كتابة العدل الثانية بمكة.. خطوة تطويرية رائدة
منذ فترة طويلة تصل لسنوات لم أدخل مقر كتابة عدل في مكة المكرمة، ولحاجتي لإصدار وكالة لابني ذهبت إلى مقر كتابة العدل الثانية بمكة الواقعة في حي الفيحاء بمكة المكرمة وفوجئت بالتطور الحاصل في استقبال المراجعين، حيث كانت هناك قاعة مهيأة بعشرة موظفين ترتفع أمام كل واحد منهم شاشة إلكترونية يظهر فيها رقم المراجع الذي يحين دوره في الخدمة،
منذ فترة طويلة تصل لسنوات لم أدخل مقر كتابة عدل في مكة المكرمة، ولحاجتي لإصدار وكالة لابني ذهبت إلى مقر كتابة العدل الثانية بمكة الواقعة في حي الفيحاء بمكة المكرمة وفوجئت بالتطور الحاصل في استقبال المراجعين، حيث كانت هناك قاعة مهيأة بعشرة موظفين ترتفع أمام كل واحد منهم شاشة إلكترونية يظهر فيها رقم المراجع الذي يحين دوره في الخدمة،
الخميس - 17 أبريل 2014
Thu - 17 Apr 2014
منذ فترة طويلة تصل لسنوات لم أدخل مقر كتابة عدل في مكة المكرمة، ولحاجتي لإصدار وكالة لابني ذهبت إلى مقر كتابة العدل الثانية بمكة الواقعة في حي الفيحاء بمكة المكرمة وفوجئت بالتطور الحاصل في استقبال المراجعين، حيث كانت هناك قاعة مهيأة بعشرة موظفين ترتفع أمام كل واحد منهم شاشة إلكترونية يظهر فيها رقم المراجع الذي يحين دوره في الخدمة، كما وضعت مقاعد خاصة للنساء في زاوية خاصة بهن، وعند مدخل القاعة كان هناك موظف استقبال يرشد المراجعين إلى جهاز وضع على يمينه، يطبع تذاكر تظهر أرقام متسلسلة تنظم أولية مجيء المراجعين، ولم تمر لحظات حتى حان دوري فذهبت للكاتب رقم (2) ( الذي كان ينقصه لوحة صغيرة توضع أمامه يظهر عليها اسمه) ... وبعد أن أعطيته رقم المعاملة التي ملأت معلومتها من خلال موقع الوزارة الخاص بإجراء الوكالات، وهذا تطور جديد يحسب للوزارة وهو أن على المواطن أن يَدخل على موقع الوزارة قبل مجيئه لكتابة عدل ويملأ الوكالة بالصيغة التي يرغبها ويوكل فيها من يريد ... وبعد أن ظهرت الوكالة للكاتب على جهازه، أخبرني بأن بعض فقراتها لا يتطابق مع تعليمات بعض الجهات الحكومية، وقام بتعديل الوكالة بحسب الأنظمة والقوانين المعمول بها، ثم وجهني إلى الشيخ (مدغم البقمي) الذي تأكد من شخصيتي باطلاعه على هويتي الوطنية، وبعد أن أنهى عمله ووقع على الوكالة، سألني عن عملي، فقلت له لقد عملت في جهات عدة، منها رابطة العالم الإسلامي، حيث كنت مديرا للمراكز الإسلامية التابعة للرابطة في كل من إسبانيا وفرنسا وجنوب أفريقيا، فما كان منه إلا أن هش وبش وفرح بوجودي معه ورأيت السعادة ترتسم على محياه وأخبرني بأن ما نقوم به هو الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى وأن هذا واجب إسلامي عظيم، وأن التنصير يجتهد في باطله بينما قصر المسلمون في ما فرضه الله عليهم (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)، (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)، (بلغوا عني ولو آية). فسعد شيخنا الفاضل وأخبرني عن تجربة له مر بها في بلد أوروبي عندما شاهد بعض المنصرين الذين يوزعون كتب التنصير باللغة العربية، وأنهم لا يكلون ولا يملون في خدمة باطلهم.
وفي الحقيقة، لقد سررت جدا بوجود شيخ مثل الشيخ مدغم البقمي في كتابة عدل مكة، كما سرني أسلوبه الراقي في التعامل، فقد كان دمث الأخلاق، حسن التعامل، جميل الأدب... وهذه صفات قلما نجدها، فنحن نفتقر لأمثال هؤلاء في كثير من إداراتنا الحكومية، وخاصة المحاكم وكتابات العدل... وأقصد بكلمة نفتقر إلى أمثال هؤلاء، هو افتقارنا إلى رؤية شيخ مبتسم يوزع ابتسامته على المراجعين، فرسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، كان كثير التبسم، يقول، صلى الله عليه وسلم، (وتبسمك في وجه أخيك صدقة). لذا، نفتقر إلى البسمة التي ترتسم على الوجه ونفتقد سهولة التعامل، كما نفتقد الوجه المبسوط الذي يحمل أسارير الرضا أكثر من تجاعيد الوجوم وقسمات التجهم، وكأننا أمام ضباط عسكريين يواجهون أعداء لهم ... إن بعض مشايخنا، هداهم الله، يظنون أن التجهم والتكشير من كمال العلم، وأنه يجبر الناس على احترامهم وأن التكشير من واجبات الوظيفة، ويظنون أن الناس لن يحترموهم ويقدروهم إلا بهذه الوجوه التي لا تبتسم!!.
وإنني من منبر صحيفة (مكة) أتوجه بجزيل الشكر وعظيم التقدير والامتنان لوزارة العدل على هذه الخطوات التطويرية الرائدة التي غيرت ملامح العمل في الوزارة ومرفقاتها، وأشكر للشيخ البقمي حسن تعامله وبشاشة وجهه... وبمثل هذا التعامل فليتنافس المشايخ في أوجه الخير...