تصميم يعيد للجواء تاريخها

بدأ مشروع جامع ومجمع الملك فهد الثقافي والاجتماعي في حي المنتزه على طريق الملك فهد بمحافظة عيون الجواء في القصيم، يعيد إلى المحافظة أمجادها الممهورة بتوقيع حرب «داحس والغبراء»، إذ أخذ الجامع، الذي لم يفتتح رسميا بعد، يستقطب الزوار بثقافة العمارة العثمانية وليس بثقافة التاريخ العربي وما نظمه عنترة في ليلى من شعر وأدب.
بدأ مشروع جامع ومجمع الملك فهد الثقافي والاجتماعي في حي المنتزه على طريق الملك فهد بمحافظة عيون الجواء في القصيم، يعيد إلى المحافظة أمجادها الممهورة بتوقيع حرب «داحس والغبراء»، إذ أخذ الجامع، الذي لم يفتتح رسميا بعد، يستقطب الزوار بثقافة العمارة العثمانية وليس بثقافة التاريخ العربي وما نظمه عنترة في ليلى من شعر وأدب.

السبت - 18 يناير 2014

Sat - 18 Jan 2014




بدأ مشروع جامع ومجمع الملك فهد الثقافي والاجتماعي في حي المنتزه على طريق الملك فهد بمحافظة عيون الجواء في القصيم، يعيد إلى المحافظة أمجادها الممهورة بتوقيع حرب «داحس والغبراء»، إذ أخذ الجامع، الذي لم يفتتح رسميا بعد، يستقطب الزوار بثقافة العمارة العثمانية وليس بثقافة التاريخ العربي وما نظمه عنترة في ليلى من شعر وأدب.

وما إن أخذت ملامح المسجد الكبير تتشكل بالزخارف والقبب حتى راح الناس يتقاطرون إليه لأداء الصلوات ورؤية هذا المعلم الذي لم يروا في منطقتهم جامعا بمساحته الكبيرة، فظنوا أنه ثالث أكبر مسجد في المملكة بعد المسجدين، الحرام بمكة المكرمة والنبوي في المدينة المنورة، حتى إن بعض رواد الانترنت من أبناء المنطقة روجوا هذا الأمر في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن إمام وخطيب الجامع الشيخ إبراهيم الغنام، ومؤذن الجامع عبدالعزيز المفلح، نفيا الأمر، مؤكدين وجود جوامع أكبر منه في مدن المملكة، بينها جامع الراجحي بالرياض. ورجحا أن يكون هذا التقدير الخاطئ عائدا إلى الطراز المعماري «الرائع» الذي اعتمد في بناء الجامع ومئذنتيه البالغ ارتفاعهما 65 مترا. ولم يخف الغنام أن الطراز المعماري للجامع «جذاب»، والكل يفخر بأنه موجود في مدينته ومحافظته، لافتاً إلى أن رجال أعمال كثيرين يزورون المسجد ويسعون للحصول على تصميمه المعماري لتطبيقه في مدنهم على نفقتهم، لكنه ينفي علمه بتكلفة المشروع، قائلا: يقول الناس إنها بلغت 150 مليون ريال.

مجمع وليس جامعا

ويقول الغنام: هذا ليس جامعا، بل مجمع ثقافي اجتماعي متكامل، لافتاً إلى أن وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف تبرع بالأرض ثم زادت بلدية محافظة عيون الجواء جزءاً آخر إليها، ثم بني المجمع على نفقة الملك فهد، رحمه الله، وبمتابعة ابنه الأمير عبدالعزيز بن فهد. ويفصل الغنام أقسامه، قائلا إنه يحتوي على جامع يتسع لـ5 آلاف مصل، ومصلى للنساء يتسع لـ 1700 مصلية، ويضم مغسلتين للأموات الرجال والنساء، و11 غرفة اعتكاف، ومكتبة عامة وملحقاتها، وناديا ترفيهيا، وكذلك هناك منشآت للاستثمار التجاري، وهي 60 محلا تجاريا في الدور الأرضي، وفلل سكنية، ومواقف سيارات تتسع لأكثر من ألف سيارة.

ويوضح الغنام أن المجمع لم يفتتح رسمياً بعد ولا يزال العمل قائما في ملاحقه وبعض المحلات التجارية. وما يمكن أن يعتبر مكتملا هو الجامع، إذ بدأت الصلاة تؤدى فيه منذ 15/3/1433هـ، وأقيمت فيه حتى الآن نحو 50 صلاة جمعة وصلاة عيد أضحى واحدة، مشيراً إلى أن المصلين يوم الجمعة يأتون من كل المنطقة، خصوصاً مدينة بريدة، فيصبح المسجد شبه ممتلئ.

عيون الجواء

ومحافظة عيون الجواء تقع إلى الشمال الغربي لمنطقة القصيم، وتبعد 30 كيلومترا عن بريدة، وهي قديمة الاستيطان، واستوطنتها قبيلة عبس التي منها الشاعر والفارس عنترة بن شداد، وفيها دارت معركة «داحس والغبراء» بين قبيلتي عبس وذبيان. وكذلك فيها العديد من النقوش الثمودية. ويتميز سكانها حاليا بلهجتهم الخاصة عن سواهم من سكان محافظات القصيم، وكذلك يعرف معظم أهلها بأنهم كانوا من العقيلات الذين اشتهروا بالتجارة وضربت فيهم الأمثال لأمانتهم. كما تغنى الشعراء منذ عصور قديمة بمحافظة عيون الجواء، وكان من أشهرهم عنترة بن شداد صاحب القصة الشهيرة وحبه لابنة عمه عبلة بنت مالك.