لبنان يرغب بالهروب من حزب الشيطان

دعوات علنية للفيدرالية والاستغناء عن المركزية بسبب الإرهابي نصر الله وزمرته
دعوات علنية للفيدرالية والاستغناء عن المركزية بسبب الإرهابي نصر الله وزمرته

الاثنين - 23 يناير 2023

Mon - 23 Jan 2023



تظاهرة ضد حزب الله اللبناني                                                              (مكة)
تظاهرة ضد حزب الله اللبناني (مكة)
تصاعدت الاتهامات والسجالات في لبنان بين أطراف عدة، بعدما عطل حزب الشيطان اللبناني المسمى بـ(حزب الله) انتخاب رئيس جديد للبلاد، وأسهم في المزيد من الفراغ لبلد يواجه القلاقل الاقتصادية والاجتماعية.

ودعا لبنانيون إلى نظام حكم فيدرالي بعيدا عن المركزية للهروب من هيمنة حسن نصر الله ورفاقه على البلاد، بالتواكب مع الانقسامات الحادة داخل المشهد اللبناني، والتي تذكر بأفكار تقسيمية إبان الحرب الأهلية (1975-1990)، التي انتهت بإقرار اتفاق الطائف وبإصلاحات دستورية طوت صفحة هذه الاتجاهات.. وفقا لصحيفة «إندبندنت عربية» .

ونوهت إلى أن مؤتمر «العقد الجديد من نظام الطائف إلى النظام الفيدرالي» الذي انطلق في لبنان أمس الأول، يدعو إلى الفيدرالية لمعالجة ما اعتبروه «فشلا للصيغة المركزية الحالية في إدارة التعددية للمكونات الطوائفية اللبنانية»، كما دعت ورقة سياسية إلى «تبني نظام يحاكي التعددية الطوائفية، بعيدا من مفهوم الديمقراطية العددية التي تؤدي حتما إلى طغيان الطائفية العددية، وذلك بفيدرالية قائمة على احترام الخصوصيات الديموغرافية - الطوائفية ضمن الأطر الجغرافية الحالية».

ويأتي ذلك بعدما أبدى الكثير من القيادات في الآونة الأخيرة، خشيتهم من عودة هذه المشاريع إلى الواجهة، خصوصا أن بعض المجموعات في الوسط المسيحي تروج لها منذ أكثر من سنتين، وتضم قلة من السياسيين وبعض الأكاديميين والنخب، إضافة إلى أشخاص عاديين، وتنطلق من أن الأزمة التي يعيشها لبنان ناجمة عن هيمنة حزب الشيطان المسمى بـ»حزب الله» على الحياة السياسية والسلطة في البلد.

وقالت الصحيفة «إن بعض المجموعات ذهب إلى حد رسم خرائط لتقسيم لبنان على شكل شبيه بالكانتونات السويسرية، وجرى تداولها في ندوات وعلى شاشات التلفزيون، وبعضها الآخر اكتفى بالدعوة إلى اللامركزية الإدارية والمالية، كما جاء في «ورقة النوايا» التي اصطلح على تسميتها باتفاق معراب بين «التيار الوطني الحر» بزعامة مؤسسه الرئيس السابق العماد ميشيل، وبين حزب «القوات اللبنانية» بزعامة الدكتور سمير جعجع، التي صيغت في يونيو عام 2015، ومهدت لإعلان «القوات» دعم ترشيح الجنرال عون عام 2016».

ورصد المعارضون لأفكار الفيدرالية واللامركزية الإدارية والمالية كيفية تطور هذه الأفكار، انطلاقا من أن اتفاق الطائف ينص على تحقيق اللامركزية الإدارية الموسعة فقط، من دون الجانب المالي في تنفيذها، وكيف أن حزب «القوات اللبنانية» لم يعد يؤمن بمشاريع تقسيمية، كما خلال الحرب، لأنه كان شريكا رئيسا في التوصل إلى هذا الاتفاق، وغطى حضور النواب المسيحيين في مدينة الطائف بالسعودية من أجل إنجازه، خلافا للعماد عون الذي عارض الاتفاق واستخدم القوة لمحاولة منع بعض النواب من الانضمام إليه، آنذاك.

وأيقظ الحديث عن طروحات تقسيمية وفيدرالية ردود الفعل لدى المراجع المسيحية خلال الأسبوع الماضي، على دعوة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مجلس الوزراء إلى الانعقاد على رغم معارضة «التيار الوطني الحر» وقرار وزرائه مقاطعة الجلسة من جهة، واستمرار الفراغ الرئاسي بتعطيل «حزب الله» وحلفائه نصاب الثلثين في جلسات البرلمان لانتخاب رئيس الجمهورية، بالانسحاب منها، كلما انتهى التصويت للمرشحين في الدورة الأولى.

واتهم السياسي البارز سمير جعجع حزب الله بتعطيل الحركة السياسية في البلاد، من خلال رفضه المطلق انتخاب رئيس للجمهورية موال له، وذهب في مقابلة تلفزيونية إلى حد الحديث عن «إعادة النظر سياسياً بتركيبة الدولة».

وقال جعجع ردا على سؤال حول فكرة الفيدرالية، «لماذا لا»، معتبرا أنها ليست «تابو» ويمكن أن تخضع للنقاش، وسبق لرئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل أن استخدم عبارة اللجوء إلى «الطلاق» في حديث تلفزيوني ردا على سؤال حول ما ستؤول إليه العلاقة مع «الحزب» في سياق الخلاف معه على تحكمه بقرار انتخاب الرئيس.

واتهمت القوات اللبنانية حزب الشيطان بأنه كان وراء الاغتيالات في لبنان «من رفيق الحريري إلى لقمان سليم وما بينهما» وأشار إلى أن «حزب الله جعل من التوافق بدعة لبنانية عنوانها الوحيد تتفقون على ما أقرره أو لا حياة ولا هناء ولا استقرار لكم ولوطنكم الذي أرفض هويته المتنوعة».

وأوضح مراقبون أن دعوة جعجع إلى إعادة النظر بالتركيبة اللبنانية «تعود لاعتبارات عدة، وربطها باستمرار الشغور الرئاسي الذي يؤدي إلى اضمحلال الدولة وتفقير الناس وتهجيرهم»، وأضافت المصادر، «لا حل للأزمة في ظل رئيس للجمهورية ممانع، بل بانتخاب رئيس سيادي- إصلاحي فوراً، وبإفهام الفريق الممانع أن الشعب اللبناني بكل طوائفه لن يبقى رهينة سياساته وأولوياته الإيرانية».