ملتقى الشعراء الحجاج الثقافي!
الأربعاء - 07 سبتمبر 2016
Wed - 07 Sep 2016
حين تصفحت ديوان الشاعر السعودي أحمد الغزاوي الملقب بشاعر الملك عبدالعزيز، وجدت مناسبة الحج ظاهرة بجلاء في الكثير من قصائده المسماة (الحوليات)، ألقى بعضها أمام المؤسس، يرحمه الله، واستمر في حوليات الحج مع تتابع الملوك إلى أن تغمده الله برحمته، وكذلك غيره من الشعراء السعوديين أولوا هذه الشعيرة حقها من شعرهم الروحاني، ناهيك عن شعراء العرب والمسلمين في مختلف العصور، وربما بحثت علميا، لكنني أراها مظانا لرسائل وأبحاث علمية أخرى للدارسين والمهتمين.
حوليات الغزاوي تعد إرشيفا ثمينا لقراءة الحال الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية في كل مرحلة، إذ كان يضمن قصائده إشارات لأحداث مختلفة على مستوى الوطن أو العالم الإسلامي، أو على مستوى الشعيرة الإسلامية، وهذه مزية من مزايا الشعر العربي من بداياته الأولى، ولأجلها سمي (ديوان العرب).
في عصرنا الحديث، عصر الإعلام بقدراته الهائلة، غاب شعر الحج، وغابت الحوليات الغزاوية، وصارت شعيرة الحج تمر دون أن يدبج الشعراء الكبار حولية تخلد المناسبة، عدا قصائد (شعبية) حماسية تضج بها الأرجاء فترة، فتحتجب تحت إهمال الدارسين للأدب الشعبي الذي يستحق الوقوف وإفراده بدراسات تقف على جمالياته وأسراره، وتصقله وتوجهه الوجهة الأسمى، ولست ضد مشاركة شعراء القصيدة (العامية)، لكن حضور القصيدة (العربية) الرنانة مطلب أساسي، وهي الأهم في مقام (الحج) الذي يهم العالم العربي من المحيط إلى الخليج، ويصعب عليهم تلقي القصائد (العامية) لاختلاف اللهجات، وكذلك المسلمين في كل أصقاع الدنيا، خاصة الذين يجيدون العربية، فليت وزارة الثقافة والإعلام تهتم بإحياء (الحوليات) في حج كل عام، وتفرد لها مساحة إعلامية تستحقها.
في نظري، لو بادرت وزارة الثقافة والإعلام بالشراكة مع وزارة الحج والعمرة إلى إقامة (ملتقى الحج الثقافي) في مكة المكرمة من الـ 12 ـ 14 من ذي الحجة، كل عام، ينظمه (النادي الأدبي الثقافي بمكة) أو (جامعة أم القرى) ويدعى إليه شعراء المملكة والوطن العربي (الحجاج) فقط، بمعرفة الملحقيات الثقافية السعودية في البلدان العربية والإسلامية، لكانت بادرة محمودة، تثري الأدب العربي حول شعيرة الحج، وتثري حضور مكة والمدينة والمشاعر المقدسة الشعري، فنرى روحانيتها بعيون الشعراء الحجاج مختلفي المشارب والثقافات، وتبرز جهود المملكة العربية السعودية الناصعة في خدمة المشاعر المقدسة وضيوف الرحمن، وتعطي الشاعر الحاج مساحة يستحقها للتعبير عن مكنوناته الوجدانية التي أجزم باختلافها حين تكون آنية تستمد وهجها وحرارتها من (زمكانية) الحدث.
وإن تطور الملتقى وبلغ مرحلة الترجمة الفورية وشارك شعراء إسلاميون من الناطقين بغير العربية، سيكون إثراء ثقافيا يعود ريعه على مشهدنا الثقافي، ويحصد وطننا قصب السبق في جمع شعراء ومثقفي المسلمين في هالة (الركن الخامس)، ما يكون له مردوده على الشعراء والمثقفين السعوديين، وإسهامه في صهر بعض الخلافات بين الشعوب الإسلامية، وعوضا عن (حوليات) الغزاوي سنظفر بعشرات الحوليات من مختلف البيئات الشعرية، خاصة حين تنقل القناة الثقافية الحدث (مباشرة)، وتتولى هيئة الثقافة توثيق إبداعات الشعراء في كتاب (حوليات الحج) الصادر كل عام بلغات مختلفة.
[email protected]
حوليات الغزاوي تعد إرشيفا ثمينا لقراءة الحال الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية في كل مرحلة، إذ كان يضمن قصائده إشارات لأحداث مختلفة على مستوى الوطن أو العالم الإسلامي، أو على مستوى الشعيرة الإسلامية، وهذه مزية من مزايا الشعر العربي من بداياته الأولى، ولأجلها سمي (ديوان العرب).
في عصرنا الحديث، عصر الإعلام بقدراته الهائلة، غاب شعر الحج، وغابت الحوليات الغزاوية، وصارت شعيرة الحج تمر دون أن يدبج الشعراء الكبار حولية تخلد المناسبة، عدا قصائد (شعبية) حماسية تضج بها الأرجاء فترة، فتحتجب تحت إهمال الدارسين للأدب الشعبي الذي يستحق الوقوف وإفراده بدراسات تقف على جمالياته وأسراره، وتصقله وتوجهه الوجهة الأسمى، ولست ضد مشاركة شعراء القصيدة (العامية)، لكن حضور القصيدة (العربية) الرنانة مطلب أساسي، وهي الأهم في مقام (الحج) الذي يهم العالم العربي من المحيط إلى الخليج، ويصعب عليهم تلقي القصائد (العامية) لاختلاف اللهجات، وكذلك المسلمين في كل أصقاع الدنيا، خاصة الذين يجيدون العربية، فليت وزارة الثقافة والإعلام تهتم بإحياء (الحوليات) في حج كل عام، وتفرد لها مساحة إعلامية تستحقها.
في نظري، لو بادرت وزارة الثقافة والإعلام بالشراكة مع وزارة الحج والعمرة إلى إقامة (ملتقى الحج الثقافي) في مكة المكرمة من الـ 12 ـ 14 من ذي الحجة، كل عام، ينظمه (النادي الأدبي الثقافي بمكة) أو (جامعة أم القرى) ويدعى إليه شعراء المملكة والوطن العربي (الحجاج) فقط، بمعرفة الملحقيات الثقافية السعودية في البلدان العربية والإسلامية، لكانت بادرة محمودة، تثري الأدب العربي حول شعيرة الحج، وتثري حضور مكة والمدينة والمشاعر المقدسة الشعري، فنرى روحانيتها بعيون الشعراء الحجاج مختلفي المشارب والثقافات، وتبرز جهود المملكة العربية السعودية الناصعة في خدمة المشاعر المقدسة وضيوف الرحمن، وتعطي الشاعر الحاج مساحة يستحقها للتعبير عن مكنوناته الوجدانية التي أجزم باختلافها حين تكون آنية تستمد وهجها وحرارتها من (زمكانية) الحدث.
وإن تطور الملتقى وبلغ مرحلة الترجمة الفورية وشارك شعراء إسلاميون من الناطقين بغير العربية، سيكون إثراء ثقافيا يعود ريعه على مشهدنا الثقافي، ويحصد وطننا قصب السبق في جمع شعراء ومثقفي المسلمين في هالة (الركن الخامس)، ما يكون له مردوده على الشعراء والمثقفين السعوديين، وإسهامه في صهر بعض الخلافات بين الشعوب الإسلامية، وعوضا عن (حوليات) الغزاوي سنظفر بعشرات الحوليات من مختلف البيئات الشعرية، خاصة حين تنقل القناة الثقافية الحدث (مباشرة)، وتتولى هيئة الثقافة توثيق إبداعات الشعراء في كتاب (حوليات الحج) الصادر كل عام بلغات مختلفة.
[email protected]