جائزة التفوق العلمي والخلقي لأبناء تربة
بالقرب من مدينة الطائف، وفي بلدة ظلت رمزا للعراقة والتأريخ، وفي عصر ندر فيه من يقرأ ويكتب، وفي وقت أرخى فيه الجهل سدوله وبقي الاعتماد فيه على الذاكرة والحفظ بسبب ندرة أدوات الكتابة وقلة القراء، استبشرت تربة البقوم بمولد شخصية فذة من أسرة عريقة وكريمة، كان ميلاده نقطة تحول في تأريخها العلمي والأدبي ألا هو (الدكتور راشد بن راجح بن محمد العبدلي الشريف).
بالقرب من مدينة الطائف، وفي بلدة ظلت رمزا للعراقة والتأريخ، وفي عصر ندر فيه من يقرأ ويكتب، وفي وقت أرخى فيه الجهل سدوله وبقي الاعتماد فيه على الذاكرة والحفظ بسبب ندرة أدوات الكتابة وقلة القراء، استبشرت تربة البقوم بمولد شخصية فذة من أسرة عريقة وكريمة، كان ميلاده نقطة تحول في تأريخها العلمي والأدبي ألا هو (الدكتور راشد بن راجح بن محمد العبدلي الشريف).
الأحد - 11 مايو 2014
Sun - 11 May 2014
بالقرب من مدينة الطائف، وفي بلدة ظلت رمزا للعراقة والتأريخ، وفي عصر ندر فيه من يقرأ ويكتب، وفي وقت أرخى فيه الجهل سدوله وبقي الاعتماد فيه على الذاكرة والحفظ بسبب ندرة أدوات الكتابة وقلة القراء، استبشرت تربة البقوم بمولد شخصية فذة من أسرة عريقة وكريمة، كان ميلاده نقطة تحول في تأريخها العلمي والأدبي ألا هو (الدكتور راشد بن راجح بن محمد العبدلي الشريف).
الذي ظهر منذ نعومة أظفاره نهمه ورغبته الشديدة في طلب العلم، حينها أخذ بيده أخوه الأكبر (عابد) -رحمه الله- ودفع به إلى المدرسة السعودية بـ(العلاوة بتربة) منتظما في أول دفعة من طلابها بالصف الأول الابتدائي عند القائم على شؤون تلك المدرسة، المدير والمدرس والخادم وأعني به -الشيخ: عبدالمحسن بن زيد الحسين رحمه الله، الذي كان من إخلاصه وتفانيه وحبه للعلم ورغبته في نشره، أن الطلاب حينذاك يجتمعون في الصباح الباكر وشيخهم -عبدالمحسن- يخبز الخبز بيده ويوزعه ذات اليمين وذات الشمال، وإبريق الشاي مملوء بالحليب، كل تلميذ يأخذ بطرف منه، ثم يفتتح الدوام الصباحي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم من قصار المفصل، ثم تبدأ الحصة الأولى بالقرآن الكريم ثم بقية المواد، المحصورة في: القرآن الكريم، والتوحيد، والفقه، ومبادئ اللغة العربية.
ومن نباهة وغزارة علم الدكتور راشد، أنه في 1374 سافر الشيخ عبدالمحسن إلى لبنان للعلاج وأناب الدكتور: راشد للقيام بالتدريس في المدرسة، فقام به أحسن قيام (فربما يكون الدكتور: راشد أصغر مدرس حينها).
ترأس الدكتور راشد النادي الأدبي بمكة المكرمة وكان النادي حينها في أوج تألقه وعطائه ولمدة فترتين متتاليتين كان عضوا في مجلس الشورى، وكان معه من أبناء محافظة تربة أعضاء في المجلس كل من الدكتور طامي بن هديف البقمي، والدكتور صالح بن زابن البقمي، الذين كانا مع أعضاء المجلس غرة في جبين مجلس الشورى.
ونظرا لما يتمتع به من حصافة وفكر وقدوة صالحة، فقد تم تعيينه نائبا لرئيس مركز الحوار الوطني، ولا يخفى دور المركز في تثبيت الوحدة الوطنية والبعد عن الغلو والتطرف المقيت والطاعة والولاء لولي الأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
هذا ويتميز الدكتور راشد بالعديد من الصفات الخيرة كالتواضع، وحب الخير للغير، وبذل الندى، وكف الأذى، والشفاعة الحسنة لفك الكرب والضائقات، ويتميز مجلسه في داره وفي جامعه بالحرص على العلم ونشره، ومن حضر له مجلسا تمنى أن يعود إليه ثانية.
ولا غرابة أن تجد في محافظة -تربة- أسرا كثيرة سموا أبناءهم باسم (راشد) تيمنا به ورغبة في أن يصل أبناؤهم إلى ما وصل إليه معاليه.
وختاما: فمحافظة تربة محظوظة بهذا الرجل (الراشد) في عمله وفكره (الراجح) في خلقه وأدبه وعقله.
وما هذه الجائزة السنوية التي تحمل اسمه إلا مثالا حيا في حبه لوطنه بعامة ولبلدته خاصة، ورغبة منه أن يصل أبناؤها إلى أعلى المراتب العلمية والالتزام الديني على منهج الوسطية والاعتدال. فجزى الله الدكتور راشدا خيرا على ما قدم ويقدم لبلدته ووطنه.