حواضن الاقتصاد المعرفي
منذ فترة ليست بعيدة بدأ العالم المتقدم يتحدث عن أنواع ونماذج من الاقتصاد غير التقليدي، الزراعي والصناعي، الذي كان يعتمده الناس منذ القدم، وأهم ما كان يتحدث عنه ويتطور في أبحاثه ومناهجه وآلياته، هو ما يعرف بالاقتصاد المعرفي
منذ فترة ليست بعيدة بدأ العالم المتقدم يتحدث عن أنواع ونماذج من الاقتصاد غير التقليدي، الزراعي والصناعي، الذي كان يعتمده الناس منذ القدم، وأهم ما كان يتحدث عنه ويتطور في أبحاثه ومناهجه وآلياته، هو ما يعرف بالاقتصاد المعرفي
الثلاثاء - 06 مايو 2014
Tue - 06 May 2014
منذ فترة ليست بعيدة بدأ العالم المتقدم يتحدث عن أنواع ونماذج من الاقتصاد غير التقليدي، الزراعي والصناعي، الذي كان يعتمده الناس منذ القدم، وأهم ما كان يتحدث عنه ويتطور في أبحاثه ومناهجه وآلياته، هو ما يعرف بالاقتصاد المعرفي، القائم في أساسه على استعمال المدارك العقلية للاختراع والإبداع، وهو أكثر تنوعا وأسهل في بعض الوجوه، ويقوم على محتوى معرفي يحقق اقتصادا أكثر مرونة وأقل اعتمادا على الموارد الطبيعية التقليدية، مما جعل الدول في العالم تحرص على أن تشارك في بناء قدرات الشباب، وتشحذ ملكاتهم الذهنية في هذا المجال الحيوي الجديد، فأقامت مؤسسات متخصصة على كفاءات عالية من الخبرة، يجد المبدعون فيها كل ما يتطلعون إليه من عون معرفي ومادي. وفي هذه المؤسسات تصقل التجارب وتطور القدرات على أسس علمية صارمة.
وقد كان شيئا حسنا أن تتجه المملكة العربية السعودية إلى منظومة الاقتصاد المعرفي، وتجاري العالم في هذا الوقت الذي توفرت فيه لديها إمكانات مالية كبيرة، وأن يحاول المسؤولون في كل قطاع من القطاعات ذات الصلة بحواضن المعرفة، أن يكشفوا ما يمكن عمله من أجل المستقبل الذي يتطلع إليه كل مخلص من أبناء هذا الوطن وبناته.
ولا شك أن أولويات المخططين والمنظرين للمستقبل توجب شيئا كثيرا من العمل الجاد والدؤوب الذي يحدث التحول الممكن إلى بنية الاقتصاد المعرفي، وأهم ذلك كله رعاية الموهبة لدى الشباب والشابات الذين يعملون في مجال التقنية المعرفية، وترسيخ مفهوم الابتكار لديهم، وشحذ هممهم بالتعليم وإتاحة الفرص للمبدعين منهم، ولا يكون ذلك إلا بتهيئة وسائله وآلياته التي تكتشف القدرات الإبداعية، وتمكن المبدعين من الجيل الحاضر وجيل المستقبل من المشاركة الفعالة، وذلك في خلق فرص استثنائية خاصة لرعاية المبدعين في مجال الاقتصاد المعرفي الذي اتجهت إليه الدراسات الحديثة في العالم، ورعت مجالاته مؤسسات متخصصة، وعلى قدرة عالية من التنظيم الذي يبحث عن أصحاب المواهب، والقادرين على الإبداع في كل مجال من مجالات المعرفة، واصطياد الشباب الواعدين وفتح المجال أمامهم في كل التخصصات، التي يرتاحون لها، ويرون أنهم قادرون على السير فيها، من دون وضع المعوقات والحواجز تحت أي ذريعة، مهما كانت، لكيلا تعطل الذرائع سيرهم، أو تقلل من انطلاق إبداعهم، ولا سيما أن الاقتصاد المعرفي في العالم المتقدم يقوم على أساس الحرية الكاملة للمبدع، حتى يكون الجو الذي يعيش في محيطه دافعا له إلى مزيد من الاختراق الممكن، والاختراع الذي يتصوره ويفكر فيه ويحاوله في تجاربه.
الشيء المهم الآخر، هو إنشاء مؤسسات علمية متخصصة، تحتضن من لديهم مبشرات وملكات غير عادية يرجى من ورائها اكتشاف المواهب مبكرا ورعايتها منذ الصغر وتدريبها وتربيتها على الاستمرار في السير في الطريق الطويل.. طريق الإبداع والتمثل التقني، لما يبرز في العالم من تسابق كبير على تسخير التقانة لخدمة المعرفة الإنسانية.
ولا أشك أن و جود مثل هذه المؤسسات ضرورة لا بد منها لتنمية القدرات لدى الشباب، ولا بد من رعاية هذه المؤسسات وضمان استمرارها وتشجيع الكفاءات المبدعة الطموحة لخوض التجربة المعرفية.