حاجتنا إلى إعادة توجيه العمل الخيري

المسارعة إلى فعل الخير سمة متأصلة في كثير من أبناء هذا الوطن كل على حسب قدرته وطاقته، والإنفاق في وجوه الخير أبوابه كثيرة كما جاءت به الشريعة الإسلامية، وحثت عليه السنة النبوية المطهرة.

المسارعة إلى فعل الخير سمة متأصلة في كثير من أبناء هذا الوطن كل على حسب قدرته وطاقته، والإنفاق في وجوه الخير أبوابه كثيرة كما جاءت به الشريعة الإسلامية، وحثت عليه السنة النبوية المطهرة.

السبت - 03 مايو 2014

Sat - 03 May 2014



المسارعة إلى فعل الخير سمة متأصلة في كثير من أبناء هذا الوطن كل على حسب قدرته وطاقته، والإنفاق في وجوه الخير أبوابه كثيرة كما جاءت به الشريعة الإسلامية، وحثت عليه السنة النبوية المطهرة.

إلا أنني وغيري نلاحظ أن هناك خللا في مفهوم الإنفاق والعمل الخيري ككل، دون أن يكون هناك خطاب ديني يوضح لكل من يريد الصدقة الجارية والخير أن أبوابها كثيرة، بل ربما بعضها أولى من بعض حسب الزمان والمكان.

ما دعاني لذلك هو ما قرأته من خبر عن تبرع أحد رجال الأعمال جزاه الله خيرا ببناء مسجد بمبلغ وقدره 65 مليون ريال، ولا شك أن بناء المساجد وعمارتها من أجل وأعظم القربات إلى الله، ولكني أعتقد أن هذا المبلغ الكبير كان يمكن أن يبنى منه مسجد بمبلغ مليون ريال، و64 مليون ريال تذهب لوجوه خير أخرى في بلد لا يشتكي قلة المساجد والحمد لله.

ماذا لو تم شراء 64 عمارة سكنية وبكل عمارة 4 شقق، وأخذ بيانات الفقراء من الجمعيات الخيرية وإسكان 265 أسرة فقيرة وجمع شتاتهم وإزاحة هم السكن عنهم؟

ماذا لو تم بهذا المبلغ تسديد ديون معسرين وإخراجهم من السجون؟ ماذا لو تم إلحاق مئات الأبناء من الأسر الفقيرة بمعاهد للحصول على مؤهل يؤمن لهم وظيفة تنتشل أهلهم وأسرهم من الفقر؟

من المسؤول عن الخطاب الخيري الموجه لأهل الخير وإرشادهم إلى ما هو أهم في وقتنا الحالي من بناء المساجد الفاخرة والتسابق على إبراز سعتها وفن عمارتها في مدن كل 100م تجد بها مسجدا؟

الحقيقة أن واقع جمعياتنا الخيرية واقع يحتاج إلى إعادة هيكلة، وجمع كل هذا الكم الهائل منها تحت مظلة هيئة واحدة تسمى الهيئة الخيرية ولها فروعها وتخضع للرقابة المالية والإدارية، للقضاء على ما نراه واضحا للعيان من فساد، سواء في عمليات الشراء لمواد غذائية لا سوق لها ولا مستهلكين وذات جودة رديئة، أو إنفاق الملايين في تحديث أسطول سياراتها ومكاتبها سنويا، وضعف تواصلها مع أهل الخير ورجال الأعمال وعرض مشاريع خيرية غير بناء المساجد، ونحن لا نجد أثرا لخطابها الديني في الحث على ذلك، والسبب يعود لعدم كفاءة معظم العاملين بها، وتحصيلهم العلمي أو ضعف إعدادهم فكريا لقيادة العمل الخيري وخلق أفكار خيرية جديدة تكون مفيدة لمجتمعهم كذلك. الأمر يحتاج إلى حث خطباء المساجد على إيضاح مفهوم آخر للعمل الخيري يحدد حاجة كل حي، وفوق هذا كله أرى أن هيئة كبار العلماء بما لها من مكانة ولعلمائنا من فضل ومحبة وكلمة مسموعة عليها أن تركز على الحث على أبواب الخير الأخرى والإنفاق فيها وتوجيه مثل هذا الخطاب الخيري لصالح العباد والبلاد.