حسن علي القحطاني

تحية لشعب مصر

الأحد - 13 نوفمبر 2022

Sun - 13 Nov 2022

مصر نجحت في خمس سنين بامتياز في التحول من مستورد إلى مصدر للغاز، وخلال المدة نفسها تضاعف الناتج المحلي تقريبا، فمن 230 مليار دولار إلى حوالي 400 مليار دولار، وهذا الرقم أكبر من أرقام الناتج المحلي في ماليزيا وسنغافورا والدنمارك، وهذا في حد ذاته يعد إنجازا؛ لأن هذا الناتج ظل خمسين سنه بالرقم نفسه، مما ساعد في تقليل البطالة من 13% سنة 2012 إلى 7% في 2022، رغم زيادة عدد سكانها في هذه السنوات العشر 22 مليونا.

مصر تسابق الزمن في استكمال مشاريع البنى التحتية، فبعد العجز في إنتاج الكهرباء أصبح لديها فائض 30% سمح لها بتصديره إلى الدول المجاورة، خلال مشاريع الربط الكهربائي، وأنشأت 35 ميناء بريا وبحريا وجويا، ووسعت قناة السويس، وما زالت تعمل على توسعتها، كما عبدت حوالي 17 ألف كيلو متر مربع من الطرق، مما يحول كثيرا من المساحات الصحراوية إلى مناطق مبان، وهذا يعني قيمة مضافة واستثمارية تزيد في أصول المجتمع والدولة، بحوالي 10 تريليونات جنيه مصري، وهذا الرقم يساوي مجموع ما تم تنفيذه في كل السنوات الماضية.

هذه الطرق تسمح بتعمير ضعف مساحة الأرض التي يعيش عليها المصريون حاليا، والمقدرة بحوالي 60 ألف كيلومتر مربع إلى 120 ألف كيلومتر مربع، وتحقيق هذا الرقم ليس سهلا، فهو يساوي مساحة لبنان 12 مرة.

كل هذا ولّد مراكز جذب للاستثمارات الخارجية، حتى حقق اقتصادها نموا يقدر بحوالي 5.5% في مطلع 2020، الذي تفاقمت فيه أزمة كورونا التي أصابت معظم اقتصادات العالم بالشلل، وما إن بدأت مصر تفيق منها حتى واجهت مكرهة أزمة تضخم وأزمة غذاء وموجة غلاء، تواجه دول العالم كله بلا استثناء، بسبب حرب تتدحرج لتكون عالمية وربما تصل للنووية، بين روسيا من جهة وأوكرانيا وحلفائها من جهة أخرى، ومصر لا ناقة لها فيها ولا جمل.

أضف إلى ذلك مشاكل داخلية مثل خروجها من ثورتين، وحرب على الإرهاب، وانفجار سكاني، وحملة تشويه إعلامية شرسة يقودها خونة الأوطان، كان آخرها الدعوة للتظاهر في 11/11، أو عقد ندوات على هامش قمة المناخ cop27 التي نظمتها مصر بكل اقتدار خلال الأسبوع الماضي في شرم الشيخ، للضغط على الحكومة المصرية للإفراج عن مسجون في قضايا جنائية اسمه علاء عبدالفتاح.

وهنا لا بد أن أشيد بموقف شجاع من عضو البرلمان المصري (عمرو درويش)، رغم كونه محسوبا على تكتل المعارضة، إلا أنه طرح سؤالا عن هدف الاستقواء بالدول الأجنبية في هذه القضية، هذا السؤال سبب لهم ألما، فطلب منه أمن الأمم المتحدة المغادرة، وهربت سناء سيف، شقيقة المسجون، من الإجابة؛ بل وأنكر تلفزيون BBC البريطاني وجود السؤال.

أخيرا.. يستحق الشعب المصري وقفة فيها كل الاحترام، ونقول السلام على شعب مصر، ولمصر من أشقائها في السعودية السلام، فمصر عصية على الأقزام؛ لأن في عينيها تتعانق ذكريات الأيام، وتاريخ الأعوام، ودونها سالت محابر الأقلام، وينتهي الكلام بأبيات للشاعر

حافظ إبراهيم القائل في حبها:

كم ذا يكابد عاشق ويلاقي

في حب مصر كثيرة العشاق

إني لأحمل في هواك صبابة

يا مصر قد خرجت عن الأطواق

لهفي عليك متى أراك طليقة

يحمي كريم حماك شعب راقي

@hq22222