عائشة العتيبي

حق مشروع

الخميس - 22 ديسمبر 2022

Thu - 22 Dec 2022

الحلم ذلك الشعور الذي يضعك بين الحقيقة تارة، وتارة أخرى في الخيال، تتمنى أنك في الحقيقة وما تحلم به تراه أمام عينيك وتتخيل المشهد وفرحته إلا أن الحلم ليس هكذا تماما بل أنت بحاجة لسعي وراء أحلامك حتى تحققها وتشعر بعظمة إنجازك، التمني دون سعي لا يوصلك للهدف، والشعور بالحلم فقط ودون عمل لن يتحقق، التخيل أبسط حلم تشعر به وتعيش به موقتا ثم تكتشف أنك فقط تتخيل.

ربما نرى أن الخيال لا بد منه، هو ما يشكل جزءا لا يتجزأ من حياتنا، وأن التخيل حق من حقوقنا، وكذلك عندما نبحر في الخيال نتمنى أن لا يوقفنا أحد لأنه ممتع وسهل وقابل للتعديل وسريع الاستجابة، أنت تتخيل فأنت قادر على وضع الفكرة فربما مستقبلا تجدها على أرض الواقع، إلا أن هناك حدا فاصلا بين الخيال والواقع لا بد أن تدركه، وهو السعي، فمن يحلم ثم يتخيل تحقق حلمه فهو لم يستيقظ بعد، لا ننوه إليكم بعدم التخيل، بل نقول لكم بأن التخيل دون فعل حقيقي لن تراه سوى لمرة واحدة في خيالك بعكس الواقع تراه أنت ومن حولك عشرات المرات لأنه حقيقي وقابل للمشاهدة والإنجاز.

ما بعد الإنجاز هي الفترة التي تأتي بعد سعي طويل وعناء كبير وعثرات عديدة وكمية فشل وإحباط في غالب الأمر، فقد تصاب بفترة ركود وتراجع، لكن في حقيقة الأمر من يريد النجاح سوف يكمل على كل حال، الصبر مقياس فعلي لمن طال به الحلم وسعى إليه، بل سيعتبر حلا واضحا وصريحا لمن رأى الفشل محطة إيقاف وتراجع له، سوف نفشل تسعا وتسعين مرة وننجح في المائة لسبب واحد من يريد الحلم سيصل دون وقت محدد وموعد سابق، سيتغير لأجل نفسه ويفكر في حاضره قبل مستقبله ثم يختار طرقا أكثر وضوحا ومصداقية حتى تقل عثراته ومصاعبه ويتمكن من تحقيق حلمه وهدفه.

الهدف ووصوله هو من يخبرك بأن ما تحلم به وتتخيله قد وقع فعلا ثم ستحكم على ما كنت تراه في الأمس صعبا تجده اليوم هينا، نحو الهدف ستختلف قدراتك وأمنياتك لن ترى المستحيل بل ما تراه بذلك الاستحالة قابلا للاستجابة ثم ستتغير نظرتك وتراه ممكنا وحقيقيا، عندما نحقق أشياء صعبة ومستحيلة وكنا نراها منعدمة التحقيق ستختلف عندها نظرتنا وفكرتنا وقدرتنا وإمكانيتنا حتى عزيمتنا وإصرارنا في المستقبل.

عندما تحلم وتتخيل الحلم قد وقع ثم تستيقظ على تحقيقه فأنت صاحب مبدأ وإصرار، عندما تتخيل لكي تحلم فأنت صاحب فكر وقدرة، عندما تبحر بأحلامك حتى تعيش الخيال بحلم صغير تسعى إليه فأنت صاحب هدف وطموح، عندما تتخيل لأجل أن تعيش واقعا حقيقيا تتمناه فأنت صاحب عزم وإقدام، مهما اختلفت أحلامك وأنت الساعي لها سئمت تحقيقها أوقد تحققت فعلا لا تحبط، فأنت تعيش لكي تحلم وتعيش الحلم لكي تصل بشكل واقعي وحقيقي، فقط اختر مسارا مناسبا وامض قدما إليه.

@3ny_dh