برجس حمود البرجس

جائزة مجمع الملك سلمان للغة.. هوية وطن

الأحد - 13 نوفمبر 2022

Sun - 13 Nov 2022

إن قوة أي وطن تأتي أولا من اعتزاز أهله بهويته، ونحن في نعمة إذ إن من يقود ذلك الاعتزاز هم قيادتنا الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، قائد الرؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظهما الله ورعاهما.

يأتي ذلك في إطار دعم العديد من المشاريع التي تعنى بالثقافة والتراث، وهو ما يرفع الاعتزاز بالهوية الوطنية، ويقوي تشبث أهلها بها، في رسالة بالغة الأهمية مفادها أن المملكة كانت وستبقى حامية لتراثها وهويتها، ومتمسكة بهما كما هي منذ تأسيسها.

وفي مشروع ريادي أنجزته المملكة العربية السعودية في سبيل حفظ اللغة العربية وترسيخها لدى المجتمع، ملبية الحاجة إلى مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، الذي يعكس اهتمام القيادة الحكيمة باللغة، وبالنظر إلى كونها جزءا لا يتجزأ من هويتنا.

وفي هذا الصدد يرعى المجمع جوائز تصل قيمتها إلى مليون و600 ألف ريال في فروع عدة، وذلك من خلال تعليم اللغة العربية وتعلمها، وحوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللغة العربية ودراستها العلمية، ونشر الوعي اللغوي وإبداع المبادرات المجتمعية اللغوية.

إن هذا الاهتمام البالغ باللغة العربية من خلال تخصيص جوائز كبيرة لها، يجعلنا نقيس الأهمية بمقدار الجائزة، فمن جهة تشعر بالاهتمام الحقيقي باللغة وأهلها، ومن جهة أخرى تدرك أن مجهودات من خدموا اللغة من الأفراد والمؤسسات العامة والخاصة، لم تذهب سدى، بل كان صداها مسموعا مكرما أهله.

إن الاهتمام بالجوائز التي تعنى بحفظ الهوية وتراثها هو أمر يستحق التأمل، ولا يجب أن يمر مرور الكرام؛ لأنه نعمة تستحق الشكر حقا، ومن باب التحدث بالنعمة، جاء حديثي هذا، فلله الحمد من قبل ومن بعد أن رزقنا قيادة حكيمة ورشيدة، أفعالها تسبق أقوالها على الأصعدة كافة، وتحفظ التراث والهوية وتعززهما، توازيا مع تنمية شاملة وعصرية وفق رؤية 2030 الطموحة.

الجائزة تستهدف في رؤيتها تحقيق التميز والإبداع في تشجيع الاهتمام باللغة العربية وتكريم الأفراد والمؤسسات والمبادرات والمشاريع الداعمة للغة العربية وعلومها محليا وعالميا، وتأتي هذه الجائزة جزءا من سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من رؤية السعودية 2030؛ واهتمام القيادة السعودية بتعزيز الهوية، وبعث الأصالة، وإثراء الإنسان في جوانب شخصيته وفي مهاراته.

كما تهدف الجائزة - كما ذكرت على موقع الجائزة - إلى لفت الأنظار إلى عظم الدور الذي يؤدى في حفظ الهوية اللغوية وترسيخ الثقافة العربية، وتعميق الولاء وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها لضمان مستقبل زاهر للغة العربية، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وإطلاق هذه الجائزة التي تحمل اسم المجمع هو تكريم لجميع المختصين المعنيين بخدمة اللغة العربية، وتأكيد لقيمة العمل الذي يؤدونه، والعلم الذي ينشرونه.

Barjasbh@