شهاب: الجاحظ ضيق علينا في ترجمة الشعر
عدّ المختص في ترجمة الشعر العربي للغات أخرى، الدكتور شهاب غانم، أن رأي الأديب الجاحظ بخصوص ترجمة الشعر فيه شيء من التضييق، مع اعتراف الجميع أن ترجمة القصيدة الراقية تستحيل أن ترتقي إلى مستوى النص نفسه بلغته الأصلية، جاء ذلك خلال مشاركته في محور «أثر الترجمة في لغة الإبداع الأدبي»، ضمن جلسات مهرجان «جواثى أمس، في الأمسية الشعرية التي شارك فيها الدكتور محمد العمري، والدكتور شهاب الهاشمي، والشاعر حسن شهاب الدين، وأدارها الشاعر جاسم الصحيح
عدّ المختص في ترجمة الشعر العربي للغات أخرى، الدكتور شهاب غانم، أن رأي الأديب الجاحظ بخصوص ترجمة الشعر فيه شيء من التضييق، مع اعتراف الجميع أن ترجمة القصيدة الراقية تستحيل أن ترتقي إلى مستوى النص نفسه بلغته الأصلية، جاء ذلك خلال مشاركته في محور «أثر الترجمة في لغة الإبداع الأدبي»، ضمن جلسات مهرجان «جواثى أمس، في الأمسية الشعرية التي شارك فيها الدكتور محمد العمري، والدكتور شهاب الهاشمي، والشاعر حسن شهاب الدين، وأدارها الشاعر جاسم الصحيح
الجمعة - 11 أبريل 2014
Fri - 11 Apr 2014
عدّ المختص في ترجمة الشعر العربي للغات أخرى، الدكتور شهاب غانم، أن رأي الأديب الجاحظ بخصوص ترجمة الشعر فيه شيء من التضييق، مع اعتراف الجميع أن ترجمة القصيدة الراقية تستحيل أن ترتقي إلى مستوى النص نفسه بلغته الأصلية، جاء ذلك خلال مشاركته في محور «أثر الترجمة في لغة الإبداع الأدبي»، ضمن جلسات مهرجان «جواثى أمس، في الأمسية الشعرية التي شارك فيها الدكتور محمد العمري، والدكتور شهاب الهاشمي، والشاعر حسن شهاب الدين، وأدارها الشاعر جاسم الصحيح.
وبين شهاب أن العرب عزفوا عن ترجمة شعر الأمم الأخرى، بينما ترجموا علومها ليس بسبب اعتدادهم بشعرهم، وبما ذكره الجاحظ، بل لأن شعر الأمم الأخرى، مثل الهنود والإغريق، كان يتحدث عن الآلهة المتعددة، بينما جاء عصر الترجمة والعرب قد أصبحوا موحدين، موضحا أن الغربيين راجعوا أفكارهم، وأعادوا النظر في نظريات داروين وفرويد وغيرهما، بينما لم يراجع العرب أفكارهم بشكل كاف، وربما كان رأي الجاحظ أنموذجا للأفكار التي كانت تستحق إعادة التأمل والنظر فيها منذ عهد بعيد، وربما كان رأيه من الأسباب التي جعلت العرب يهملون ترجمة الشعر في العصر العباسي الأول، وزمن بيت الحكمة، الذي اهتموا فيه بترجمة علوم وفكر اليونان والفرس والهنود والسريان، بل ببعض أعمال أدبية مثل «كليلة ودمنة».
وأشار شهاب إلى أن الترجمة النثرية تكون في العادة أقرب إلى النص الأصلي من الترجمة الشعرية التي قد تضحي ببعض الدقة، ولكنها تكتسب جماليات الشعر مثل موسيقى الوزن، وفي ترجمة الشعر هناك لغة مجازية، والمترجم في الواقع يبدع نصا موازيا، وليس مطابقا، رغم سماعنا، أحيانا، اتهام مترجم الشعر بالخيانة.
إلى جانب ذلك شهدت الجلسة الرابعة، التي شارك فيها الدكتور عبدالحميد الحسامي، ومحمد الغامدي، والدكتور خليفة ياسين، والدكتور عبدالرحمن المهوس، والدكتور محمد الشاذلي، بعنوان «متلقي الأدب بين الفصحى والعامية والعربية والإعلام» حضورا كبيرا من قبل المهتمين بالتراث.
وأوضح الدكتور خليفة الميساوي إلى أن النظريات تؤكد أن عملية الترجمة لا تخلو من الأبعاد الإبداعية والتأويلية بعدّها تجمع بين العلم والفن، فيرتبط التأويل بالفهم، ويرتبط الإبداع بالتصور، وهما عمليتان متلازمتان في التواصل اللساني الذي يسبق عملية الترجمة، بل هما شرطان يتحكمان في صحتها وجودتها.
وأوضح الميساوي في ورقته «دراسة في كتاب الظل للدكتورة فاطمة الوهيبي»، المتضمن قضايا معرفية وإبداعية، وكيفية ترجمتها إلى الفرنسية بدقة حافظت على الأبعاد المتضمنة، وعلاقتها بالممارسة الترجمية التأويلية، أوضح ارتباط الترجمة بمستويات ثلاثة هي الفكر، والفهم، والتأويل، لأنها تمثل المنطلقات الأساسية لأية عملية ترجمية إبداعية، وفي هذه الحالة يُتخلى عن مفهوم النقل الحرفي والمتابعة الخطية للنص على مستوى البنية المعجمية والتركيبية وتجاوزها إلى المستويات الإنتاجية الدلالية والبراغماتية، ومن هذا المنطلق تعدّ الترجمة كتابة ثانية للنص، لأنها تأويل لخطاب فوق خطاب، وإعادة كتابته بطريقة إبداعية.
وبين خليفة أن المترجم يبحث عن المعنى المقصدي خارج اللغة، فيتكون المعنى الذهني القصدي قبل التعبير عنه بالكلام، وتعتمد الترجمة الإبداعية على إعادة إنتاج التراكيب وفق سياقها المحلي داخل النص المترجم، وكذلك وفق سياقها التأويلي المنتج لدلالة النص عبر عملية المفارقة للنص الأول على المستوى اللفظي والتركيبي وإنتاج دلالته بصيغة جديدة تتلاءم وظروف التقبل ومعطيات اللغة المترجم إليها في المستوى الإبداعي وليس اللساني وحده.