الانسحاب لا يكفي.. الأمريكيون يطالبون بايدن بالاستقالة

الرئيس أخبر الموظفين قبل دقيقة واحدة من إعلان القرار عبر وسائل التواصل
الرئيس أخبر الموظفين قبل دقيقة واحدة من إعلان القرار عبر وسائل التواصل

الاثنين - 22 يوليو 2024

Mon - 22 Jul 2024

رغم انسحابه من سباق الرئاسة وصعود نائبته كامالا هاريس لمواجهة دونالد ترمب في انتخابات الرئاسة الأمريكية خلال نوفمبر المقبل، لا يكفى هذا القرار عددا كبيرا من السياسيين الأمريكيين الذين يطالبونه بالتنحي فورا.

دعا أكثر من 10 جمهوريين بايدن الاستقالة من منصبه، بعد أن أنهى حملة إعادة انتخابه، قائلين «إن عدم رغبته في مواصلة الحملة الانتخابية يثير تساؤلات حول قدرته على مواصلة الحكم».

وحث رئيس مجلس النواب مايك جونسون والسناتور جيه دي فانس، المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس دونالد ترمب في انتخابات الخامس من نوفمبر ومشرعون آخرون الرئيس الحالي البالغ من العمر 81 عاما على التنحي من منصبه، فيما أصر بايدن في بيانه على أنه سينهي فترة ولايته التي تنتهي في 20 يناير 2025، وانتقد زملاؤه الديمقراطيون الدعوات المنادية بتنحي بايدن ووصفوها بأنها «سخيفة».

الاستقالة فورا
قال جونسون، الذي يلي بايدن في ترتيب الرئاسة بعد نائبة الرئيس «إذا لم يكن جو بايدن مؤهلا للترشح للرئاسة، فهو غير مناسب للعمل كرئيس. يجب عليه الاستقالة من منصبه على الفور».

ودعا رفاق بايدن الديمقراطيون منذ أسابيع إلى إنهاء حملته بعد مناظرة كارثية في 27 يونيو مع الرئيس السابق ترمب والتي كافح فيها بايدن في بعض الأحيان لإنهاء جمله.

وكتب فانس على موقع إكس «إذا أنهى جو بايدن حملة إعادة انتخابه، فكيف يمكنه تبرير بقائه رئيسا؟»، وطالب آخرون، بمن فيهم السناتور الجمهوري ماركواين مولين، حكومة بايدن بإقالته من منصبه من خلال تفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي.

ومن غير المرجح أن تفعل حكومة بايدن، المؤلفة من مسؤولين اختارهم الرئيس بنفسه ذلك.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض أندرو بيتس «إن بايدن سيواصل مباشرة مهام منصبه.

الساعات الأخيرة
وكشفت صحيفتا «واشنطن بوست» ونيويورك تايمز عن تفاصيل الساعات الأخيرة قبل إعلان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر.

وحسب «نيويورك تايمز»، فقد اتصل بايدن هاتفيا في وقت متأخر من بعد ظهر السبت، بستيف ريكيتي، مستشار الرئيس، وقال له «أحتاجك أنت ومايك في المنزل».

وكان بايدن يتحدث عبر الهاتف من منزله الذي يقضي إجازته في ريهوبوث بولاية ديلاوير، وكان يشير إلى مايك دونيلون، كبير الاستراتيجيين وكاتب الخطابات منذ فترة طويلة.

وسرعان ما كان الرجلان في ريهوبوث، وبعد ظهر السبت وحتى وقت متأخر من الليل، عمل الثلاثة على واحدة من أهم الرسائل التاريخية لرئاسة بايدن، وهي الإعلان عن قراره بالانسحاب من حملة إعادة انتخابه.

دقيقة واحدة
بعد ذلك، اجتمع زينتس وكبار موظفي الحملة الانتخابية، حتى يتمكن بايدن من إخبار أولئك الذين عملوا معه بشكل وثيق أنه يتخلى عن حلمه بالترشح لولاية ثانية.

وحاول بايدن لأسابيع تحويل الانتباه عن أدائه الفاتر وغير المتماسك في بعض الأحيان في المناظرة الشهر الماضي إلى خصمه الجمهوري، دونالد ترمب، بحسب «نيويورك تايمز».

ولكن في النهاية، اختار بايدن الإعلان عن قراره بالانسحاب من سباق الانتخابات الرئاسية عبر «رسالة» وعمل على صياغتها مع دونيلون، بينما ركز ريكيتي على الخطوات التالية، مثل متى يجب إبلاغ الموظفين بكيفية القيام بذلك ومن يجب إخطاره أيضا.

سرية تامة
ولم يخبر الرئيس بايدن معظم موظفيه إلا قبل دقيقة واحدة من إعلانه، على وسائل التواصل الاجتماعي، الانسحاب من السباق الرئاسي، حسبما ذكرت «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز».

تجنب المكائد
واتصل الرئيس بايدن بنائبته كامالا هاريس ليخبرها مباشرة بقراره الأحد، وتحدث بشكل فردي مع جيف زينتس، كبير موظفي البيت الأبيض، وجين أومالي ديلون، رئيسة حملته.

وقبل دقيقة واحدة من نشر بايدن خطاب انسحابه، أخبر الرئيس العديد من مستشاريه، بما في ذلك أنيتا دان، التي تدير استراتيجية الاتصالات.

ثم أجرى زينتس مكالمة هاتفية مع مسؤولين آخرين في البيت الأبيض لتأكيد صحة الخبر وشكرهم على كل عملهم الشاق، أعقبه مكالمة مماثلة أجراها مع أعضاء حكومته، الذين لم يكونوا على علم بذلك حتى نشر المنشور على الإنترنت، وأمضى بايدن جزءا من اليوم في إجراء مكالمات هاتفية مع قادة الكونجرس والحلفاء الآخرين.

وقرر بايدن إعلان انتهاء ترشحه على منصة «إكس»، لأنه منحه القدرة على القيام بذلك «على طريقته»، متجنبا المكائد والتسريبات التي ابتليت بها حملته في الأسابيع الأخيرة، حسبما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن أشخاص مطلعين على القرار.

مساندة هاريس
وأعلن بايدن انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024 بعد أسابيع على الشكوك التي أحاطت بصحته الجسدية والذهنية، ودعم ترشيح نائبته كامالا هاريس «لهزيمة ترمب»، وبذلك ينضم الديموقراطي البالغ 81 عاما إلى النادي المحدود للغاية من الرؤساء الأمريكيين المنتهية ولايتهم الذين سحبوا ترشحهم لولاية ثانية، لكنه أول من يفعل ذلك في وقت متأخر من الحملة، كما أنه الوحيد الذي اضطر إلى الانسحاب بسبب تساؤلات بشأن قدراته الذهنية، وفق وكالة «فرانس برس».

وقال بايدن في رسالة «أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن أنسحب وأن أركز فقط على مهامي كرئيس إلى حين انتهاء ولايتي».

وأتبع بايدن رسالته بمنشور على منصة «إكس» قال فيه «اليوم أريد أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا لتكون مرشحة حزبنا هذا العام.. لقد حان الوقت للديموقراطيين للتوحد وهزيمة ترمب».

أول امرأة
وما أن نشر بايدن رسالته حتى أعلنت هاريس، أول امرأة وأول شخص أسود يتبوأ منصب نائب رئيس الولايات المتحدة، أنها مستعدة «للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي» بهدف «هزيمة دونالد ترامب» في سن 59 عاما، ستكون شابة في مواجهة دونالد ترمب البالغ 78 عاما والذي خرج هذا الأسبوع أقوى من مؤتمر الترشيح الذي شهد اختياره رسميا مرشحا عن الحزب الجمهوري.

وجاء التصريح بعد نحو ساعتين من إعلان الرئيس بايدن، وقالت هاريس «يشرفني تأييد الرئيس لي وأعتزم الفوز بهذا الترشيح. ويعقد الديمقراطيون مؤتمرهم الوطني الشهر المقبل في شيكاغو لاختيار مرشح الحزب بشكل رسمي لانتخابات نوفمبر.

وأضافت هاريس «بهذا العمل الإيثاري والوطني، يفعل الرئيس بايدن ما فعله طوال حياته في الخدمة، وهو وضع الشعب الأمريكي وبلادنا قبل أي شيء آخر»، واختتمت هاريس كلماتها بالإشارة إلى أنه لا يزال هناك 107 أيام قبل الانتخابات.

قالوا عن انسحاب بايدن:
  • «كان واحدا من أكثر الرؤساء تأثيرا في أمريكا، فضلا عن كونه صديقا وشريكا عزيزا لي. اليوم، نتذكره - مرة أخرى - بأنه وطني من الطراز الأول».
- باراك أوباما
- الرئيس الأمريكي السابق
  • «أود أن أعرب عن خالص شكري للرئيس الأمريكي جو بايدن على صداقته ودعمه الثابت للشعب الإسرائيلي خلال حياته المهنية الطويلة لعقود».
- إسحاق هرتسوج
- رئيس الكيان الاسرائيلي
  • «إذا لم يكن جو بايدن لائقا للترشح للرئاسة، فهو غير لائق للعمل كرئيس، ويجب عليه الاستقالة من منصبه على الفور، فلا يمكن أن يأتي الخامس من نوفمبر بما يكفي من سرعة».
- مايك جونسون
- رئيس مجلس النواب الأمريكي
  • «مع الحب والامتنان للرئيس بايدن لإيمانه دائما بوعد أمريكا وإعطاء الناس الفرصة لتحقيق إمكاناتهم. لقد بارك الله أمريكا بعظمة جو بايدن وصلاحه».
- نانسي بيلوسي
- رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابق
  • «صديقي جو بايدن حقق الكثير لبلاده، ولأوروبا وللعالم، بفضله أصبح التعاون عبر الأطلسي أكثر تقاربا، والناتو قويا، والولايات المتحدة شريكا جيدا وموثوقا بالنسبة لنا، قراره يستحق الاحترام».
- أولاف شولتس
- المستشار الألماني
  • «أعلم أن الرئيس بايدن، كما كان طوال مسيرته المهنية الرائعة، اتخذ قراره بناء على ما يعتقد أنه في مصلحة الشعب الأمريكي».
- كير ستارمر
- رئيس الوزراء البريطاني
  • «كان الرئيس بايدن مدافعا شديدا عن الحكومة الحرة، وعدوا شجاعا للطغيان، وبطلا تاريخيا لعالم مفتوح تحكمه القوانين والحقوق والمسؤوليات».
- لويد أوستن
- وزير الدفاع الأمريكي