الإرباك النفسي أول آثار مشاهد العنف
في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده عصرنا الحاضر لم يعد بإمكاننا أن نتلافى مشاهدة مقاطع الذبح والقتل التي تنقل على مدار الساعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزيون، حيث تستخدم فيها جميع أنواع آلات الموت، من سكاكين وسواطير وخلافها، بطرق بشعة لا يستوعبها العقل البشري، إلا بعدما يراها بأم عينه حقيقة ويصدقها
في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده عصرنا الحاضر لم يعد بإمكاننا أن نتلافى مشاهدة مقاطع الذبح والقتل التي تنقل على مدار الساعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزيون، حيث تستخدم فيها جميع أنواع آلات الموت، من سكاكين وسواطير وخلافها، بطرق بشعة لا يستوعبها العقل البشري، إلا بعدما يراها بأم عينه حقيقة ويصدقها
الاثنين - 28 أبريل 2014
Mon - 28 Apr 2014
في ظل التطور التكنولوجي الذي يشهده عصرنا الحاضر لم يعد بإمكاننا أن نتلافى مشاهدة مقاطع الذبح والقتل التي تنقل على مدار الساعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات التلفزيون، حيث تستخدم فيها جميع أنواع آلات الموت، من سكاكين وسواطير وخلافها، بطرق بشعة لا يستوعبها العقل البشري، إلا بعدما يراها بأم عينه حقيقة ويصدقها.
واليوم انتشرت مشاهد فيديو وصور بشعة لجرائم القتل، التي خلت من الرحمة، فتجد رقاب ضحايا قُطعت أو طعنت أجسادهم وهم يتوسلون، إلى الجاني بأن يرحمهم، وكلما طلبوا منه الرحمة زاد في عنفوانه وإصراره على قتلهم، حيث لم تؤثر فيه دموعهم وتوسلاتهم.
حدود العنف
وتجاوزت المشاهد المرعبة حدود العنف، فزادت مناظرها عبر شبكات التواصل، وقنوات الأخبار لتبث القلق في نفوس الكبار، والرعب في الصغار الذين يشاهدون ما يفوق طاقتهم، ويترك أثرا سيئا، في نفوسهم قد يدوم حتى الممات.
وأكد المشرف التربوي بإدارة تعليم العاصمة المقدسة، علي الأحمدي، أن مشاهد ومقاطع الذبح والقتل التي تعرض بمواقع التواصل الاجتماعي وقنوات الأخبار تشكل خطورة بالغة على من يشاهدها، وقد لا يشعر بها الإنسان في حينها، لكنها لن تمر عليه بسلام، بل تعكر صفو حياته كلما تذكرها، كما أنها تترك أثراً سيئا على نفسية وسلوك الأطفال.
آثار سيئة
وأوضح المشرف التربوي بمكتب التعليم بجنوب مكة، أحمد با زهير، أن تلك المشاهد مؤلمة تترك أثرا سيئا في نفوس مشاهديها، وينعكس ذلك على حياتهم عبر السنين، مستشهدا بتأثر الإنسان عندما يرى مشهدا مفرحا، فقد يصل به الحال للبكاء من شدة الفرح، وأحيانا يضحك من شدة الصدمة، وردود الفعل في هذا الجانب مخفية، يشعر بها الإنسان دون أن يراها أحد، رغم ما تتركه في النفس من أثر، سلبيا كان أم إيجابيا، ودعا إلى مراعاة عدم عرض تلك المشاهد أو نقلها أمام الصغار.
فقدان الأمان
وشدد الأخصائي الاجتماعي عبدالله بالعمش، على أن ما يعرض من مناظر القتل والرعب عبر التلفاز أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي يمزق النفس ويصيب بالإحباط، ويترك كآبة في نفوس بعض الكبار بحيث يفقدون معه شعورهم بالأمان، فما بالك بتأثيره المرعب على نفسية الأطفال الذين قد تشل أطرافهم بمجرد سماعهم لقصة خرافية مخيفة؟
رغبة الانتقام
وحذر مدير إدارة الصحة النفسية والاجتماعية بالشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة، الدكتور طارق البار، من مشاهدة تلك المناظر القاسية، التي تحتوي مشاهد دموية مرعبة، تصيب مشاهدها بحالة نفسية سيئة تتعاظم مع تكرار عرضها أكثر من مرة، وقد تؤدي لإصابته باكتئاب تتعطل معه حركة الحياة، خلاف ما تولده في نفس البعض من انعكاسات تجعلهم أكثر رغبة في الانتقام.
الدورة الشيطانية
وأضاف «هناك ما يعرف بالدورة الشيطانية التي تجعل من حب الانتقام وسيلة لرد الصاع صاعين، أو الخضوع للأثر النفسي الذي بقي داخل المتلقي، نتيجة ما شاهده من مناظر مرعبة لتصل في النهاية إلى نفسية ممزقة وغير قادرة على استرجاع ثقتها بنفسها، مطالباً بضرورة حجب تلك المشاهد غير اللائقة عن الأطفال، لضمان سلامتهم النفسية والصحية، مع إيقاع أقصى العقوبة على مرتكبيها لتكون رادعا للآخرين.