مقترحات د. خورشيد في "كورونا": يا حبيبي آنستنا!
الحديث حول فيروس كورونا لا يعقل أن يفتي فيه سوى بروفيسور في علم الفيروسات، وبروفيسور منغمس في مجال المناعة على الأغلب، خصوصا في هذه المرحلة المؤلمة التي لا تعترف بوجود محرر طبي في وسائل الإعلام والصحافة كناقل للمعلومات بشكل دقيق مما قد يصل بأحد الادعاءات العلمية إلى العبث بأمن الوطن الصحي.
الحديث حول فيروس كورونا لا يعقل أن يفتي فيه سوى بروفيسور في علم الفيروسات، وبروفيسور منغمس في مجال المناعة على الأغلب، خصوصا في هذه المرحلة المؤلمة التي لا تعترف بوجود محرر طبي في وسائل الإعلام والصحافة كناقل للمعلومات بشكل دقيق مما قد يصل بأحد الادعاءات العلمية إلى العبث بأمن الوطن الصحي.
الأحد - 27 أبريل 2014
Sun - 27 Apr 2014
الحديث حول فيروس كورونا لا يعقل أن يفتي فيه سوى بروفيسور في علم الفيروسات، وبروفيسور منغمس في مجال المناعة على الأغلب، خصوصا في هذه المرحلة المؤلمة التي لا تعترف بوجود محرر طبي في وسائل الإعلام والصحافة كناقل للمعلومات بشكل دقيق مما قد يصل بأحد الادعاءات العلمية إلى العبث بأمن الوطن الصحي. من هم خارج التخصص العلمي الدقيق الأفضل أن يبقوا خارج الدائرة كمستمعين وقراء على الأرجح، وفي حال الاجتهاد بالرأي فالأفضل أن تبقى رؤاهم حول القضايا الشائكة في تخصصات «الجيران» نوعا من التعبير عن الذوق في القضية.
تصفحت تويتر الدكتورة فاتن خورشيد فاتضح أنها تحمل مؤهل الدكتوراه وأستاذة في تخصصها «الهندسة الحيوية» وأساسها العلمي «أحياء»، يعني أنها ليست طبيبة ولا باحثة بعلم الفيروسات ولا علم المناعة. وبلا شك لم تصل إلى مرتبة «بروف» إلا بعد العمل على عدد من البحوث المجازة التي أهلتها للاستحقاق الأكاديمي في حقلها. تخصص الدكتورة لا يشفع لها بأن تتجاوز آراء أصحاب الاختصاص من حملة الدكتوراه في علم الفيروسات والمناعة والأطباء في تخصص علم الأوبئة والأمراض! أعني أن وضع فيروس كورونا على الطاولة العلمية سينشطر إلى أقسام علمية متعددة ولكن الكفة في هذه المرحلة على الأغلب سترجح بأهلها أي: «الفيروسيين» و»المناعيين» وأطباء علم الأمراض، لاحقا قد يكون لعلماء الدواء والبيولوجيا الجزيئية تدخلات في مراحل بحثية متقدمة.
حينما ترى الدكتورة خورشيد أن فيروس كورونا يمكن عزله في أسبوع وإنتاج لقاحات فاعلة! فهذا يبرئها من معرفة ردة الفعل المناعي للفيروسات المتحورة، وجلجلتها تعني للمتابع أنها ادعاءات لم تبن على حقائق علمية ترجح بـ»إمكانية» عزل الفيروس في أسبوع لاستحالة الفترة الزمنية، وإذا علمنا أن وجود كابينة عزل الفيروس في المختبرات السعودية شبه نادرة «كابينة مستوى3» وهي من الأساسيات فما بال باقي وجود مكونات النجاح من الكوادر والمواد وكثير من الحظ الناجح، إذا أيقنا أن الفشل في عالم التجارب المخبرية هو أول النتائج المتوقعة كما أن الولوج في عالم البحث العلمي الفيروسي يقتضي أن تكون الفرضية المعدة للاختبار مبنية على دراسات علمية سابقة ومؤهلة إلى نتائج ودراسات مستقبلية سيأخذ منها الزمن عمرا يمتد لسنوات! تساؤلاتي ساندتها تغريدات كثيرة من متخصصين وبروفيسورات وباحثين سعوديين حول العالم في تويتر، ولضيق مساحة المقال سأختار منها:
1 - الدكتورعادل المقرن، بروفيسور علم مناعة:» إنتاج اللقاحات يمر بمراحل مهمة: التصميم الجزيئي، الاختبار الخلوي، الدراسات الوظيفية، الدراسات على النماذج الحيوانية المخبرية، وبعد النجاح: التجربة الإكلينيكية»
2 - الدكتور سعود الدبيان، طبيب يحمل البورد الكندي وعضو هيئة تدريس بكلية الطب: «كنت ألوم بعض الأطباء على مهاجمتها حتى اطلعت على آرائها في كورونا، الحقيقة أنها تهرف بما لا تعرف».
مشكلتنا نحن السعوديين في تعاطينا مع زمن طفرة العلم هو «الإعلام» الذي جعل بعض من حصلوا على PhD من السعوديين حول العالم فينا أشبه ببني أنف الناقة! فتوشحوا الأوسمة وتصدروا المناصب القيادية دون استحقاق بجدارة الندرة! على أية حال، كثير من الحقائق العلمية يتم طمسها عن البعض أو إعادة تدويرها بطريقة مشوهة أو تضخيمها أو تلفيقها. لا تولي وزارة الثقافة والإعلام دورا مأمولا لرفع مستوى الثقافة العلمية في المجتمع السعودي ومحاربة التضليل العلمي الذي لا يتوانى عن الضلوع فيه عدد من الأكاديميين «المغبرين»، وذلك من خلال اعتماد قنوات علمية تحريرية علمية في الصحافة المحلية يقوم بالتحرير العلمي فيها عدد من المستعارين من بروفيسورات وأستاذة مؤهلين للتحرير العلمي من كليات الطب والعلوم ومراكز الأبحاث في الجامعات بمقابل شهري من شأنه رفع مستوى الوعي العلمي لدى الفرد السعودي سيرا على خطى الواشنطن بوست وهيئة الإذاعة البريطانية BBC على سبيل المثال. كنت وما زلت من المطالبين بضرورة إيمان رؤساء التحرير بوجود المحرر الطبي، حينما قرأت تغريدات الدكتورة خورشيد حلقت في الأجواء أغنية محمد عبده «يا حبيبي آنستنا.. ربي تمم لنا أنسنا»!