مشاعل الغريبي

قيادة بجنون لتوصيل مضمون

الخميس - 02 مايو 2024

Thu - 02 May 2024

أحدثت التقنية في المملكة العربية السعودية نقلة نوعية في تذليل الصعاب، وتسخير الوسائل لخدمة المواطن والمقيم، ولعل أبرز هذه الوسائل تطبيقات التوصيل التي شاع استخدامها في فترة كورونا، وأسهمت بدورها في حفظ الأوقات وتوظيف الطاقات البشرية ودعم المنتجات السعودية. وتضمنت هذه التطبيقات مزايا عدة، أبرزها خدمة الاستلام والتسليم، وحجز خدمات الضيافة، وحجز المقاعد في المطاعم.
في هذه المقالة، نسلط الرأي حول مناديب توصيل التطبيقات، خاصة من يعملون على الدراجات النارية، إذ نلحظ في الآونة الأخيرة افتقارهم لأدنى معايير السلامة والإتقان في العمل والانضباطية، بهدف توصيل أكبر عدد من الطلبات اليومية، دون مراعاة منهم حول مخاطر قيادتهم المتهورة على أرواح الأبرياء في الشوارع.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل تم التأكد من أهليتهم لشغل مثل هذه الوظائف قبل تعريض الغير للخطر؟!
وادّعى البعض بأن الأدهى والأمر يتمثل في أن بعضا منهم يستقطعون وقتا للراحة، ويولون المهمة لزملائهم الآخرين، ممن يمتهنون مهنا أخرى، وقد يكونوا غير مسجلين رسميا لدى الشركة، وحصلوا على أحقية التوصيل لمجرد تبادلهم للزي أو للدراجة والجوال.
لا يقتصر الضرر من هذا التهوّر على أرواح قائدي المركبات في الشوارع، إذ يطال أرواح المناديب بتجاهلهم مخاطر تهورهم.
من حوادث تكررت وأخطاء كادت تكلف كثيرا وتوجس مستمر، نرى من الأهمية التفات شركات تطبيقات التوصيل والجهات المعنية إلى هذه الظاهرة. وهنا بعض الحلول الرامية إلى الحد من هذه الممارسات:
- تخصيص مسار خاص بالمناديب في الشوارع (يشار إليه بلون أو رمز الدراجة).
- تدريبهم وتأهيلهم قبل توليهم الأعمال.
- مراقبتهم باستمرار بوجود كاميرا مثبته على الدراجة، للتأكد من التزامهم بالأعمال الموكلة إليهم دون تكليف غيرهم بها.
- تطبيق المخالفات المرورية عليهم، سواء رصد الكاميرات أو المرور السري.
أرواح المواطنين والمقيمين في مملكتنا غالية، والحفاظ عليها أمر يهم قيادتنا الرشيدة قبل كل شيء، وبهمتنا العالية نستطيع تخطي العقبات لتفادي إحداث الأزمات.