الناس سواسية في العنصرية

الكائنات المثالية في أعمدة الصحف، وفي تويتر، وفي قنوات التلفزيون، وعلى المنابر، تتحدث عن نبذ العنصرية ومحاربتها، لدرجة يشعر معها المتلقي البائس أنه هو العنصري الوحيد في هذه البقعة من العالم..

الكائنات المثالية في أعمدة الصحف، وفي تويتر، وفي قنوات التلفزيون، وعلى المنابر، تتحدث عن نبذ العنصرية ومحاربتها، لدرجة يشعر معها المتلقي البائس أنه هو العنصري الوحيد في هذه البقعة من العالم..

الاثنين - 05 مايو 2014

Mon - 05 May 2014



الكائنات المثالية في أعمدة الصحف، وفي تويتر، وفي قنوات التلفزيون، وعلى المنابر، تتحدث عن نبذ العنصرية ومحاربتها، لدرجة يشعر معها المتلقي البائس أنه هو العنصري الوحيد في هذه البقعة من العالم..

بينما الواقع يقول إن الاختلاف ليس في وجود العنصرية من عدمها، بل في مستواها، وفي القدرة على المجاهرة بها أو الحديث بعنصرية فقط في المجالس الخاصة، وتطبيقها في الحياة الخاصة ومناشدة الآخرين بنبذها!

هذا المجتمع الذي يصبح على محاضرة “إن أكرمكم عند الله أتقاكم” ثم يمسي على ندوة “دعوها فإنها منتنة” هو من أكثر المجتمعات على سطح هذا الكوكب عنصرية بكافة أشكالها وأنواعها.. دينية ومذهبية وقبلية ومناطقية وعرقية!

والسبب ربما لأن “المظهر” وهو أحد ركائز العنصرية هو أيضا طريقة التدين التي يعتقدها الكثيرون..

تدين بعض الناس هنا في أغلبه مظهري، فيقال إن فلانا عليه علامات التدين، ويقصد بهذه العلامات أمور تخص اللبس والهيئة، لكن لن يقال عن شخص صادق وأمين على سبيل المثال إن عليه علامات التدين والصلاح، بل قد يقال عنه في أحسن الأحوال إنه “صادق رغم أن علامات الصلاح لا تبدو عليه”!

عموما الأمر مجرد فضفضة وسوالف، والكل يعلم أن العنصريين الذين يدينهم البعض في مدرجات الملاعب هم أبناء هذا المجتمع الذي يفرق القضاء فيه وبالقانون بين زوجين لعدم تكافؤ النسب..

وهم ذات المجتمع الذي سيرى في عبارتي السابقة تجاوزاً على القضاء..!

والسلام !