شرعيون: لو أدى أثرياؤنا زكاة أموالهم لانتفى الفقر
أكد مختصون في العلوم الشرعية أن الأغنياء وأصحاب الأموال إذا أدوا زكاة أموالهم لانتفى الفقر عن المجتمع، مشيرين خلال حديثهم لـ»مكة» إلى أن المصارف الشرعية التي تستحق الإنفاق عليها تزداد مع ازدياد تأزم الوضع الاقتصادي العالمي وجشع التجار واحتكارهم للسلع والبضائع كما حددها الشارع الحكيم
أكد مختصون في العلوم الشرعية أن الأغنياء وأصحاب الأموال إذا أدوا زكاة أموالهم لانتفى الفقر عن المجتمع، مشيرين خلال حديثهم لـ»مكة» إلى أن المصارف الشرعية التي تستحق الإنفاق عليها تزداد مع ازدياد تأزم الوضع الاقتصادي العالمي وجشع التجار واحتكارهم للسلع والبضائع كما حددها الشارع الحكيم
الثلاثاء - 15 أبريل 2014
Tue - 15 Apr 2014
أكد مختصون في العلوم الشرعية أن الأغنياء وأصحاب الأموال إذا أدوا زكاة أموالهم لانتفى الفقر عن المجتمع، مشيرين خلال حديثهم لـ»مكة» إلى أن المصارف الشرعية التي تستحق الإنفاق عليها تزداد مع ازدياد تأزم الوضع الاقتصادي العالمي وجشع التجار واحتكارهم للسلع والبضائع كما حددها الشارع الحكيم.
ولفتوا إلى إخفاء بعض الأغنياء حقيقة رؤوس أموالهم في الشركات والبورصات الاستثمارية، رغم بلوغ زكاة أموالهم مليارات الريالات، فهي بحسب المتابعين لشؤون الاقتصاد المحلي تتجاوز 60 مليارا، بينما يبقى الفقراء في الدائرة المغفلة عن أنظار الأغنياء، لا يرحمونهم بالحق الذي كفله الله لهم، ولا تستجديهم شعرة الأخوة ووشائج الروابط الإنسانية، فيما يظل الأثرياء يعيشون في أبراج عالية لا يتحقق معها أداء الواجبات على وجهها المطلوب امتناعا أو إعراضا.
الدكتور سعد العتيبي عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء
الزكاة المستحقة لو جمعت من التجار الذين لا يؤدونها لما بقي في بلادنا فقير، ولفاضت الزكاة عنهم.
وهذه الأموال الهائلة التي تعد زكواتها بالمليارات لا بد من إلزام جباية الزكاة فيها بآليات دقيقة؛ ولا ينبغي تركها للتجار دون تأكد وتثبت من إخراجهم لها، فمن المتعارف عليه أن كثيرا من كبار التجار لا يخرج الزكاة بنفسه، بل بعضهم لا تسمع به في أي مشروع خيري أو أي احتياج وطني فضلا عن الاحتياجات الإسلامية، وإنما تجد اسمه ضمن قائمة الأثرياء فقط.
واقترح سن آليات جباية ورقابة محكمة، لضمان جباية الزكاة المستحقة في أموال كبار التجار على نحو أخص، ولا سيما أصحاب المليارات، والبنوك التي تتطلب أنظمة أدق في جباية الزكاة منها بطريقة صحية ودقيقة، مع الإفادة في ذلك من تجارب الدول الأخرى، كآليات جباية الضرائب في الدول المتقدمة.
الدكتور أحمد المورعي الأستاذ المشارك في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى
استغرب من امتناع بعض الأثرياء عن أداء ما فرض عليهم من حق لإخوانهم الفقراء وذوي الحاجة بنسبة (2,5) لزكاة وتنقية أموالهم التي ذكرها الله في كتابه وبينها نبيه صلى الله عليهم وسلم.
وبعض الناس يتحايلون في إخراج الزكاة بطرق لا يرضاها الله، ولا يقتدون بالسلف الصالح ومنهم الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي زهد في الدنيا وقد أتته راغمة، فعاش حياة الكفاف والزهد، فيما كان ينفق ويطعم المحتاجين والفقراء طعام الأمراء، وإذا دخل منزله أكل الخل والزيت، فأين أغنياؤنا وأثرياؤنا اليوم من ابن عفان الذي أخذ ينفق ماله في وجوه الخير المختلفة؟السبب في عدم أداء أثريائنا اليوم للزكاة المفروضة من أموالهم هو عدم مخافة الله وعدم تقواه، مع جشعهم وطمعهم في الدنيا الفانية، وغلاء الأسعار في الطعام والشراب والمسكن، وغيرها هو نتاج لعدم أداء الزكاة.
الدكتور علي الحكمي عضو هيئة كبار العلماء
الأفضل في إخراج الزكاة لفقراء البلد الذي يوجد فيه المال المزكى، والمذهب عند الشافعية والحنابلة يحرم إخراجها إلى بلد يبعد مسافة قصر ما دام في بلد المال فقراء، ولو كان الأبعد أشد حاجة أو أقارب للمزكي، وعلى هذا يجب على المزكي أن يتحرى ويبحث عن فقراء البلد، فإذا تأكد من عدم وجودهم جاز له إخراجها إلى فقراء البلد المجاور له، ولا يتجاوز أقرب البلدان إلى أبعدها إلا عند الضرورة.
الدكتور محمد السهلي عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة
آمل من الأثرياء والتجار المسارعة في أداء ما افترضه الله عز وجل عليهم من زكاة أموالهم وإعطائها للفقراء والمحتاجين ومن انطبقت عليهم الأوصاف الثمانية في كتاب الله من المستحقين للزكاة.
وما حل بالمجتمعات العربية والإسلامية من قحط وإمساك السماء عن نزول المطر هو العقاب في الدنيا للمانعين من أداء الزكاة، ويجب استصدار نظام يلزم الغني بدفع زكاته وإيصالها لمستحقيها.