قتل الحيوانات النادرة.. أليس له من رادع؟

أتعجب كثيراً من إصرار البعض على استعراض مهاراته في الصيد والقنص، وذلك باستهداف الحيوانات النادرة والتسلي بقتلها بطريقة جائرة وهمجية، والتباهي بتصوير هذه المجزرة ورفعها على مواقع الانترنت في تصرف مستهجن

أتعجب كثيراً من إصرار البعض على استعراض مهاراته في الصيد والقنص، وذلك باستهداف الحيوانات النادرة والتسلي بقتلها بطريقة جائرة وهمجية، والتباهي بتصوير هذه المجزرة ورفعها على مواقع الانترنت في تصرف مستهجن

الأربعاء - 30 أبريل 2014

Wed - 30 Apr 2014



أتعجب كثيراً من إصرار البعض على استعراض مهاراته في الصيد والقنص، وذلك باستهداف الحيوانات النادرة والتسلي بقتلها بطريقة جائرة وهمجية، والتباهي بتصوير هذه المجزرة ورفعها على مواقع الانترنت في تصرف مستهجن، أقل ما يمكن وصفه بأنه سلوك عبثي ناتج عن تراكمات نفسية عديدة بعضها قد يكون مكتسباً من البيئة المحيطة والتي ترى في هذا التصرف دلالة على الشجاعة والرجولة والمهارة في التصويب والدقة في إصابة الهدف، والبعض الآخر ينظر إليها بعين الزهو والتفاخر أمام الأقران والأصدقاء.

لقد رأينا العديد من المقاطع والصور عبر وسائل الإعلام المختلفة وخاصة وسائل الإعلام الاجتماعي والتي تُظهر لنا صوراً متعددة وأساليب شتى من طرق التعدي على الحيوانات وتحديدا الحيوانات النادرة وذلك عن طريق قتلها بطريقة عبثية وبكميات كبيرة تفوق الحاجة أحياناً، والتلذذ بعرضها أمام الآخرين في سادية مقيتة وكأن الهدف من ذلك هو القتل لأجل القتل وليس بغرض الاستفادة من لحومها وما شابه ذلك. إن الاستهتار بحياة الحيوان وذبحه عمداً من دون الحاجة لذلك لهو عمل غير محمود وقد نهى رسولنا الكريم عن قتل الحيوان والطير عمداً بدون سبب لقوله صلى الله عليه وسلم: (ما من إنسان قتل عصفوراً فما فوقها بغير حقها إلا سأله الله عز وجل عنها. قيل: يا رسول الله، وما حقها؟ قال: يذبحها فيأكلها، ولا يقطع رأسها يرمي بها) رواه النسائي.

ولا شك في أن التعامل مع هذه الفئات المستهترة ممن اتخذ من قتل الحيوانات أسلوباً من أساليب التسلية والعبثية الفجّة يجب أن يكون عبر مسارين متوازيين بحيث يكون المسار الأول قائماً على الجانب التوعوي بأهمية الحفاظ على الثروة الحيوانية في بلادنا وخاصة النادرة منها، وكذلك العمل على إعادة بلورة تلك المفاهيم الخاطئة والعادات البالية والتي تبرر قتل الحيوان والاعتداء عليه بحجة الشجاعة والتفاخر. أما الجانب الآخر فهو تطبيق القانون الصارم على هؤلاء وإنزال العقوبات الرادعة بحقهم وعدم التساهل في ذلك حتى نتمكن من المحافظة على ما تبقى لدينا من ثروة حيوانية نادرة ونسهم في التقليل من آثار هذه التصرفات العبثية والممارسات المستهجنة.