المرأة مدرسة "إرهاب" إذا أعدتها "داعش"!

تزايد عدد النساء الإرهابيات في سلك التنظيمات التي تهدد الوطن يلوح بأننا أمام عدو حقيقي يستهدفنا من حيث لم نحتسب. لم يعد من المسوغ لي قبول الفكرة التي تروج أن النساء الإرهابيات ونسلهن من الأطفال المفخخين فكريا

تزايد عدد النساء الإرهابيات في سلك التنظيمات التي تهدد الوطن يلوح بأننا أمام عدو حقيقي يستهدفنا من حيث لم نحتسب. لم يعد من المسوغ لي قبول الفكرة التي تروج أن النساء الإرهابيات ونسلهن من الأطفال المفخخين فكريا

الأحد - 11 مايو 2014

Sun - 11 May 2014



تزايد عدد النساء الإرهابيات في سلك التنظيمات التي تهدد الوطن يلوح بأننا أمام عدو حقيقي يستهدفنا من حيث لم نحتسب. لم يعد من المسوغ لي قبول الفكرة التي تروج أن النساء الإرهابيات ونسلهن من الأطفال المفخخين فكريا، ليسوا إلا ضحية اختلاس للفكر الإرهابي، والوقائع المتتالية تثبت على امتداد هذا العقد ضلوعهن في أمور قيادية وإدارية جبارة داخل مؤسسات التنظيم الإرهابي وبشكل مستقل تماما. كدورهن في صناعة السياسات الاقتصادية التي تحكم البيت الإرهابي من خلال توفير التمويل والمبالغ الضخمة عبر جمع التبرعات، ودورهن في العمل الجاسوسي داخل الأوساط الأنثوية، وتسميم العقول النسائية وتتبع ثغراتها الفكرية بحذاقة. وتمرسهن في تسويق سياساتهن الإعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت الجهادية المختلفة. إلا أن انفلاتهن من السجون بطرق ذكية، والقبض على بعضهن على الحدود بعد نجاح تسلل الأخريات يستوجب منا أن نقرأ المشهد مرارا وتكرارا قبل أن نعيد النظر إلى مسألة التعاطف معهن كونهن «نساء».

يفترض بنا أن نطرح تساؤلا: ما هو دور المرأة في صناعة الإرهاب؟! لماذا تسعى هؤلاء النسوة لمحاصرة وطنهن بالإرهاب من ناحية حدوده الجنوبية بالتحالف مع الإرهاب المقبل من اليمن ومحاصرتهن للوطن من الناحية الشمالية الشامية من خلال التحالف الداعشي؟

المؤكد إلى حد ما أنهن وصلن إلى التلغم بالأفكار الإرهابية لحد لن يجدي معه أن يستعطفهن بكاء طفل أو صراخ كهل أو عويل امرأة، فيما لو تمكنّ من رقابنا! نحن أمام عدو حقيقي للأسف، ومن داخلنا، ودماؤنا تسري في عروقه. دور وزارة الداخلية في التعاطي مع ملف الإرهاب النسائي خلال الفترة الماضية غلب عليه العطف والشفقه كون الموقوفات ضحايا غسل أدمغة، ولكن الأرض تشهد بواقع مغاير، وهو أننا في مواجهة مدارس أعدتها داعش لتخرج أجيالا مخربة تعيث في الأرض الفساد لمجرد أوهام أيديولوجية فاشية تخدم أجندة استخباراتية خارجية. أدنى درجات الوازع الديني الإسلامي تجعل المرأة تتمثل أمر الإسلام في مسألة إثارة الفتن والخروج من البيت دون مرافقة محرم. فالتحالف مع مهرب يمني مثلا في سفر طويل مجهول النهاية، وفي ظل غياب المحرم المسجون أو المنخرط في سلك داعش، خيانة عظمى في نظام الحياة الزوجية، والخروج عن الحاكم رغبة في إعاثة الفساد في الأرض ليس إلا من ضروب الحرابة الموجب -وفقا لنص القرآن الكريم- قتل المفسدة أو صلبها أو نفيها من الأرض، الاعتماد في ذلك على تقديرات القضاء. لحد اللحظة لا يزال التعاطي مع ملفات الإرهابيين يغلب عليه حلم وشفقة لا تتوزاى مع كل ما خلفوه من تفجيرات وقتلى وتخريب متعمد للبنية التحتية وزعزعة الأمن والتخابر مع العدو الخارجي.

حينما تعتنق عاطفة المرأة الحرب وتتلذذ بلغة الدماء، فهي أشد عنفا من الرجال، لأن العاطفة هي من تحكم السلوك الفاعل. قلوب النساء الإرهابيات الموقوفات والهاربات يملؤها حقد شنيع على الشعب السعودي والعربي من رؤية أننا سبب تعاسة الأمة، ولذلك فمن الأجدى من وجهة نظرهن، أن يقلبن على رؤوسنا الدنيا عاليها سافلها، وحرقنا وطحننا بمتفجراتهن، لأن الغرب ساد على هيمنة العالم بالعلم والتكنولوجيا، متجاهلات إعادة النظر في أنفسهن هن ونظرائهن من «ذكور» داعش وطالبان والإخوان والقاعدة..إلخ، لماذا لم يبدؤوا بإصلاح أنفسهم بغزو العالم عن طريق المنافسة في صناعة العلم والتكنولوجيا والمجاهدة في سبيل العلم، بدلا من تدمير الأرض والعبث فيها. قمة اليأس أن يسوغ المنخرط في المنظمات الإرهابية لنفسه وللآخرين الموت بسبب حقيقة عجزه الشخصي وفشله، محاولا الخروج قدر الإمكان من تذوق مرارة الفشل والإحباط بدعوى أن الانتحار وسفك الدماء «جهاد» سيريحه إلى الجنة. المرأة الإرهابية مدرسة داعشية طالبانية. لا تقل خطورتها عن الرموز الذكورية لتلك المدرسة، وما تحتاجه هو ضربة قاضية عقابية لقصمها، كما قُصم نظراؤها الذكور، حتى تكون عبرة لغيرها، ولتفتح المجال لتدبر الحقائق من كل زواياها، وحتى لا ينزلق غيرها من المغررات بهن في أرجاء البلد.