ترامب المعجزة وكتاب الحرب
الأحد - 10 نوفمبر 2024
Sun - 10 Nov 2024
في 21 يونيو 2024م كتب أستاذنا الدكتور عبدالرحمن الشملان ورقة سياسية تحليلية مكثفة حول نتيجة الانتخابات الأمريكية وسمها بعنوان "ماذا عن عودة ترامب للرئاسة؟ وما دلالتها وأثرها سياسيا واستراتيجيا؟" أشار فيها وعبر 16 نقطة إلى يقينية عودة ترامب وفق تحليله وقراءته السياسية، وإلى خطواته العملية بعد ذلك في عديد من الملفات المهمة وعلى رأسها ملف الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي، وملف روسيا أوكرانيا، وملف الصين تايوان، وكلها ستكون بغير ما هي عليه اليوم، وسيكون ترامب في مرحلته الثانية أكثر هدوءا ونضجا من فترته السابقة.
وفي كتاب "الحرب" للكاتب الصحافي بوب ودورد ذكر حديثا جرى بين السيناتور ليندسي غراهام والرئيس ترامب والذي حثه على خوض الانتخابات الرئاسية القادمة وأهمية أن يكسبها لينسى التاريخ أحداث الـ6 من يناير، في إشارة منه لأحداث اقتحام مناصري ترامب لمبنى الكابيتول، مؤكدا أن الجولة الثانية من الرئاسة فرصة لا تتكرر بسهولة وعليه الاستفادة منها على الصعيد الذاتي والمؤسسي.
هكذا جاءت نصيحة السياسي الجمهوري البارز لترامب الذي استفاد منها وحشد كل قواه ليحقق انتصاره الساحق في انتخابات الرئاسة ليكون الرئيس الـ47 لأقوى دولة في العالم مرة أخرى، وأتصور أن من يتابع وتيرة ما تعرض له ترامب من اتهامات ومحاكمات، سيدرك أن وصوله لسدة الرئاسة كان بمثابة المعجزة، وأنه في ذاته يملك قوة خارقة لم تتضعضع جراء ما تعرض له من اتهامات يمكن أن تدمر حياة أي شخصية عامة غيره.
وعليه أؤمن بأن ترامب 2025 سيختلف كليا عن ترامب 2016، إذ كان توليه لسدة الرئاسة في المرة الأولى أول عمل سياسي مؤسسي يقوم به، ولعمري فذلك من غرائب دولة تقودها مؤسستان عميقتان وهما الحزب الجمهوري والديمقراطي، حيث لم يتدرج في الحزب الجمهوري كباقي نظرائه، فلم يعمل عمدة لبلدة أمريكية، ولم يكن حاكما لولاية، ولم يترشح في انتخابات مجلس الشيوخ أو النواب، بل لم يتول أي منصب حزبي، وإنما تجاوز كل ذلك وهبط مظليا للبيت الأبيض، ولذلك فقد كان واضحا عليه خروجه عن اللباقة والبروتوكولات الدبلوماسية في خطاباته ولقاءاته.
غير أنه اليوم أكثر نضجا مما كان عليه، ويمكن أن نتلمس ذلك في جانب من سلوكه الانتخابي، فمثلا حين تولى الرئاسة سابقا أصدر أمره بمنع دخول مواطني سبع دول إسلامية منها اليمن والسودان، كما أعلن كرهه للمسلمين وفق تصريحه الشهير بأن المسلمين يكرهوننا، لكنه اليوم خالف ما أعلنه وذهب إليهم، ليعقد مؤتمرا انتخابيا مع رئيس الجالية الإسلامية في ولاية متشجن بلال الزهيري وهو المسلم يمني الأصل، الذي قابله بثوبه العربي، واتفق معه على نقاط محددة بموجبها تم تأييده وانتخابه من قبل الجالية المسلمة والعربية.
أشير إلى أن العالم سيأخذ نفسا عميقا في فترة ترامب الثانية، حيث أؤمن بأن حرب أوكرانيا ستتوقف وفق الإرادة الروسية وعدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، كما أتصور بأنه وهو الذي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيعمد إلى الضغط على حكومة اليمين المتطرفة لوقف الحرب في غزة وجنوب لبنان، ويسعى إلى تحقيق الرؤية السياسية السعودية لإحلال السلام، والأمران نابعان من إيمانه بشخصية الرئيس بوتين وقوة روسيا دوليا، وشخصية الأمير محمد بن سلمان وقوة السعودية إقليميا.
وفي كتاب "الحرب" للكاتب الصحافي بوب ودورد ذكر حديثا جرى بين السيناتور ليندسي غراهام والرئيس ترامب والذي حثه على خوض الانتخابات الرئاسية القادمة وأهمية أن يكسبها لينسى التاريخ أحداث الـ6 من يناير، في إشارة منه لأحداث اقتحام مناصري ترامب لمبنى الكابيتول، مؤكدا أن الجولة الثانية من الرئاسة فرصة لا تتكرر بسهولة وعليه الاستفادة منها على الصعيد الذاتي والمؤسسي.
هكذا جاءت نصيحة السياسي الجمهوري البارز لترامب الذي استفاد منها وحشد كل قواه ليحقق انتصاره الساحق في انتخابات الرئاسة ليكون الرئيس الـ47 لأقوى دولة في العالم مرة أخرى، وأتصور أن من يتابع وتيرة ما تعرض له ترامب من اتهامات ومحاكمات، سيدرك أن وصوله لسدة الرئاسة كان بمثابة المعجزة، وأنه في ذاته يملك قوة خارقة لم تتضعضع جراء ما تعرض له من اتهامات يمكن أن تدمر حياة أي شخصية عامة غيره.
وعليه أؤمن بأن ترامب 2025 سيختلف كليا عن ترامب 2016، إذ كان توليه لسدة الرئاسة في المرة الأولى أول عمل سياسي مؤسسي يقوم به، ولعمري فذلك من غرائب دولة تقودها مؤسستان عميقتان وهما الحزب الجمهوري والديمقراطي، حيث لم يتدرج في الحزب الجمهوري كباقي نظرائه، فلم يعمل عمدة لبلدة أمريكية، ولم يكن حاكما لولاية، ولم يترشح في انتخابات مجلس الشيوخ أو النواب، بل لم يتول أي منصب حزبي، وإنما تجاوز كل ذلك وهبط مظليا للبيت الأبيض، ولذلك فقد كان واضحا عليه خروجه عن اللباقة والبروتوكولات الدبلوماسية في خطاباته ولقاءاته.
غير أنه اليوم أكثر نضجا مما كان عليه، ويمكن أن نتلمس ذلك في جانب من سلوكه الانتخابي، فمثلا حين تولى الرئاسة سابقا أصدر أمره بمنع دخول مواطني سبع دول إسلامية منها اليمن والسودان، كما أعلن كرهه للمسلمين وفق تصريحه الشهير بأن المسلمين يكرهوننا، لكنه اليوم خالف ما أعلنه وذهب إليهم، ليعقد مؤتمرا انتخابيا مع رئيس الجالية الإسلامية في ولاية متشجن بلال الزهيري وهو المسلم يمني الأصل، الذي قابله بثوبه العربي، واتفق معه على نقاط محددة بموجبها تم تأييده وانتخابه من قبل الجالية المسلمة والعربية.
أشير إلى أن العالم سيأخذ نفسا عميقا في فترة ترامب الثانية، حيث أؤمن بأن حرب أوكرانيا ستتوقف وفق الإرادة الروسية وعدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، كما أتصور بأنه وهو الذي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيعمد إلى الضغط على حكومة اليمين المتطرفة لوقف الحرب في غزة وجنوب لبنان، ويسعى إلى تحقيق الرؤية السياسية السعودية لإحلال السلام، والأمران نابعان من إيمانه بشخصية الرئيس بوتين وقوة روسيا دوليا، وشخصية الأمير محمد بن سلمان وقوة السعودية إقليميا.