عبدالله السحيمي

وجوه للتعامل

الخميس - 24 نوفمبر 2022

Thu - 24 Nov 2022

قد تبلى بشخصيات قريبة منك لا تستطيع أن تبتعد عنها أو تقطعها؛ لأنها منك فيك وهذه الشخصيات تسحق الجمال وتستحق أن تكون حذرا منها ومن ردة أفعالك وأفعالهم؛ لأنهم خُلقوا بهذه الصفات التي يصعب عليك تغييرهم؛ لأنهم هم وليس أنت، لكنه بإمكانك أن تحسن التصرف والتعامل معهم بما يحقق لك التوازن.

ومهما يكن فقد جاء خير البشرية بأعظم منهج وسيرة تعلمنا قيمة التعامل وأهميته والصبر في كل الحال والأحوال ولعل أجمل ما قيل في وصف أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما تقول عائشة -رضي الله عنها- عنه؛ كان خلقه القرآن.

وهو إيحاء وتأكيد بقيمة وأهمية الأخلاق ولعل من يقرأ كتاب الأخلاق الإسلامية لعبدالرحمن بن حبنكة الميداني يلمس بوضوح وهمة قيمة وأثر الأخلاق الإسلامية على حياة الفرد والمجتمع.

وهؤلاء هم أنواع وفرق تتشعب بسلوكيات مختلفة ينتشرون ويتكاثرون في كثير من المجتمعات ومن ذلك:

النوع الأول: كثيرو الأسئلة ومعرفة التفاصيل وهم بذلك لا يتورعون في توجيه الأسئلة في مناسبة وغيرها والأمر الأدهى والأمر أنهم يكررون السؤال حتى تصل إلى مرحلة الندم معهم والتأسف ويرتفع لديك مؤشر كراهية تواجدهم وحضورهم.

من أين هذا؟ وبكم؟ ومتى؟ إلى غير تلك من الأسئلة المحاطة بشغف المرض الذي تمكن منه ولعل الأقرب والأفضل والأجمل أن تتجاهلهم حتى يغص السؤال فيه، لأن الإجابة عليه يثير فيك صورته السلبية وتكبر وتكبر حتى تصل إلى مرحلة تقاطعه وأنت كاره، وتتثاقل وجوده وهو قريب لك وتخاف من أسئلته وقد يجيبه غيرك مما يحرجه أمامك وهو في عناية اهتمامك وحضورك.

وهناك نوع آخر كثير الانتقاد عينه لا تمتلئ وشكره لا يقال إنما الصورة السلبية تسحق كل ما يراه ولا تثني على شيء يستحق إنما يستمر مسلسل الانتقاد حتى بعد انتهاء خروجه من عندك وهذه الشخصيات من المهم أن تصع لها حدودا فلا يتجرأ على مالا يحق له، ولا يتمادى على ما ليس له فيه ولو تركته سيستمر حتى يؤذي نفسه وغيره وربما يصل إلى مرحلة يصبح وحيدا غير قابل لتقبل الآخرين له وربما يوجه لك اللوم في مجاملته وعدم وجود حدا له.

وهناك النوع الذي يقلل من النجاح لدى الآخرين ويتهم بأن نجاحهم مرتبط بالغير والعلاقة والمصالح النفعية ويستمر في ذلك حتى يشكك في أخلاقه وسلوكياته ويصل إلى أسرته ويقوم بتشويه السمعة والنيل من شخص حتما أنه لم يعلم عنه، وهؤلاء عليك ألا تسمح لهم في النطق أو اعتراض الدخول في نوايا الناس إنما منعهم يزيد من علاجهم ويساعد على انقراضهم وخروجهم من دائرة التتبع إلى دائرة الكشف ثم إلى المعالجة الواقعية التي تنقذهم من تتبع أعراض الناس والدخول في ذممهم، ومن الأنواع التي تجدها هو النوع الذي يغمز ويهمز لا يسمعك رأيا ولا اعتراضا ولا اتفاقا، إنما تسمع أنينا خافتا لا تدري بأي لغة تقال إنما الذي متأكد منه إما يقلل أو يشكك أو يعترض وفي كل الحالات يبقى غير راض عن كل شيء يقدم أو أي شيء يراه.

وحينما تتمعن في سمات الشخصية التي أقرها الطب النفسي تلمح أن هناك الشخصية الوسواسية والهيستيرية والجامدة والنرجسية والانطوائية والانبساطية.

وكل من هذه الشخصيات لها سماتها الخاصة، إنما التي ذكرت وذكره غيري من قبل هي كائنات بشرية يصعب تشخيصهم لأنك تجد سمات مشتركة ومختلفة ومتنوعة.

ومهما حاربتهم وقارعتهم تظل هده النوعيات متواجدة يصعب انقراضها إلا من خلال أن تكون ثابتا محاطا بحماية ذاتية تمنعك من تصديقهم أو مخالطتهم وتصديقهم، والعمل على أن تبتعد عن شرارة وفتيل أن يحركون فيك ما ليس فيك معتمدا على أن هذه الوجوه تبقى تمثل أصحابها وأنت تمثل نفسك، وما أحسن وأجمل من أن تكون حريصا على السقوط على مثل هؤلاء.

ولكن تبقى الحياة أجمل وأرقى حينما تطبق: اترك مالا يعنيك، وعش متابعا لخطواتك التي تكشف سرك وأسرارك التي تبقى بصمتك وهويتك وشخصك الذي يتم وصفه والتعامل معه.

Alsuhaymi37@