فهد محمد الأحمري

أوراق العام الجديد

الأحد - 01 يناير 2023

Sun - 01 Jan 2023

جميل هو مطلع السنة الجديدة لكونه الوقت الذي نبدأ فيه أوراقنا على مذكرة جديدة. عام جديد، وقت جديد نضع فيه قائمة جديدة بأهداف وتطلعات ونوايا إيجابية جديدة أيضا.

أشعر وكأن إشراقة الشمس غرة كل سنة تبدو جديدة ومختلفة كذلك.

بين يديك قائمة قرارات تغطي جوانب مهمة من شؤوننا، وعندما نحققها - أو نحقق بعضا منها - سنجلب فوائد عظيمة لحياتنا.

- وقت العائلة: كم منا يرتب الأولوية لعمله ولأصدقائه قبل العائلة، لنمنح العائلة وقتا أكثر ما أمكن إلى ذلك سبيلا.

- العناية البدنية: الجسم الصحي هو المفتاح الحقيقي للحياة السعيدة. إننا يجب أن نعتذر لصحتنا لأن القليل منا يمارس التمارين الرياضية، ولبعض الأحيان.

عندما يزدحم جدولنا فإن أول ما نضحي به هو وقت العائلة أو الرياضة، ولسوء الحظ فإن هذا يعني زيادة في الوزن وما يترتب عليه من خلل بدني وذهني ونفسي قد يتطور إلى أمراض لا قدر الله.

لا تتجاهل الفحص الطبي الدوري الشامل الذي توفره وزارة الصحة في كثير من مراكز الأحياء فضلا عن العروض التي تقدمها بعض المختبرات الأهلية.

إعادة النظر في ما نتناوله من أغذية ومشروبات. وكما يقول المثل الصيني «نحن نحفر قبورنا بأسناننا»! لنتذكر أن صحتنا هي رأس المال الحقيقي. وهي من الضرورات الخمس المأمورين بحفظها ديانة لله تعالى.

- العناية الفكرية: وذلك بالقراءة والاطلاع. ومن أهداف القراءة التسلية واكتساب المعرفة، والأخيرة هي الفارقة. ومع الوقت تجد المتعة الهائلة تغمرك بممارسة القراءة أشد من أي متعة أخرى، القراءة إنعاش وانتعاش وتنشيط لخلايا المخ المعطلة، إنها تجعلنا مدركين مستنيرين، تجعلنا مواطنين عالميين نعبر الحدود الجغرافية الثقافية ونحن في منازلنا.

- تعلم شيئا جديدا: التعليم لا يتوقف إلا بتوقف النبض، لنتعلم مهارة جديدة، لغة جديدة، رياضة جديدة، مجالا معرفيا جديدا، طور من مهارة لديك طور من لغة تجيدها، التحق بدورة ما.

- عام جديد وصديق جديد: سيكون انطباعا جميلا لعام رائع، مقرونا بصديق رائع ذي هوية إيجابية منعشة، فكريا وسلوكيا، مع بقاء القدماء المميزين بالطبع.

اخرج من مجموعتك الاجتماعية وتعرف على أشخاص جدد ملهمين يثرون حياتك، لا يعني هذا الإكثار من الأصدقاء بقدر البحث عن الدرر، إذ يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، ومن السوار ما أحاط بالمعصم.

- تجديد الحياة: إذا كانت هناك عادة واحدة تود اكتسابها فلن تكون أفضل من التأمل (من وجهة نظري) استغرق في التأمل المليّ، التأمل يهدئ عقلك ويسكن روحك، إنه المكان الذي تتواصل عن طريقه بكيانك الداخلي ومن ثم يطلق العنان للأفكار العبقرية المتميزة.

- العطاء: هو الفعل النوعي للذات أولا وللآخر ثانيا. أعتقد أنه ليس هناك نهاية للعطاء مطلقا، حين تعطي أكثر سعادتك تكثر.

ولا أعلم لماذا نحن نقرن العطاء بالمادة على وجه الحصر! هذا تجنٍ على حضرة العطاء الذي يتعدى المادة إلى العطاء المعنوي والبدني والسلوكي، من الابتسامة الصغيرة لمن تلقاه إلى التطوع البدني مرورا بالسلوك المتميز تجاه الآخرين والذوق العام في القيادة.

- تخلص من الفوضى: قم بانتفاضة على محيطك الخاص المنزلي والمكتبي أوراق، مستندات، ملفات وخزائن ملابس متراكمة، ليكن اسم العام الجديد (العام الربيعي) للبيت والمكتب. قم بهذا العمل بنفسك وستجد كم هو شيق وأمتع من قيام غيرك به.

ومع عام ممتع ومتميز بإذن الله تعالى.