حسين باصي

«الجو مكربن»

الاثنين - 09 يناير 2023

Mon - 09 Jan 2023

في عالم السيارات نستخدم عادة المصطلح «السيارة مكربنة» لغرض شرح حالة السيارة بأن هناك نسبة كبيرة من الكربون تخرج من عادم السيارة.

لن أخوض كثيرا في شرح الأسباب التي تقف خلف الانبعاثات الزائدة للكربون، ولكن مجملا هذه الظاهرة ستؤدي إلى خفض أداء مكينة السيارة.

بل إننا ذهبنا في الصغر بهذا التشبيه إلى البشر وأطلقناه على كل شخص تكون لياقته البدنية ضعيفة بأن نصفه أنه هو الآخر «مكربن».

الكربون هو عنصر كيميائي يرمز له بالحرف C وهو في المجموعة الرابعة في الجدول الدوري.

رغم أن لونه المتعارف عليه في مخيلتنا هو الأسود إلا أن ذلك ليس دائما صحيحا حيث إن الألماس مكون من الكربون فقط، وهو الأغلى ثمنا لجماله وصلابته.

خلال السنوات الطويلة السابقة ساعدت الثورات الصناعية بني البشر على تجويد الحياة بشكل ملحوظ. رافق هذا التطور بعض التحديات منها زيادة الانبعاثات الكربونية للغلاف الجوي.

تشير بعض الأبحاث أن زيادة نسبة الكربون في الجو ترفع درجة الحرارة مما قد يؤثر على التغير المناخي بشكل ملحوظ.

الحل المنطقي هنا أن نقلل من الانبعاثات الكربونية قدر المستطاع ولكن هناك معضلة، فجزء معتبر من الكربون الذي تم ضخه إلى الجو سيمكث فيه لفترة طويلة.

هنا تشير بعض الأبحاث أن علينا سحب هذا الكربون من الجو «المكربن».

الحل الطبيعي لسحب ثاني أكسيد الكربون من الجو هو التشجير، طبعا النباتات تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو لغرض النمو من خلال عملية البناء الضوئي.

مهندسو الكربون لا يجدون أن هذه العملية كافية ويتطلب تدخل الإنسان مع النباتات لسحب الكمية المطلوبة من الكربون في الجو حتى يتحقق الحياد الكربوني الصفري.

هذا الحياد معني بتحقيق التوازن بين كمية ضخ وإزالة انبعاثات الغازات السامة من وإلى الجو.

مساهمة هؤلاء المهندسين هي من خلال سحب الكربون مباشرة من الجو (DAC).

وتعتمد هذه التقنية على سحب الهواء ومن ثم استخدام المواد الكيميائية لفصل ثاني أكسيد الكربون من الجو وبعدها تحرير الهواء النقي إلى الجو واحتباس ثاني أكسيد الكربون في هذا الجهاز.

يتم دفن ثاني أكسيد الكربون المحتجز في أعماق الأرض أو الاستفادة منه في تطبيقات مفيدة.

هذه التقنية في طور التجهيز والتطوير حتى تصبح منتشرة بشكل اقتصادي مقبول، إذ أن هناك مجموعة من الدول دفعت مئات الملايين للبحث العلمي للوصول لهذه النقطة.

HUSSAINBASSI@