على الورق فقط تعز عاصمة ثقافية لليمن

في يناير 2013 أعلنت السلطات اليمنية، تعز عاصمة ثقافية للبلد، إلا أن المحافظة التي تُعرف في اليمن بأنها «مصنع المثقفين»، لم تشهد أي فعل ثقافي حقيقي يترجم القرار الحكومي على أرض الواقع

في يناير 2013 أعلنت السلطات اليمنية، تعز عاصمة ثقافية للبلد، إلا أن المحافظة التي تُعرف في اليمن بأنها «مصنع المثقفين»، لم تشهد أي فعل ثقافي حقيقي يترجم القرار الحكومي على أرض الواقع

الثلاثاء - 22 أبريل 2014

Tue - 22 Apr 2014



في يناير 2013 أعلنت السلطات اليمنية، تعز عاصمة ثقافية للبلد، إلا أن المحافظة التي تُعرف في اليمن بأنها «مصنع المثقفين»، لم تشهد أي فعل ثقافي حقيقي يترجم القرار الحكومي على أرض الواقع.

وتعز (256 كلم جنوب صنعاء)، هي أكثر المحافظات اليمنية كثافة سكانية، ويبلغ عدد سكانها وفقا للإحصاءات الرسمية قرابة 4 ملايين نسمة، من بين 25 مليون نسمة هم عدد سكان اليمن، وإليها ينتسب أشهر الأدباء والكتاب والفنانين والشعراء في اليمن.

ووفقا لتصريحات مسؤولين يمنيين، لم تشهد تعز فعاليات العاصمة الثقافية العام الماضي، بسبب ضعف الإمكانات المادية وتأخر رصد الموازنات المالية الخاصة بها.

واستمر غياب الفعاليات الثقافية عن تعز، رغم رصد الحكومة اليمنية في أكتوبر 2013 ميزانية بلغت 21 مليار ريال (105 ملايين دولار) لمدة ثلاثة أعوام بواقع 7 مليارات (35 مليون دولار) للعام الثقافي الواحد.

وانتقد مثقفون ما وصفوه بـ»التصلب» الحاصل في عاصمة الثقافة اليمنية، محملين أسبابه إلى قيام السلطة المحلية بإسناد مهام الحدث الثقافي البارز لكوادر لا صلة حقيقية تربطها بالهم الثقافي.

ويرى الفنان التشكيلي الشاعر ريان الشيباني، وهو من تعز، أنه «من الطبيعي أن تصيب حالة الجمود أية محاولات للنهوض بالواقع الثقافي في تعز، وذلك لإسناد المهمة لأشخاص هم في الأساس سبب رئيس في فشل إدارة المحافظة ثقافيا»، مضيفا «ينبغي إعطاء الخبز لخبّازه».

ويشير الشيباني إلى أنه «على النخبة مراقبة ما تؤول إليه الأمور، ورفع مطالب واضحة لقيادة المحافظة بتخصيص هذه المبالغ لبنى تحتية بدلا عن الكرنفالات التي يُراد بها تصريف الأموال إلى جيوب الفاسدين»، على حد قوله.

ويقول ناشطون في مجال الثقافة إن تعز لم تحصد من قرار اعتمادها عاصمة ثقافية لليمن سوى الاسم فقط، كون القرار تم إجهاضه بتعيين طاقم غير جدير بالمهمة على رأس المكتب التنفيذي وعضويته بشكل كامل.

وقال موظف في مكتب الثقافة بتعز، فهد العميري «يبدو أن هناك مؤامرة على تعز، وأخشى أن يكون هدفهم تحويلها إلى مقبرة الثقافة اليمنية، بجلب هذه العقليات المتخشبة - على حد وصفه - على رأس الحدث الثقافي وتجاهل الدماء الشابة».

وفيما تعاني العاصمة الثقافية لليمن من انعدام شبه تام للبنى التحتية الثقافية، دعا مثقفون إلى إيجاد مطبعة خاصة بها تعمل على تغطية الإصدارات للمثقفين التعزيّين، وتطوير البنية التحية للمدينة بما تحويه من مسرح وسينما، والحفاظ على المزارات الثقافية.

في المقابل، يقول المدير التنفيذي لتعز عاصمة الثقافة اليمنية، رمزي اليوسفي، إن مشروع القرار الجمهوري، حدد مشاريع ثقافية عملاقة لا وجود لها في المحافظة، منها قاعة مؤتمرات دولية، وصالات معارض دولية، ومكتبة عامة، وفضائية ثقافية، ودار مخطوطات، وكل هذا سيبدأ العمل به عبر خطة خمسية (تنفذ على مدار خمس سنوات).

وبجانب المسرح الوحيد الذي تم بناؤه في سبعينات القرن لا يزال المتحف الوطني الوحيد في المحافظة مغلقا للعام الرابع على التوالي، ويجري ترميمه حاليا.