حسن علي القحطاني

كعب المصالح الحزبية

الاثنين - 03 أبريل 2023

Mon - 03 Apr 2023

ظهرت على وجهه علامات التوتر والقلق، من يدري؟.. ربما نشاهد يديه مصفطة بالأغلال خلال الأيام القلائل القادمة، هذا حال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب وهو يتجول في ولاية فلوريدا الأمريكية قبل يومين؛ بعد توجيه 34 تهمة تتعلق بالاحتيال التجاري، معظم التهم ليست جديدة، إلا أن الإعلام الأمريكي يركز بشكل كبير على تهمة دفعه 130 ألف دولار لممثلة أفلام إباحية، ورغم أن هذه القضية لم تنجح سابقا في إدانة أبو إيفانا؛ لكن ربما تنجح في تسويقه انتخابيا، فالشعب الأمريكي يستهويه مثل هذه المغامرات التي كانت سببا في نجاح بعض من سبقه، والغريب أن حملته الانتخابية حصلت على مبالغ كبيرة من داعمين بعد انتشار هذه الأخبار، سيصبح أول رئيس أمريكي تؤخذ بصماته بمجرد اعتقاله المتوقع خلال الأيام أو الساعات القادمة.

من يدري فقد نشاهد صورا لوجه ترمب في أوضاع من الأمام والجوانب بخلفية مخططة، في هذا الوقت يخوض محاموه معركة عدم وضع الأصفاد بيديه إلا أن تقييد اليدين من العادات الدارجة مع المتهمين جنائيا وتكون في منطقة الاحتجاز أو الزنزانة التي ينتظر فيها حتى مثوله أمام القاضي.

على الجانب الديمقراطي يتصاعد سقف الخلاف الأمريكي مع الكيان الصهيوني (إسرائيل) منذ ثلاثة أشهر، خصوصا بعد سيطرة نتنياهو وحكومة الائتلاف على الكنيست، وكان تصريحه الأخير صادما للرئيس الأمريكي بايدن، حيث قال «إن أمريكا ليست وصية على إسرائيل ولن يسمح للبيت الأبيض بالتدخل في شؤون إسرائيل»، هذا التصريح جاء نتيجة ما قدمه البيت الأبيض من توصيات لتهدئة الوضع الملتهب في تل أبيب، بعد محاولة نتنياهو فرض قانون يتم بموجبة عمل تعديلات على تشكيل ما يسمى بالمحكمة العليا، فثارت جموع غاضبة، وخرجت إلى الشارع معبرة عن قوة مضادة لفرض مثل هذه التعديلات، كظاهرة غير مسبوقة وبحجم فاق كل التوقعات، أعداد وصلت إلى مئات الآلاف، رغم أن إسرائيل لا يزيد تعدادها عن عشرة ملايين صهيوني، المهم كلهم مجمعون على رفض تعديل القضاء وتشكيل القضاة، مما أجبر رئيس وزراء الكيان الصهيوني وحكومة الائتلاف التي يرأسها على تأجيل إعلان تنفيذ هذا القانون، في محاولة لتخدير خصومه باختلاف أطيافهم، ومنح نفسه شهرا لمراجعة هذا التعديل، أملا في الوصول لتقارب مع الأطراف المختلفة، التي كشفت هذه الضجة عن سعي الجميع للسيطرة على المحكمة فمصالحهم أولى من أي اعتبارات أخرى، فالأحزاب الدينية الأرثودوكسية تأمل من سيطرتها على المحكمة أن تمنع إرسال طلاب المدارس الدينية إلى الجيش، أما اليمين المتطرف فيسعى من أجل تعزيز النزعة الدينية المتطرفة، والمعارضة تحاول تأكيد فشل الحكومة والحفاظ على مكاسبها التاريخية التي حققتها على طاولة السلام، أما الصهاينة العلمانيون فيدعون لحماية ليبرالية المجتمع الإسرائيلي وطريقة حياته، أما من يدعون التدين من الصهاينة فيجاهدون لمنع المحكمة من سن أي قانون يحمي حقوق من تبقى من أصحاب الأرض في أرض الضفة الغربية.

في ظل هذه المواجهات العنيفة يتألق الجيش الصهيوني الإسرائيلي في انتهاك جميع الصور الإنسانية، ولكن هذه المرة الصورة بالكامل صهيونية، وهذا أعطى مؤشرات لدى المراقبين والمحللين السياسيين على ضعف هذا الكيان وعلو كعب لعبة المصالح الحزبية.

hq22222@