حنان المرحبي

#ملتقى_جرّب .. ثورة في ثقافة التميز والمبادرة

الأحد - 04 سبتمبر 2016

Sun - 04 Sep 2016

خمسة أسئلة: كيف؟ لماذا؟ متى؟ من؟ أين أجرب؟ رسمت الخارطة الذهنية لأكثر المحطات إثارة للقلق في طريق رحالة التجارب نحو استكشاف فرص وتحديات القرن الـ21.



كان الملتقى ثورة حقيقية في تجديد ثقافة التميز وروح المبادرة لدى الشباب، وقد برهن الحدث على وضوح الرؤية وتفوق وحداثة الأدوات والأساليب الفكرية والقيادية للقائمين على تنظيمه، وكذلك النخبة المختارة من المقدمين والمتحدثين الذين شاركوا الشباب بتجاربهم وأنماط تفكيرهم الفريدة.



بدأ الأستاذ فارس التركي رسم الخارطة من محطة السؤال «كيف أجرب؟»، وكانت أداة الانطلاقة الأولى هي تبني عقلية لا تخاف الخروج من منطقة الراحة «comfort zone»، بل تبحث عن توريط النفس ووضعها تحت مثيرات الضغوط «المحفزة» التي تثير الحاجة المستمرة للتعلم والاختراع.



ومن محطة السؤال: لماذا نجرب؟ حفز الدكتور صلاح المعمار رحالة التجارب على تحديد نقطة الوصول (distention) من اليوم، وذلك بسؤال النفس: من أنا بعد كم سنة؟ وقد برهن الدكتور أنه حينما يرى الإنسان نقطة الوصول العظيمة، سيصبح أكثر تشوقا لأن يغامر بدخول تجارب جديدة، وأن يتنقل بين الفرص بدرجات محسوبة من المخاطر، لأنه في خلال ذلك التنقل ستنمو شخصيته، وستتوسع فرصه، مداركه، مهاراته، علاقاته، وخبراته متدرجا إلى أن يصل للمستوى الذي يسد الفجوة بين قدراته الحالية ومتطلبات تلك النقطة، لتكون خطوته الأولى على عتبات بوابتها آمنة، واثقة، وراسخة.



وعند محطة السؤال: متى نجرب؟ رفع المخرج المتميز بدر الحمود عددا من الكوابح التي تعترض وتبطئ قرار رحالة التجارب للتنقل بين تجارب الحياة. وقد لخص تلك الكوابح في ما يلي: الاعتزاز «خطأً» بخبرة عشرين سنة في نفس المكان (وهي ليست سوى خبرة 24 ساعة تكررت 20 سنة - لا تضيف تعلما)، مغالطة التكلفة الغارقة التي يعززها التعلق العاطفي بالمشاريع، التسويف، الثقافة، ومزاحمة المهام الروتينية للحياة.



وبطل الخطابة الأستاذ محمد القحطاني أنار الدرب عند محطة السؤال: من يجرب؟ فكانت إجابته أنت - لهذا تعرف على ذاتك (موهبتك وما تتميز فيه). يقول الأستاذ محمد، كل واحد منا يملك مواهب لا يملكها غيره، فلتكن موهبتك وشغفك في تنميتها هما دافعاك لصنع مهنتك الفريدة التي تعكس من خلالها طابعك الشخصي المميز. انجح بنسخة أصلية وليست مقلدة من شخص آخر، فقد لا يكون الآخر أفضل منك، ولكنه فقط جرب وعرف خطوته التالية فنجح في دائرته، ولأن دائرتك حتما مختلفة لاختلاف تجاربك، أسلوب تفكيرك وحياتك، ستخرج بمبادرات ذات طابع خاص ومتفوق، يمثلك. فكن أول من يدخل التجربة، لا تنتظر من يفتح الباب لك، افتحه بنفسك، وكن قائد رحلتك.



وكان ختام الملتقى مع الكاتب المتألق الأستاذ محمد الحاجي، مع السؤال: أين أجرب؟ وبعبارات رشيقة للغاية لخص الإجابة في أربع نقاط: في المعرفة، في الذات، في العلاقات، في بيئة العمل (ولعلي أجمع ما قاله في كلمة: دائرتك الحالية).



أليست الانطلاقة أسهل مما كنت تتخيل؟ إنها تجارب في متناول يدك، فقط اختر شيئا تعتقد أنه لا معقول مهما كان ساذجا، فمن ممارسات كهذه ستفتح وتوسع لنفسك مدارك وزوايا وعلاقات جديدة، تضيف لقناعتك أنه لا شيء مستحيل، وأن خطوتك التالية هي البدء لا أكثر.



ملتقى جرب أحدث ثورة في ثقافة التميز والمبادرة، كل الشكر والتقدير لكل من ساهم في إطلاقه ونجاحه.



[email protected]