المراهقة امتحان للآباء وللمربين
الثلاثاء - 20 ديسمبر 2022
Tue - 20 Dec 2022
إنها أصعب مرحلة في حياة الفرد، حيث يسودها الأزمات النفسية وصعوبة التوافق بين المراهقين والمحيطين بهم، وإحساس داخلي بالاكتئاب غير المبرر والتوتر النفسي الشديد، ولا يشعر من حوله بهذا الشعور، بل قد يسهمون في تضخيمه بسوء فهمهم واستهانتهم به، وبالتالي تعمق هذه الأحاسيس شعور المراهق بالإحباط.
المراهقة فترة مرحلية ينتقل الفرد فيها من مرحلة الطفولة إلى الرشد، مرورا بسن البلوغ وتبدأ غالبا منذ سن العاشرة حتى سن العشرين، وتحدث في هذه المرحلة العديد من التغييرات، لن أكرر ما قد يعرفه الكثيرون عن التغيرات الفسيولوجية لطبيعة تهيئة الذكر والأنثى كبالغين في حياتهم الجديدة لكنني سأركز على ما يصاحب هذه التغيرات الخارجية من حرب هرمونية داخلية في جسم المراهق لا يعي معناها ولكنها تدفعه لتصرفات وسلوكيات قد تكون إيجابية؛ لأنها المرحلة التي تتميز بالنمو المعرفي واكتساب المهارات المختلفة، وقد تكون سلبية بحسب المحيطين به ورد فعلهم تجاه تصرفاته والتي يراها من حوله أنها خارجة عن قواعد التأدب والتربية لكنها في الواقع عن غير إرادته ولا ذنب له فيها. علي سبيل المثال
يكون المراهق بشكل عام أكثر عداوة وانفعالا وعنفا، ومتأهبا دائما للاندفاع غير المحسوب أيضا يتمركز المراهق حول ذاته، وينشغل لفترات بمظهره الخارجي، بعض المراهقين يخافون ويبتعدون عن المواقف الاجتماعية، وقد يخجل من مظهره الخارجي نتيجة لتقلبات النمو الجسمي وتسارعها فيخاف من سخرية الآخرين، ويعاني المراهق في هذه المرحلة من مشكلة ميله للانطوائية واليأس والقلق والحزن والدخول في نوبات من الاكتئاب غير المبرر، بالإضافة إلى الضجر والملل الدائم والرغبة المستمرّة في النوم بسبب عدم التوافق النفسي المصاحب لهذه المرحلة. ويُظهِر المراهق الغضب وردود الفعل العنيفة والتي قد تكون في غير موضعها.
أما العِناد فحدث عنه ولا حرج بالإضافة إلى سلسلة لا تنتهي من الخوف فهو خائف من والديه ومن المجتمع ومن الفشل، بالإضافة إلى المخاوف المتعلّقة بالتحصيل الدراسي والمستوى الأكاديمي، كما يشعر المراهق بشكل دائم بتأنيب الضمير تجاه أي ذنب أو إساءة لنفسه أو لمن حوله، فتنعكس جميع هذه المخاوف على كافة استجابات المراهق وتصرفاته. كما يسعى المراهق بشكل مستمر إلى حصوله على استقلاليته الشخصية، فهو يكافح باستمرار ما بين الانصياع لأوامر الآباء والاستقلالية.
عذرا فقد أسهبت فيما سبق من شرح تصرفات وسلوكيات المراهق ومعاناته النفسية؛ لأنها كثيرة وخطيرة ومتشابكة مقارنة بالطرق التي من الممكن أن تتيح له مجال الاستمتاع بالمرحلة التي يمر بها بشكل مستقر وخالِ من التصرفات والسلوكيات غير السوية قدر الإمكان، تتلخص هذه الطرق في إظهار الوالدين والمربيين لمحبتهم للمراهق بشكل مباشر، أو من خلال احترامه وتقدير علاقاته الاجتماعية أو بمناداته بما يحبّ. ومشاركته في الأنشطة الممتعة التي يحبها.
ونظرا للحالة النفسية الحساسة والمتذبذبة التي يمرّ بها المراهق؛ فمن الواجب عدم توجيه أي ملاحظات له بشكل مباشر أمام الآخرين، أو ذكر عيوبه وأخطائه. إتاحة الفرصة أمامه للتعبير عن رأيه في أي موضوع والأخذ برأيه إن كان صحيحا، واتباع أسلوب الحوار الهادئ والهادف إن كان الرأي غير صحيح، وأخيرا احترام استقلاليته وخصوصياته، ومراقبته من غير أن يشعر بذلك.
Daham9920@
المراهقة فترة مرحلية ينتقل الفرد فيها من مرحلة الطفولة إلى الرشد، مرورا بسن البلوغ وتبدأ غالبا منذ سن العاشرة حتى سن العشرين، وتحدث في هذه المرحلة العديد من التغييرات، لن أكرر ما قد يعرفه الكثيرون عن التغيرات الفسيولوجية لطبيعة تهيئة الذكر والأنثى كبالغين في حياتهم الجديدة لكنني سأركز على ما يصاحب هذه التغيرات الخارجية من حرب هرمونية داخلية في جسم المراهق لا يعي معناها ولكنها تدفعه لتصرفات وسلوكيات قد تكون إيجابية؛ لأنها المرحلة التي تتميز بالنمو المعرفي واكتساب المهارات المختلفة، وقد تكون سلبية بحسب المحيطين به ورد فعلهم تجاه تصرفاته والتي يراها من حوله أنها خارجة عن قواعد التأدب والتربية لكنها في الواقع عن غير إرادته ولا ذنب له فيها. علي سبيل المثال
يكون المراهق بشكل عام أكثر عداوة وانفعالا وعنفا، ومتأهبا دائما للاندفاع غير المحسوب أيضا يتمركز المراهق حول ذاته، وينشغل لفترات بمظهره الخارجي، بعض المراهقين يخافون ويبتعدون عن المواقف الاجتماعية، وقد يخجل من مظهره الخارجي نتيجة لتقلبات النمو الجسمي وتسارعها فيخاف من سخرية الآخرين، ويعاني المراهق في هذه المرحلة من مشكلة ميله للانطوائية واليأس والقلق والحزن والدخول في نوبات من الاكتئاب غير المبرر، بالإضافة إلى الضجر والملل الدائم والرغبة المستمرّة في النوم بسبب عدم التوافق النفسي المصاحب لهذه المرحلة. ويُظهِر المراهق الغضب وردود الفعل العنيفة والتي قد تكون في غير موضعها.
أما العِناد فحدث عنه ولا حرج بالإضافة إلى سلسلة لا تنتهي من الخوف فهو خائف من والديه ومن المجتمع ومن الفشل، بالإضافة إلى المخاوف المتعلّقة بالتحصيل الدراسي والمستوى الأكاديمي، كما يشعر المراهق بشكل دائم بتأنيب الضمير تجاه أي ذنب أو إساءة لنفسه أو لمن حوله، فتنعكس جميع هذه المخاوف على كافة استجابات المراهق وتصرفاته. كما يسعى المراهق بشكل مستمر إلى حصوله على استقلاليته الشخصية، فهو يكافح باستمرار ما بين الانصياع لأوامر الآباء والاستقلالية.
عذرا فقد أسهبت فيما سبق من شرح تصرفات وسلوكيات المراهق ومعاناته النفسية؛ لأنها كثيرة وخطيرة ومتشابكة مقارنة بالطرق التي من الممكن أن تتيح له مجال الاستمتاع بالمرحلة التي يمر بها بشكل مستقر وخالِ من التصرفات والسلوكيات غير السوية قدر الإمكان، تتلخص هذه الطرق في إظهار الوالدين والمربيين لمحبتهم للمراهق بشكل مباشر، أو من خلال احترامه وتقدير علاقاته الاجتماعية أو بمناداته بما يحبّ. ومشاركته في الأنشطة الممتعة التي يحبها.
ونظرا للحالة النفسية الحساسة والمتذبذبة التي يمرّ بها المراهق؛ فمن الواجب عدم توجيه أي ملاحظات له بشكل مباشر أمام الآخرين، أو ذكر عيوبه وأخطائه. إتاحة الفرصة أمامه للتعبير عن رأيه في أي موضوع والأخذ برأيه إن كان صحيحا، واتباع أسلوب الحوار الهادئ والهادف إن كان الرأي غير صحيح، وأخيرا احترام استقلاليته وخصوصياته، ومراقبته من غير أن يشعر بذلك.
Daham9920@