أحمد يوسف الراجح

ثقافة تقبل وجهات النظر

الأربعاء - 23 نوفمبر 2022

Wed - 23 Nov 2022

إن أبرز ما يميز المتحاورين في النقاشات تقبل وجهات النظر وأخذ الرأي الآخر، وإدراكهم أيضا معنى الاختلافات والخلافات، كون الاختلافات ظاهرة صحية ومن صالح فكرة النقاش وجود اختلاف لتبين الزوايا بوضوح ويبرز نقاط القوة والضعف للموضوع أو الفكرة، حيث إن أي اختلاف هو اختبار للفكرة عزيزي؛ فلا تتحيز وتتشدد بفكرتك قد تكون مخطئا وقد يكون غيرك مطلعا أكثر على موضوعك.

عند النقاش تحلّ بالتواضع والحلم والهدوء، واعلم أن نجاح تقبل وجهات نظر يكون أساسه نجاح ثقافة الحوار كالإصغاء وترك مساحة كافية للتعبير وعدم مقاطعتهم أو الاستهزاء بالفكرة أو صاحبها.

عند بداية أي نقاش اعلم أن الناس ليسوا مستنسخين من شخصك وفكرك، الناس مختلفون بفكرهم وثقافتهم وعلمهم وسنهم ومجتمعاتهم، وقد قال الله عز وجل «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين».

اعلم أن تقبل وجهات النظر أمر هام جدا؛ فتنوع الأفكار ظاهرة صحية إذا كان المنطق أساسها، وعلينا أن نتعلم أن الحوارات والنقاشات هدفها من أجل الوصول إلى نتيجة وليس استهداف الأشخاص وتصفيات الحسابات مثل فلان أيدني على طرحي سأؤيده على طرحه، هنا نحن نترجل ونسيئ للحوار والنقاش ولأنفسنا.

عند طرحك للفكرة يجب أن تتيقن أن الناس ليسوا ملزمين بتأييدك؛ فقط عليك توضيح الفكرة وشرحها.

ولتحرص على الاختلافات السطحية مثل الشمس هل هي صفراء أو برتقالية عليك أن تدرك أن الاختلاف أمر لابد منه حتى لو كانت الفكرة ناجحة لابد أن تجد من ينتقدها.

دع عنك الصراخ أو الغضب؛ فبهذا تبعد كل من هو حولك أن يتناقشوا معك، واعلم أن الاعتراف بضعف الفكرة أو الخطأ ليس مشكلة على العكس تماما، أنت بذلك تشجع على النقاش الهادف والحصول على نتائج، كذلك علينا أن نتقبل وجهات النظر أيا كانت، ونتقبل النصح من الجميع حتى يكون للنقاشات فائدة.