قنوات تثير الفتنة الطائفية انطلاقا من بريطانيا
لا تخفي الأوساط السياسية والإعلامية البريطانية مخاوفها من احتمال انتقال الصراع الطائفي والمذهبي المشتعل في العالم الإسلامي إلى الداخل البريطاني، خاصة أن هناك العشرات من القنوات
لا تخفي الأوساط السياسية والإعلامية البريطانية مخاوفها من احتمال انتقال الصراع الطائفي والمذهبي المشتعل في العالم الإسلامي إلى الداخل البريطاني، خاصة أن هناك العشرات من القنوات
الخميس - 20 مارس 2014
Thu - 20 Mar 2014
لا تخفي الأوساط السياسية والإعلامية البريطانية مخاوفها من احتمال انتقال الصراع الطائفي والمذهبي المشتعل في العالم الإسلامي إلى الداخل البريطاني، خاصة أن هناك العشرات من القنوات الفضائية التي تبث برامج تثير النعرات الطائفية والمذهبية من خارج الحدود باتت تصل إلى جمهور الجالية الإسلامية في بريطانيا، والأخطر من ذلك هو شروع عدد من القنوات “الدينية” ببث برامجها المحرضة على الفتنة الطائفية والمذهبية انطلاقا من بريطانيا، مستهدفة الجمهور الإسلامي داخل وخارج بريطانيا.
عن بعد آلاف الأميال من العالم الإسلامي يبث رجل الدين الشيعي ياسر الحبيب خطبه ومواعظه المليئة بمعاني الكراهية والتحريض الطائفي، بينما تقف هيئة تنظيم البث الإعلامي البريطانية عاجزة عن إيقافه أو التصرف لضبط ما تبثه قناة “فداك” التي تتخذ من كنيسة قديمة في قلب مقاطعة بيكنجهام شير البريطانية مقرا لها.
ويصر الحبيب (34 سنة) على إثارة التوترات الطائفية المريرة في العالم الإسلامي عبر قناته الفضائية المرخصة في المملكة المتحدة، مع علمه المسبق أن القوانين البريطانية المنظمة لقطاع الإعلام لن تستطيع إيقاف محطته أو إخضاع ما يبثه للرقابة لأن بثه موجه إلى خارج حدود الاتحاد الأوروبي.
ومن المعلوم أن الهيئة المنظمة للبث التلفزيوني في بريطانيا والمعروفة باسم “اوفكوم” تحظر بث أي مواد تثير الكراهية أو النعرات العنصرية أو الطائفية للمشاهدين في بريطانيا أو أي من الدول الأوروبية.
ولكن مثل هذه القواعد التنظيمية التي تضعها “افكوم” لا تسري على جمهور المشاهدين خارج حدود الاتحاد الأوروبي، حتى لو كان مصدر البث داخل الأراضي البريطانية.
يذكر أن الشيخ ياسر الحبيب “صاحب قناة “فداك الفضائية” منح حق اللجوء السياسي في بريطانيا عام 2004 بعد أن سجن في الكويت لإهانته بعض الشخصيات الدينية السنية هناك.
وفي تصريح لصحيفة “ميل أون لاين” أمس الأول، حذر خالد محمود، النائب في البرلمان البريطاني، من أن المشاكل بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي قد تنفجر في بريطانيا ما لم تتخذ السلطات البريطانية المعنية إجراءات صارمة للقضاء على خطاب الكراهية الذي يبث في بريطانيا عبر القنوات التلفزيونية الفضائية دون حسيب أو رقيب، أو عقاب من المملكة المتحدة.
ونظم الشيخ ياسر الحبيب في العام الماضي حملة جمع من خلالها مليوني جنيه استرليني لشراء مبنى كنيسة في قرية “فولمر” في مقاطعة باكينجهامشير لتكون مسجدا ومقرا لقناة “فداك” الفضائية التي يصل بثها إلى جميع أنحاء العالم.
ويصف خالد محمود، النائب في حزب العمال البريطاني عن مدينة بيرمنجهام، المواد التي يجري بثها على تلفزيون “فداك” بأنها “أسوأ بعشر مرات مما ورد في رواية سلمان رشدي “آيات شيطانية” التي أدت إلى إصدار فتاوى باستباحة دم الكاتب البريطاني.
بالمقابل تبث قناة “وصال” التلفزيونية الفضائية، برامجها من مقرها في شمال غرب لندن، وتستهدف الأقلية السنية في إيران.
مع العلم أن القناة لم تحصل على ترخيص من هيئة تنظيم البث الإعلامي في بريطانيا “أوفكوم”.
ومن الواضح أن برامج “وصال” تهدف للتأثير على الأقلية السنية في إيران من أجل تحريضهم ضد نظام الحكم الشيعي هناك.
وهي بذلك تلجأ إلى خطاب طائفي لا يخلو من بث الكراهية والعنصرية ضد أتباع المذهب الشيعي.
ودعا النائب خالد محمود “اوفكوم” للقضاء على خطاب الكراهية الطائفية، وقال يجب إعطاء الهيئة التنظيمية المزيد من الصلاحيات للتحقيق فيما تبثه القنوات الناطقة بلغات غير الإنجليزية، انطلاقا من المملكة المتحدة، بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين طالب بتدخل الشرطة لوضع حد لقنوات التحريض على الكراهية والطائفية في حال عجزت “اوفكوم” عن القيام بذلك.
وكانت “اوفكوم” أجرت تحقيقا مع إدارة قناة “فداك” عام 2012 بعد بث الحبيب خطبة تعرض فيها لخليفة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.
ولكن التحقيق خلص إلى أن المحطة لم تخرق أيا من مواد القانون المنظم للبث التلفزيوني في بريطانيا، وقد تم تنبيه المحطة للالتزام بإرشادات وتعليمات البث التلفزيوني المعمول بها في المملكة المتحدة.
وقال متحدث باسم “اوفكوم” أمس لصحيفة “ميل أون لاين” “ لدينا قواعد صارمة تمنع بث خطاب الكراهية على القنوات التلفزيونية، ونحن نأخذ هذا على محمل الجد للغاية.
وعندما تكسر أي من القنوات هذه القواعد نتخذ إجراءات قوية، وقمنا مؤخرا بفرض غرامات على قنوات تلفزيونية خالفت القواعد المنظمة”.