وزير التربية والتعليم: معا لترسيخ مبدأ التعلم مدى الحياة

في عصر تكنولوجيا المعلومات والعولمة، لا يزال يتبوأ التعليم المدرسي السعودي أدنى درجات التصنيف الدولية إن لم يكن خارجا منها، وقد مر تطوير التعليم المدرسي منذ عقود نشأته بكثير من المعضلات التي حاربته تارة في وجوديته
في عصر تكنولوجيا المعلومات والعولمة، لا يزال يتبوأ التعليم المدرسي السعودي أدنى درجات التصنيف الدولية إن لم يكن خارجا منها، وقد مر تطوير التعليم المدرسي منذ عقود نشأته بكثير من المعضلات التي حاربته تارة في وجوديته

الاثنين - 24 مارس 2014

Mon - 24 Mar 2014




في عصر تكنولوجيا المعلومات والعولمة، لا يزال يتبوأ التعليم المدرسي السعودي أدنى درجات التصنيف الدولية إن لم يكن خارجا منها، وقد مر تطوير التعليم المدرسي منذ عقود نشأته بكثير من المعضلات التي حاربته تارة في وجوديته وتارة من خلال إمكانياته التحتية وأخرى من خلال تأليفه غير المتواكب مع أنظمة العالم الصناعية والأولى. مئة عام من عمر المملكة العربية السعودية لا تشفع لنا إلا باستبدال كل قديم بجديد ولكن وفق خطط يتنبأ بنجاحها بنسب عالية. أقرب ما يجول في الذهن عندما يتعلق الأمر بكيفية تطوير نظام التعليم المدرسي القائم يكمن في استبعاد المنهج الحالي بكل طرق تعليمه القديمة والقائم على العمل الفردي بآخر يعزز التعاون والمشاركة والتبادل للأفكار، من أجل أن يحل التعليم الفاعل المرتكز إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لأنه أحد العوامل الرئيسة التي سترفع من مهارات التفكير الإبداعي وتطورها كما تعلي من شأن إتقان مهارات التعلم المستقل. يعاني خريجو المدارس من انعدام مهارات التفكير النقدي المستقل وتخرجهم من المدرسة بنمو ناقص للشخصية الواضحة أو الإبداعية مهما أظهرت نتائج الامتحانات من درجات ممتازة. لا بد للتعليم أن يحمل في طياته مهمة إعداد الطلاب للشراكة الاقتصادية والعلمية والتقنية التي يبرع فيها البلد. كما حدث في نظام التعليم في كوريا الجنوبية مثلا، حيث تطمح بحلول 2015م أن تتحول جميع المناهج الدراسية في البلد إلى مناهج رقمية من خلال مشروع رقمنة المنهج الدراسي، وذلك لمساعدة الطلاب الطلاب على اكتساب مهارات تساعدهم على التفاعل مع الآخرين وتنمي معارفهم عوضا عن تلقيها ببساطة، فالتحول من أنظمة فردية إلى أنظمة تقوم على مبدأ التعلم الاجتماعي أحد الأمور الجوهرية، إذا سلمنا أن كوريا الجنوبية تتبنى التكنولوجيا في سياستها التعليمية لأنها منبع الثورة التكنولوجية عالميا وهي من غزا العالم بإمبراطورية سامسونج.


وحتى يحدث وزير التربية والتعليم الحالي الأمير خالد الفيصل تحولا فلسفيا في المناهج الوطنية لتتحول إلى مناهج تدعم الإبداع، أرى بأن تتجه المدرسة إلى رفع مستوى القيمة الصحية للأنشطة البدنية في مدارس البنين والبنات وأن لا يبقى المفهوم مجرد ترف في وقت لا تبشرنا المقاييس الصحية بخير فيما جعلنا نتصدر العالم في أمراض السكري وباقي الأمراض الوراثية المختلفة، لأن ربط الطلاب بالواقع الصحي من خلال المستشفيات ومراكز البحوث الجامعية مثلا عاملا مهما لاستشراف المستقبل، كما أن للمدرسة مسرحا لا بد أن ينفض الغبار عن قيمته الأدبية والتعليمية والفنية خلال جميع مراحل الصف الدراسي، لأن هذه المراحل هي مراحل اكتشاف القيادات المستقبلية والشخصيات الإبداعية التي يمكن من خلالها تنمية خطباء ونقاد وفنانين وأدباء، أما المختبر المدرسي الحالي فلا يعدو كونه صفا دراسيا أشد برودة من الصف نفسه في تحضير بعض الأنشطة المعملية والتجارب العلمية بشكل عام، لأن المختبر يناط به مهام التنقيب عن الشخصيات الابتكارية واختبار كل ما يمكن أن يدور بأدمغة الطلاب من تجارب تخيلية لا تبنى على أبحاث فجائية، إنما تتشكل من خلال معطيات الدروس وتزدهر إلى خيالات أوسع في وقت لا يزال حق العلوم في التجريب مهضوما بحصتين مدرسية أسبوعيا ولا ترتبط تجاربه بمستجدات العلوم التي يلامسها الطلاب خارج سور المدرسة. والمختبرات في مدارسنا لا تزال تتغافل عن إعطاء دروس أو دورات عن كيفية الحصول على جائزة نوبل مثلا كتلك التي تقام في مرحلة رياض الأطفال ببريطانية! مع أن هذا من شأنه تحفيز نفوس الطلاب وتوسيع مداركهم نحو مستقبل له صورة شمولية أفضل. أما المسجد المدرسي وأنشطته أرى أن يفعل دوره أكثر خاصة في هذه للمرحلة التي نعاني فيها من تغلغل الفكر المتطرف في ثغرات التفكير الناقد لدى الطلاب، وذلك في رفع القيم الدينية المثالية في نفوس الناشئة خارج الصف المدرسي بما فيه من كتب دينية وأن يكون المسجد أول منابر تشجيع الناشئة على التعلم وتبيان قيمتهم كثروة مستقبلية مهمة في بناء الوطن وماهو مفهوم الوطن والمواطنة.