زهير ياسين آل طه

السعودية الخضراء وتنافسية «سير» الكهربائية

الاثنين - 14 نوفمبر 2022

Mon - 14 Nov 2022

الإعلان عن أول علامة تجارية سعودية لصناعة السيارات الكهربائية تحت مسمى «سير» التي أطلقها ولي العهد حفظه الله، تعتبر مرحلة متقدمة ونقلة نوعية في فلسفة تطوير اللاممكن؛ لأنها تحوي المركبات ذاتية القيادة وذات الاستشعار والتحكم في هذا المشروع الوطني والعالمي، وكونها تندرج في مسار تطويري مستمر، المرتبط بالاستدامة البيئية والاعتمادية للمركبات الكهربائية، وبالبطاريات عالية الدقة والتحمل للأجواء المتغيرة والحرارة على الأرض، وأيضا سيكون لها وقع ملموس في مبادرة السعودية الخضراء والطاقة المتجددة.

ومشروع سيارة «سير» يدخل أيضا في نطاق التنافسية البحثية العلمية الخاصة بالمركبات ذاتية القيادة، بسبب حساسية السلامة والأمان في التصنيع وفي تطوير الكاميرات الحساسة والرادارات الخاصة والدوارة التي تعمل كعيون والمسماة Lidar، وهي مرتفعة التكلفة مقارنة بالكاميرات والرادارات التقليدية، ويوفر Lidar معلومات ثابتة حول المسافة إلى الأشياء حتى تتمكن السيارة من تحديد الإجراءات التي يمكن اتخاذها بأمان.

والأمر الذي قد يحدث لعيون Lidar يكمن في خداعها لأي ظرف طارئ أو مقصود بسبب تطور التقنيات والاختراقات، مما يستدعي تطوير عيون الاستشعار باستمرار لتفادي الثغرات، وليحقق مصداقية الأمان والسلامة وموثوقية الاعتمادية في نهاية المطاف، لأجل اقتناء السيارة ذاتية القيادة والاستثمار في تطوير البنى التحية للمدن الذكية واتصالها بإنترنت كل الأشياء، وهذا ما تم أخيرا وللمرة الأولى من تطوير العلماء أول هجوم على الإطلاق يخلق نقطة عمياء لأجهزة استشعار Lidar التي توجه المركبات ذاتية القيادة، مما يدل على أن بإمكانهم حذف المشاة تماما من مجال الرؤية باستخدام أشعة الليزر الموقوتة، وقد تم نشر هذا البحث العلمي في أكتوبر 2022 من جامعة فلوريدا بعنوان:

«Laser attack blinds autonomous vehicles, deleting pedestrians and confusing cars.»

أما الكاميرات الحساسة الموضوعة في السيارات ذاتية القيادة فهي أيضا محل جدل في السلامة، وتحتاج تطوير نظرا لبعض التجارب المطبقة عليها، بسبب عدم قدرة البعض منها في تحديد الوميض المتردد في إنارة LED في السيارات الحديثة والمختلف أو المتغير في الفرامل والإشارات للانعطاف في السيارات المقابلة مما يشكل خطورة، وهذا يحدث بسبب الطريقة التي يتنوع بها سطوع LED من خلال تقنية تسمى تعديل عرض النبض، ما يعنيه هذا بشكل أساسي هو تشغيل وإيقاف LED عند تردد معين، فكلما انخفض التردد انخفض السطوع المدرك والعكس صحيح.

واستراتيجية التصنيع لسيارة «سير» والمخطط لاستكمالها في 2025؛ سيعطيها بعدا تكامليا علميا في الاستثمار المبني على الاعتمادية والموثوقية، من خلال الربط مع مخرجات الأبحاث العلمية التي يتم الخوض فيها عالميا وما توثقه المواصفات العالمية باستمرار في هذا المجال، وهي مواصفة UL 4600 للسلامة لتقييم المنتجات المستقلة أو ذاتية التحكم والقيادة والأولى عالميا في هذا المجال، وقد وفقت لحضور ورش عمل كثيرة ومفيدة عدة تخص المدن الذكية والتدوير للطاقة والسيارات الكهربائية وذاتية القيادة مع UL المتعاونة مع الهيئة السعودية للمواصفات SASO، وهو يعطي الهيئة SASO الفرصة لاستكمال ما بدأته مع UL للتعاون مع المشروع؛ لأنها الممثل المحلي والعالمي للمملكة في المواصفات.

وتطور السيارات الكهربائية وانتقالها لمراحل متقدمة قد بدأ من فترات طويلة، وبمحاولات وتحديات جادة مع بروز توجهات الطاقة المتجددة والاستدامة البيئية للحفاظ على الأرض، وقد دخل المجال شركات تصنيع السيارات ومن خارجها في مرحلة تنافسية شرسة للظفر بالسوق العالمي بتقنيات متقدمة، ولا تزال الساحة حبلى بالمنافسة في مجال البطاريات وعمرها الطويل والقيادة الذاتية الآمنة.

الشاهد في العملية المرحلية لتطور صناعة السيارات الكهربائية، ففي 2011 كنت في زيارة خاصة لكوريا الجنوبية في لقاء مع قيادي سابق في شركات تصميم سيارات عالمية ومنها: سانغ يونغ وهيونداي وكيا «بمنصب كبير المصممين ونائب الرئيس في مركز هيونداي وكيا للتصميم Dr. John Kim»، ومؤسس لشركة تطوير سيارات ودراجات كهربائية، ومن ضمن التطوير لديه التحويل لأي مركبة من النظام القديم إلى الكهربائي، وقد شدني مشروعه الخاص لدعوته الاستثمار في المملكة حينها، لكنه كان في طور التوسع الداخلي والاندماج في السلك المحيط به في الصين واليابان وتايلاند وخارج المحيط أيضا في أوروبيا في الطاقة المتجددة مع Rosch Innovation في ألمانيا، وهذا المجال المصغر في التصنيع أراه مشجعا للمنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة للمشاركة في التصنيع للمواد التكميلية والمساندة للسيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، لفتح المجال للتطوير التصنيعي الداخلي وتنمية مواهب وإبداع وابتكار وخلق فرص ووظائف مهمة تقنية.

@zuhairaltaha