40 خريطة تروي تحولات الشرق الأوسط

نشر »ماكس فيشر« على موقع »فوكس« (VOX) الاثنين الماضي، 40 خريطة (39 خريطة مرسومة وفيلما وثائقيا على اليوتيوب)، تمثل زوايا مهمة للرؤية في فهم العالم من حولنا لا سيما الشرق الأوسط، أكثر مناطق العالم سخونة بالأحداث، حيث شهد تغييرات في الحدود السياسية والديموغرافية على مدار قرن كامل (1914 – 2014)

نشر »ماكس فيشر« على موقع »فوكس« (VOX) الاثنين الماضي، 40 خريطة (39 خريطة مرسومة وفيلما وثائقيا على اليوتيوب)، تمثل زوايا مهمة للرؤية في فهم العالم من حولنا لا سيما الشرق الأوسط، أكثر مناطق العالم سخونة بالأحداث، حيث شهد تغييرات في الحدود السياسية والديموغرافية على مدار قرن كامل (1914 – 2014)

الأربعاء - 07 مايو 2014

Wed - 07 May 2014



نشر »ماكس فيشر« على موقع »فوكس« (VOX) الاثنين الماضي، 40 خريطة (39 خريطة مرسومة وفيلما وثائقيا على اليوتيوب)، تمثل زوايا مهمة للرؤية في فهم العالم من حولنا لا سيما الشرق الأوسط، أكثر مناطق العالم سخونة بالأحداث، حيث شهد تغييرات في الحدود السياسية والديموغرافية على مدار قرن كامل (1914 – 2014).

وتشمل هذه الخرائط تاريخ الشرق الأوسط الحضاري وواقعه الراهن، بما في ذلك لوحات الموزاييك لمختلف الأديان والأعراق والإثنيات الأخرى التي تزين خرائطه وتشكل خصوبة وثراء لا يوجد مثيل له في أي مكان في العالم، وحتى صراعاته الملتهبة التي غيرت شكل العالم ومصادر قوته وضعفه، بمقدار ما تسبب الصراع الدولي على أراضيه وثرواته في تغيير حدوده أكثر من مرة، فضلا عن تركيبته السكانية والإثنية.

واللافت أن نشر هذه الخرائط تزامن مع بداية احتفال العالم بمرور قرن على الحرب العالمية الأولى (1914 – 2014)، والذي سيستمر طيلة هذا العام، ويتمثل في صدور كثير من الدراسات والأبحاث والوثائق والأفلام والصور والتسجيلات، فضلا عن عقد المؤتمرات والندوات – وربما الاتفاقات السياسية والمعاهدات الدولية الجديدة.

وكما سنرى في الحلقات المقبلة، فإن 1914 مثل »بداية« الشرق الأوسط الحديث، وإن 2014 – ربما يكون – »بداية« جديدة لم تتضح هويتها بعد. لذا فإن نشر هذه الخرائط في هذا التوقيت قد يضيئ بعضا من ملامح هذا المستقبل الذي يبدأ غالبا من الماضي.





الفينيقيون من لبنان إلى عالم البحر



تدور هذه الخريطة حول الفينيقيين الذين عاشوا في لبنان وساحل سوريا وكانوا متقدمين جدا، إذ أنشؤوا شبكات تجارية كبرى في منطقة البحر المتوسط. وجنبا إلى جنب مع اليونانيين، أقاموا مستعمرات في شمال أفريقيا وإسبانيا وصقلية وسردينيا وبعض جزر بريطانيا.

وكان هذا بمثابة مد جسور التواصل وتدعيم فكرة الروابط الثقافية والتجارية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والبحر المتوسط. ويكفي أن نعرف أن اسم العاصمة الليبية طرابلس – وهو الاسم نفسه لإحدى المدن اللبنانية – كان اسم إحدى المستعمرات القديمة عند الفينيقيين.





شمس الدين تشرق من المنطقة على العالم 4 مرات



الشرق الأوسط هو مهد الأديان فقد أشع الدين منه على العالم 4 مرات، آخرها الدين الإسلامي.

ولكن هذه الخريطة تظهر الديانات الثلاثة الأولى بداية من «اليهودية» التي انتشرت مع الهجرات الطبيعية.

وعندما تشتت اليهود إبان حكم الرومان خارج إسرائيل في القرنين الأول والثاني الميلاديين نشأت ديانة سرية سميت «الميثراسية» تقوم على الطقوس والعبادة السرية، وهي تنتشر في الوقت الحاضر في تركيا وأرمينيا «كانت موجود في جميع أنحاء الامبراطورية الرومانية».

ويعتقد أن معظم من اعتنق هذه الديانة السرية كانوا من بلاد فارس «إيران حاليا».

وتم استبدال الديانة المسيحية بـ»المثراسية» التي أصبحت الديانة الرسمية للامبراطورية الرومانية في عهد قسطنطين لعدة قرون.





الهلال الخصيب مهد الحضارة الإنسانية



تشير هذه الخريطة إلى أن الشرق الأوسط هو مهد الحضارة الإنسانية حيث وجد «الهلال الخصيب» منذ فجر التاريخ. وهو اسم على مسمى: الخصيب هو التربة دائمة الخصوبة، والهلال هو القوس المرسوم من العراق مرورا بسوريا وفلسطين والأردن، وفي بعض الأحيان يدرج العلماء نهر النيل في مصر، حيث بدأت الزراعة قبل الميلاد بـ 9000 سنة.

وقبل نحو 2500 سنة من الميلاد أنشأ السومريون أول مجتمع معقد يشبه ما نسميه بالدولة الحديثة: القوانين والنظام السياسي. وبعبارة أخرى، كان يوجد تشابه كبير بين السومريين والرومان القدماء أكثر من التشابه القائم بين الغرب اليوم وبين أجدادهم الرومان.





الدين الإسلامي والخلافة


في أوائل القرن السابع الميلادي ظهر الدين الإسلامي مع النبي محمد «صلى الله عليه وسلم» في المملكة العربية السعودية حاليا. وأسس المسلمون وقتئذ مجتمعا قائما على أسس الإسلام.

ومن الجزيرة العربية انتشر الإسلام وأصبح امبراطورية كبيرة توسعت في العالم، في الوقت الذي كانت فيه الامبراطوريتان الفارسية والبيزنطية المجاورة لها، على وشك الانهيار والأفول.

وفي وقت قصير بعد وفاة الرسول الكريم «تقريبا بين 632 و652 م»، تمكن المسلمون من السيطرة على الشرق الأوسط بأكمله وشمال أفريقيا وبلاد فارس وأجزاء من جنوب أوروبا.

وتزامن انتشار الإسلام كدين مع اللغة العربية التي تشكل الهوية الشرق أوسطية حتى اليوم خاصة في العالم العربي، كما أن معظم الأوروبيين يتحدثون اللغات الرومانية – اللاتينية ويعتبرون أنفسهم أحفاد الرومان من الناحية العرقية حتى اليوم.





العالم في أوج الخلافة الإسلامية



هذه الخريطة السياسية (تقريبية) تعطي صورة عن العالم عام 750 في أوج الخلافة الإسلامية (الأموية). وتمدنا هذه الخريطة بفكرة مفصلة عن: كيف أصبحت الإمبراطورية الإسلامية واسعة وقوية جدا بعد قرن واحد مجيئ الإسلام الذي كان قوة دافعة للتوسع والانتشار في العالم، وكيف أصبحت مركزا للتعليم والفنون والتجارة في الوقت نفسه، إذ لم يكن هناك إلا الصين التي كانت قوية وغنية جدا. وكان ذلك هو ذروة الحضارة العربية وقوتها.





6 قرون ما بين قيام الإمبراطورية العثمانية وحطامها



تنسب الإمبراطورية العثمانية إلى اسم مؤسسها عثمان الأول بن أرطغرل، الذي حكمها في البداية، ولا يزال اسمه إلى اليوم في كتب التاريخ. فقد ظهرت في أوائل القرن الرابع عشر كجزء صغير من شمال غرب تركيا، وظلت تتوسع على مدى 500 سنة لتحكم شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب

شرق أوروبا لعدة قرون، وربما لفترة أطول من تاريخ الإمبراطورية الرومانية.

وكان الدين الرسمي للإمبراطورية العثمانية هو الإسلام، حيث تأسست دولة الخلافة ونشر الدين الإسلامي في جنوب شرق أوروبا أيضا جنبا إلى جنب مع الديانات الأخرى، حيث ساد التسامح بين الجميع. وربما كانت هذه الإمبراطورية هي آخر إمبراطورية غير أوروبية كبيرة حكمت العالم، لتبدأ في الأفول والاضمحلال في منتصف القرن التاسع عشر، وانهارت تماما بعد الحرب العالمية الأولى (عام 1924)، أما أراضيها السابقة في الشرق الأوسط فقد تقاسمتها دول أوروبا الغربية فيما بينها.





المنطقة كما بدت في 1914



1914 هو عام محوري في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، حيث انتقل تدريجيا من 500 سنة تحت ظل الخلافة العثمانية إلى حكم الاستعمار الأوروبي ما بين 50 إلى 100 سنة.

فقد تقاسمت أوروبا الغربية تركة «الرجل المريض» وازدادت ثراء وأصبحت أكثر قوة من شمال أفريقيا مروراً بجنوبها، إلى المنطقة العربية من المحيط الأطلنطي وحتى الخليج العربي. كان الشرق الأوسط أشبه بمناطق النفوذ (المستعمرات) التي تناوب على حكمها العثمانيون والأوروبيون بما في ذلك أجزاء من شبه الجزيرة العربية وحتى إيران.

عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، وزعت تركة الإمبراطورية العثمانية بين الأوروبيين أنفسهم: فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا، وتلك مسألة مهمة لفهم تحولات منطقة الشرق الأوسط حتى اليوم، لا سيما فكرة «الحدود الجغرافية» بين دول الشرق الأوسط والنزاعات حولها، فقد أصبحت هذه الحدود هي نفسها «حدود الاستقلال» والسيادة الوطنية سواء كانت هذه الحدود قد رسمت على أراضي المنطقة أو أدخلت بشكل مصطنع على غير رغبة سكانها، بالاتفاقيات تارة والمعاهدات بين الدول الأوروبية تارة أخرى.





سايكس بيكو والتقسيم



تبلور معاهدة «سايكس بيكو» التي حفرت في ذاكرة كل سكان الشرق الأوسط، بين الامبراطوريات البريطانية والفرنسية والروسية، سرا على تقسيم مناطق الشرق الأوسط، وتقاسم غنائم الامبراطورية العثمانية فيما بينهم وبشكل تعاقدي ممهور في اتفاقية حاسمة.

فقد أصبحت مناطق النفوذ الفرنسية والبريطانية معروفة ومحددة بما في ذلك الحدود بين: العراق وسوريا والأردن، لأن تلك الدول تحديدا التي استقلت في وقت لاحق، أجبرتها الصراعات بين الجماعات العرقية والدينية المختلفة على تغيير هذه الحدود المصطنعة، ولا تزال بينها خلافات حول ترسيم الحدود.

وغالبا ما يتم الاستشهاد بمعاهدة «سايكس بيكو» كسبب رئيسي للحرب والصراع والعنف والتطرف في الشرق الأوسط، حتى اليوم.

لكن هذا التعليل للصراع في الشرق الأوسط بعد مئة عام من الحرب العالمية الأولى في 1914 هو نوع من التبسيط والتسطيح لاختصار مشكلات المنطقة المعقدة، وهو يحتاج إلى حجج قوية وأسانيد علمية ليبدو صالحا للتفسير التاريخي للصراع في المنطقة والعالم.