردد: «يا دنيا عندي أمل»، لكن الدنيا لا يشغلها فريد ولا وحيد!
....
«طالت مشاوير العذاب
صارت أمانينا سراب
يا خطوة عذبها البعاد ..
يا دمعة ذوبها السهاد ..
تعب الطريق ما تعبت أنا»
ومشينا في الشوارع.. الناس يملؤونها، يغمرونها، كأنهم «سيل الربوع».. بعضنا يعوم على عوم من يحب حتى بلا أمل، على حسب الريح والموج ما يودي..
تعب الطريق من هذه الأقدام، حتى طلال الذي ذهب في ليلة من الليالي كان محتاجا إلى الأمل، لكنه طال به الانتظار:
«يا فرح عمره ما اكتمل
يا جرح لسه ما اندمل
محتاج أمل منك يكون
طاغي الخطا، دافي العيون»
والدفء في العيون مبعثه الدمع: ذهب كل البكائين «نفر.. نفر»، ولا تزال الأرض تستقبل القادمين على مختلف الرحلات إلى هذه الدنيا.
وتأخذنا أقدامنا إلى أقدارنا.. نهيم في الفلك الدوار.. نساهر الأقمار، نبثها قصة الفقد، على موجة دائرية الاتجاه، لكن أقمارنا تحط بها النجوم التي تدور في فلكها، ولا تأبه بما يجري هنا لـ»الناس إللي تحت»:
«سامع ندايا يا قمر.. حاسس معايا بالسهر
ولا أنت آخداك النجوم والفرحة ما تقدر تدوم
يا خطوة عذبها البعاد..
يا دمعة ذوبها السهاد
تعب الطريق ما تعبت أنا»