"اقطع العِرق وسيِّل دمُّه"!
* كلما قرأت أو سمعت عبارة «ذر الرّماد في العيون» التي شاعت وأصبحت مصطلحًا للاستهبال والاستغفال، يلجأ إليه كل من أراد أن يخفي «عملته» عن عيون الناس، تذكّرت دواءً عند العطارين يسمّونه «التشمة»
* كلما قرأت أو سمعت عبارة «ذر الرّماد في العيون» التي شاعت وأصبحت مصطلحًا للاستهبال والاستغفال، يلجأ إليه كل من أراد أن يخفي «عملته» عن عيون الناس، تذكّرت دواءً عند العطارين يسمّونه «التشمة»
الجمعة - 07 مارس 2014
Fri - 07 Mar 2014
* كلما قرأت أو سمعت عبارة «ذر الرّماد في العيون» التي شاعت وأصبحت مصطلحًا للاستهبال والاستغفال، يلجأ إليه كل من أراد أن يخفي «عملته» عن عيون الناس، تذكّرت دواءً عند العطارين يسمّونه «التشمة»..يصلح عقوبة من جنس «عملته السودة»..
و»التشمة» لمن لا يعرفها أو يسمع بها مسحوق أبيض كالنورة والجبس..حار كالشطة..كان أهل أول يذرّونه في عيون المريض فيضرب بالصوت..ثم يدخل في نوبة رفس ما له به سابق عهد يرقص ويرفس كأعتى راقص «بريك دانس» متمرِّس..أو كأنّه ملموس، يدوس على النار في «دقة زار»!
....
* وقبل أن يودّع "وديع الصافي" كوكبنا الساخن الحرّاق ولول وعدّد وأدمى قلوب المحبين بأغنيته الشهيرة يا عيني ع الصبر:
"ياليل الصبر يا مسهّر دموع العين...أنا ملاح وتاه منّي سواد شطين"
صحيح أن الصبر أحسن دواء ولكن من يطيق الصبر يا ولدي؟ إنهم يبحثون عنه حتى عند العطارين..
«يا عطارين دلوني الصبر فين أراضيه... ولو طلبتوا عيوني خدوها بس ألاقيه»؟
حتى الأطباء ما عندهم صبر.. ألا ترى أنهم في الغالب يفضلون العمليات على الدواء..ويطبِّقون المثل القائل «اقطع العرق وسيِّل دمّه»!
كثير من المستشفيات الخاصة في هذا الزمان تدرس ملفات أطبائها وتضعها تحت المجهر..فإن كان ممن يتجنبون التحاليل المخبرية والأشعة والعمليات في غير حاجة وضعوه في النطاق الأحمر، وعجلوا برحيله غير مأسوف عليه!
إنها تجارة المرض يا ولدي..وأنصحك ألا تطلب إلا العافية..حتى لا يُلجئك المرض إلى «بعض المستشفيات»..وقد كان أجدادنا وجداتنا في زمانهم يخصون المستشفيات في ذكرهم وتحصيناتهم قبل النوم، ولو عاشوا زماننا لعرفوا أن من لم يمت بالسيف مات «بالفواتير»!