هل عاقبت الحكومات الأوروبية شعوبها؟
السبت - 12 نوفمبر 2022
Sat - 12 Nov 2022
يتساءل الكثير عن جدوى وتأثير العقوبات الأوروبية على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا ومدى فاعليتها، في الحقيقة ومن منظور شخصي أرى أن الحكومات الأوروبية عاقبت نفسها بنفسها، وأضعفت اقتصادات بلدانها وزادت من معاناة شعوبها، حتى إنها لم تستطع أن تصمد أمام موجات التضخم وارتفاع أسعار الطاقة بمختلف أنواعها، كل ذلك من أجل إضعاف الروس حتى تطور الأمر وأصبح إسقاط بوتين هدفا لهم حتى لو على حساب دولهم، وإذا أخذنا صورة من زاوية كبيرة قبل الدخول في التفاصيل، وسألنا كم رئيس وزراء أوروبي سقط منذ بداية الحرب، وكم مظاهرة خرجت في أوروبا بأسباب تدهور الاقتصاد على النقيض في روسيا فلا بوتين اهتز حكمه ولا الشعب الروسي تضرر جراء ارتفاع أسعار الطاقة.
هنالك تحليل آخر غير الذي يقول إن دول الاتحاد الأوروبي ضحت باقتصادها ومعدل نموها من أجل إضعاف روسيا أو إسقاط بوتين وهو تحليل منطقي نوعا ما وهو أن دول الاتحاد الأوروبي أصبحت بين فكي كماشة ما بين روسيا وأمريكا وهو الأقرب إلى الصواب حسب المتغيرات والواقع، فقبل أن تبدأ روسيا غزوها لأوكرانيا وبعد الغزو بأشهر قليلة كان الدعم الأوروبي لأوكرانيا ضعيف جدا ومع الضغوطات الأمريكية زاد الدعم؛ فعلى سبيل المثال بداية الحرب كان الدعم الألماني عبارة عن خوذ رأس من رجيع الجيش الألماني أما الآن فوصل إلى الدعم بأسلحة الدفاع الجوي والأسلحة الثقيلة والمتطورة.
أمريكا، وإن تضررت جزئيا، إلا أنها هي الرابح الأكبر من الطرف الغربي لسببين: الأول، بعدها الجغرافي عن مناطق الصراع وعن امدادات الغاز الروسي. والآخر، هو أن وجهة المستثمرين المثلى الخارجين من أوروبا هي الولايات المتحدة الأمريكية، إذا كانت أمريكا هي المستفيد الأكبر فروسيا ليست الخاسر الأكبر بل الحكومات الأوروبية وشعوبها التي أسقطت بوعيها عددا من رؤساء وزراء الدول الأوروبية.
وهنالك الكثير من الأصوات خاصة اليمينية المنادية بالاهتمام بالأوطان أولا قبل دعم الدول الأخرى، هذا ما يلخص تصويت الشعب الإيطالي لرئيسة الوزراء ميلوني التي تعتبر أول رئيس وزراء يميني يحكم إيطاليا منذ سنوات طويلة، وغيرها الكثير من رؤساء الوزراء الحديثين في بعض الدول الأوروبية كالسويد وغيرها، هنا يمكن القول إن الشعوب الأوروبية سئمت الدعم خارج الحدود، ولم تتجه لليمين بسبب أفكارها وأدلجتها، بل بسبب أن اليمين دائما يجعل من الوطن أولا وأخيرا.
الأوضاع السياسية الأوروبية متقلبة والروس ثابتون سياسيا واقتصاديا بغض النظر عن الوضع العسكري الصعب، فهل تستطيع أوروبا إعادة توازنها وزحزحة الدب الروسي بموقف قوي موحد بعد فشل المحاولة الأولى؟! لا أعتقد، بسبب أن اليمينيين متواجدون على رأس السلطة لعدد من دول أوروبا وهذا ما سيخلق اختلافا كبيرا في وجهات النظر مع الحكومات اليسارية. وعلى الجانب الآخر، فإن تقدم الجمهوريين في الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس النواب سيعزز من ضعف الموقف الغربي بشكل كبير جدا، حتى أن بايدن أبدى مخاوفه من موقف الجمهوريين تجاه أوكرانيا قائلا: «سأتفاجأ إن قرر الجمهوريون عدم دعم أوكرانيا».
@m_a_algarni509
هنالك تحليل آخر غير الذي يقول إن دول الاتحاد الأوروبي ضحت باقتصادها ومعدل نموها من أجل إضعاف روسيا أو إسقاط بوتين وهو تحليل منطقي نوعا ما وهو أن دول الاتحاد الأوروبي أصبحت بين فكي كماشة ما بين روسيا وأمريكا وهو الأقرب إلى الصواب حسب المتغيرات والواقع، فقبل أن تبدأ روسيا غزوها لأوكرانيا وبعد الغزو بأشهر قليلة كان الدعم الأوروبي لأوكرانيا ضعيف جدا ومع الضغوطات الأمريكية زاد الدعم؛ فعلى سبيل المثال بداية الحرب كان الدعم الألماني عبارة عن خوذ رأس من رجيع الجيش الألماني أما الآن فوصل إلى الدعم بأسلحة الدفاع الجوي والأسلحة الثقيلة والمتطورة.
أمريكا، وإن تضررت جزئيا، إلا أنها هي الرابح الأكبر من الطرف الغربي لسببين: الأول، بعدها الجغرافي عن مناطق الصراع وعن امدادات الغاز الروسي. والآخر، هو أن وجهة المستثمرين المثلى الخارجين من أوروبا هي الولايات المتحدة الأمريكية، إذا كانت أمريكا هي المستفيد الأكبر فروسيا ليست الخاسر الأكبر بل الحكومات الأوروبية وشعوبها التي أسقطت بوعيها عددا من رؤساء وزراء الدول الأوروبية.
وهنالك الكثير من الأصوات خاصة اليمينية المنادية بالاهتمام بالأوطان أولا قبل دعم الدول الأخرى، هذا ما يلخص تصويت الشعب الإيطالي لرئيسة الوزراء ميلوني التي تعتبر أول رئيس وزراء يميني يحكم إيطاليا منذ سنوات طويلة، وغيرها الكثير من رؤساء الوزراء الحديثين في بعض الدول الأوروبية كالسويد وغيرها، هنا يمكن القول إن الشعوب الأوروبية سئمت الدعم خارج الحدود، ولم تتجه لليمين بسبب أفكارها وأدلجتها، بل بسبب أن اليمين دائما يجعل من الوطن أولا وأخيرا.
الأوضاع السياسية الأوروبية متقلبة والروس ثابتون سياسيا واقتصاديا بغض النظر عن الوضع العسكري الصعب، فهل تستطيع أوروبا إعادة توازنها وزحزحة الدب الروسي بموقف قوي موحد بعد فشل المحاولة الأولى؟! لا أعتقد، بسبب أن اليمينيين متواجدون على رأس السلطة لعدد من دول أوروبا وهذا ما سيخلق اختلافا كبيرا في وجهات النظر مع الحكومات اليسارية. وعلى الجانب الآخر، فإن تقدم الجمهوريين في الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس النواب سيعزز من ضعف الموقف الغربي بشكل كبير جدا، حتى أن بايدن أبدى مخاوفه من موقف الجمهوريين تجاه أوكرانيا قائلا: «سأتفاجأ إن قرر الجمهوريون عدم دعم أوكرانيا».
@m_a_algarni509