مرفت عبدالجبار

قطر .. الهوية والثقافة

الخميس - 22 ديسمبر 2022

Thu - 22 Dec 2022

وبعد أن انتهينا من كأس العالم المقامة في الدولة الشقيقة قطر، التي أبهرت القريب قبل البعيد، بحسن التنظيم والاستعداد الفائق على كل المستويات لحدث كبير ككأس العالم.

وبجانب كل الجهود المتوافرة لإقامة هذا المونديال في قطر، كان من اللافت جدا تحقق مكتسبات عدة ثمينة، قوبلت بالاحترام والقبول والتقدير من العالم أجمع، خاصة جماهير المونديال الحاضرة في قطر.

«الثقافة والهوية»، هي أبرز المكتسبات المتحققة في هذا المونديال بامتياز، حيث احترمت قطر موروثها الديني الأخلاقي والثقافي، ولم تسمح بحضور المجاملات للآخرين على حسابه، احتراما لهذه الثقافة الناصعة.

ورغم تعالي الصيحات الناشزة، وإدخال الأجندات غير الرياضية في حدث رياضي بحت، ومحاولة تمريرها من بعض الدول المشاركة عبر منتخباتها، التي نالتها خيبة الخروج تباعا، وتهميش المطالبات، لم يزد قطر هذا الصمود إلا احتراما لها ووقوفا ومساندة معها من المنصفين الغرب قبل العرب، وهو ما كشف الوجه الكالح للأصوات الغربية الناشزة، في المطالبة بقضايا مخالفة للفطرة، والتعامي عن قضايا إنسانية وعالمية وحقوق مسلوبة، هي أكثر أهمية من مناصرة قضايا خاسرة.

لقد قدمت قطر درسا حيا لأخواتها البلدان العربية في السير على خطاها، اعتزازا بالهوية والثقافة في أي محافل قادمة، بيقين ثابت أن التنازلات لن ترضي الناعقين والثائرين بالقضايا الخاسرة، ولو تمت لخلقوا مزيدا من المطالبات اللامنتهية، ولكن الثبات على المبدأ هو درس مجاني، وصفعة في وجوه أرباب الأجندات، وراية احترام يرفعها المخالف قبل صاحب الحق.

وهذا الثبات هو ذاته الذي جعل العالم يقبل على الثقافة الإسلامية والخليجية العربية، في محاولة فهمها عن قرب، بعيدا عن بعض مظاهر التشويه الغربي، وخوض تجربة حية في التعايش مع ثقافة بلد إسلامي، دون أن يشعروا بشيء من الاختلاف إذا تخلوا عن مظاهر فقدان العقل، وأن هناك أجزاء من العالم تعيش خالية الوفاض من القيم الغربية بامتياز، ولكنها سعيدة حد الثمالة. شعبنا السعودي خفيف الظل وصانع البهجة مثال على ذلك.

شكرا قطر.