طوله: "أئمة وخطباء ومؤذنو المسجد النبوي" الأضعف في تاريخ المدينة
انتقد الباحث في تاريخ المدينة المنورة، سعيد طوله كتاب الدكتور عدنان بن جلُون الصادر أخيرا والمعنون بـ»أئمة وخطباء ومؤذنو المسجد النبوي الشريف»، وعده من أضعف كتب التراجم التي خرجت في الفترة الأخيرة في تاريخ المدينة المنورة
انتقد الباحث في تاريخ المدينة المنورة، سعيد طوله كتاب الدكتور عدنان بن جلُون الصادر أخيرا والمعنون بـ»أئمة وخطباء ومؤذنو المسجد النبوي الشريف»، وعده من أضعف كتب التراجم التي خرجت في الفترة الأخيرة في تاريخ المدينة المنورة
الأحد - 11 مايو 2014
Sun - 11 May 2014
انتقد الباحث في تاريخ المدينة المنورة، سعيد طوله كتاب الدكتور عدنان بن جلُون الصادر أخيرا والمعنون بـ»أئمة وخطباء ومؤذنو المسجد النبوي الشريف»، وعده من أضعف كتب التراجم التي خرجت في الفترة الأخيرة في تاريخ المدينة المنورة.
حاطب ليل
وأكد طوله في حديثه لـ»مكة» أن الكتاب، الذي يقع في 751 صفحة، ويترجم لشريحة واسعة من أئمة وخطباء ومؤذني المسجد النبوي، ومهد له مؤلفه بالعهد النبوي الشريف وحتى العهد السعودي يفتقد إلى أدنى معايير التحقيق والمنهجية العلمية والضبط، بل أبسط معايير كتب التاريخ، ويصدق على مؤلفه وصف «حاطب ليل» لا يبالي بما يجمع ويقدم للناس.
لقب الريس
واعترض طوله على إطلاق مسمى(الريّس) في قسم السيرة الذاتية على كل المؤذنين، مؤكدا أن اللقب كما هو معلوم في وثائق الحرمين الشريفين لم يأت إلا متأخرا لمن صعد المنابر الرئيسة في المسجد النبوي، وأذن فيها، في حين شمل المؤلف بذلك اللقب حتى المؤذنين من الصحابة، رضي الله عنهم، كما وقع في صفحة 438 حين وصف التابعي حفص بن عمر بن سعد القرظ بالريس، وكذلك التابعي الحكم بن الصلت في صفحة 429 ، وهو الأمر الذي انسحب على التابعي الحارث بن عبد الرحمن.
واعتمد طوله على ما ذكره الأنصاري في لقب الريس، الذي قال إنه في عرف أهل المدينة المنورة من يؤذن في المنارة الكبرى التي على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وتسمى اليوم بالريسية نسبة إلى الريس المؤذن بها وهو رئيس المؤذنين.
»تحفة المحبين والأصحاب» ص 252.
والملاحظ أن لقب رئيس المؤذنين لم يظهر إلا متأخراً كما ذكر في «التحفة اللطيفة» 1: 89.
نماذج من الخلط في التراجم
وقدم طوله لـ «مكة» مسودة تحمل ملاحظات واسعة حول الكتاب، مشيرا إلى أن أغلب التراجم التي ذكرت في الكتاب لم يذكر مرجعها في الحاشية إلا القليل، وأضاف أن بعضها منسوخ نصا من شبكة الانترنت، ففي صفحة 339 في الباب الثاني من السيرة الذاتية لأئمة وخطباء المسجد النبوي، ذكر اسم العريف محمد بن سالم الجزائري العقبي، ثم ترجم لشخص آخر وهو «الطيب بن محمد إبراهيم العقبي»، وهو عالم جزائري لم يأت المدينة إلا عدة مرات، ولم يثبت أنه تولى الإمامة والخطابة.
وفي صفحة 399 ذكر اسم الشيخ يحيى بن سيدي محمد الجوطي، وأشار إلى أنه أمام وخطيب، ثم ذكر تاريخ 899هـ ليترجم بعدها لأسرة تعرف (أولاد محمد الفاسي)، نسبة إلى جد لهم يدعى مبارك سيدي عمران وهو الحفيد الـ12 ليحيى الجوطي.
وهذه الأسرة لا علاقة لها بالمدينة المنورة وإنما وجدها في الانترنت.
وفي صفحة 106 ذكر اسم السيد أحمد بافقيه، وقال إنه توفي 1339هـ، ثم وضع تاريخا آخر 1426 ، ثم وضع تاريخا آخر 1340، ثم ترجم للأديب الصحفي السيد أحمد بن عمر بافقيه، وهو أديب يمني ليس له شأن في المدينة بمجرد وجود اسمه في الانترنت.
وفي صفحة 393 ذكر الشيخ ميلود أحد أئمة المالكية، جزائري، ثم ترجم لتلميذه حسن صيرفي، لا لشيء إلا لأنه درس على يد الشيخ ميلود.
وفي صحفة 402 ترجم للشيخ يوسف الخطيب المدني الحنفي، ولم يميز يوسف الخطيب، الذي هو الأنصاري، وأدخل يوسف بن خليل بن قراجا في الترجمة التي نسخها من الانترنت فصارت ترجمتين.
نماذج من أخطاء الصور
في صفحة 567 وضع صورة الريس عبدالستار عاشور وبجانبه شاب ذكر أنه عبدالقادر الجزائري ولا يصح هذا وإنما نقله عن الانترنت.
وفي صفحة 568 أخذ صورة مكتوبا عليها عبدالكريم برزنجي وزعم أنه عبدالكريم بن محمد بن عبدالرسول البرزنجي المظلوم، وهذا لا صورة له، وهي لواحد من الأحفاد.
وفي صفحة 569 وضع صورة الإمام الشيخ صالح الخربوش وذكر أنه السيد عبدالله بن جعفر، وفي صفحة 580 وضع صورة لشيخ معاصر وذكر أنها للشيخ يحيى الدفتر دار.
رد المؤلف
أرجع الدكتور عدنان جلون بعض الأخطاء التي وقعت في الكتاب إلى مخرج الكتاب، الذي قام بنقل فصل كامل للصور مما زلزل الكتاب وأوقع الخلط فيه، مؤكدا أنه وضع قائمة بعدد من التصويبات، مشيرا إلى أنه لم يدع الكمال كما ذكر في مقدمة الكتاب، وأن الكتاب جديد في بابه، وطبيعي جدا أن يكون عليه ملاحظات.
وفيما يتعلق بإطلاقه كلمة(ريس) على مؤذنين من التابعين رغم أن المصطلح حديث قال إن هذه القضية ليست إشكالا كبيرا ولا تعد غلطة، لأنه أطلقها من باب شهرتها.
ضياع المراجع والهوامش
وحمل جلون مخرج الكتاب كثيرا من تلك الأخطاء، خصوصا فيما يتعلق بالصور، حيث نقل خلال تنفيذه للكتاب فصل الصور بكامله ووضعه تحت عنوان «موسوعة الصور»، وقد ذهب مع ذلك النقل عدد من المراجع، والهوامش التي يسعى أن يضعها في الطبعة الثانية من الكتاب.
وأشار جلون إلى أنه لا يمكن أن يقع في أخطاء صور بعضها يعود لأساتذة تعلم على يدهم ويعرفهم جيدا، ولكن الأخطاء تقع، مضيفا أنه قدم تصويبات أرفقت مع الكتاب.
الاعتماد على الانترنت
وعن اعتماده على شبكة الانترنت وعدم العودة لمصادر أصلية أكد جلون أنه لا يمكن له أن يكذب عددا من المواقع على شبكة الانترنت والموثوق بها، وقد تأكد من معلومات كثيرة وردت فيها عن طريق أناس عايشوا بعض أولئك المؤذنين وهم أعرف بهم، إضافة إلى أن عددا من تلك المواقع كان يقدم وثائق لا يقع فيها الشك.
وأضاف جلون أن كتابه يوزع مجانا، وقد وزع منه حتى الآن ما يزيد عن 600 نسخة، مضيفا أن عدد من ترجم لهم كان كثيرا جدا، ومن الطبيعي ألا يخلو من ملاحظات، وهو حريص على أن يستفيد من كل الملاحظات التي تصل إليه، إضافة إلى ما قام به من تصويبات.