عبدالله مشرف المالكي

نظام المسارات قفزة هائلة إلى تعليم تفاعلي يواكب العصر

الاثنين - 29 أغسطس 2022

Mon - 29 Aug 2022

أعلنت وزارة التعليم عن نظام مسارات للمرحلة الثانوية كأحد تطبيقات رؤية المملكة 2030، لإعادة ضبط المخرجات التعليمية لتتماشى مع أهداف الرؤية الاستراتيجية.

ويستهدف نظام مسارات تحويل الطالب من مجرد وعاء للمعلومات، إلى مشارك ومنتج في العملية التعليمية، بما يعود بالنفع المباشر عليه وعلى زملائه الدارسين، كما يعمل على دمج الطلاب مع التطورات الأحدث في مجالات التوظيف، وذلك بتقديم مواد دراسية جديدة تتسق مع الاتجاهات العالمية في مجال العلوم، والعلوم الحيوية، والحاسب والهندسة، والعلوم الإنسانية.

إن عملية التحول في مفاهيم أبنائنا هي من أكثر ما يلفت الانتباه في نظام مسارات، إذ أن الطالب يعرف منذ التحاقه بالمرحلة الثانوية، أن له دورا إيجابيا في صناعة البيئة التعليمية، كما أن ما يكتسبه من مهارات، وما يحصّله من معارف، سيبنى عليه مستقبله المهني، وسيحدد مكانه في سوق العمل.

فنظام المسارات يوفر موادًا دراسية جديدة تتسق مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة، والخطط التنموية للدولة، ورؤية المملكة 2030، يدرسها الطالب ضمن مسارات تخصصية متنوعة. ويسعى نظام المسارات إلى تعزيز المهارات والقيم التي ترفع مستوى التكاتف المجتمعي، ويعتبر العمل التطوعي الذي يعد أحد متطلبات التخرج في النظام مثال على ذلك.

وهنا تبرز أحد مزايا الإضافة الجديدة إلى نظام التعليم الثانوي في المملكة العربية السعودية، بوجود فرص تعليمية بعد الثانوي غير الجامعة عبر التخطيط للحصول على شهادات مهنية أو دبلومات قصيرة.

وذلك بعد أن يزود نظام المسارات الطلاب بالمعارف والمهارات، والاتجاهات الإيجابية نحو التخصصات المتعلقة بالعلوم، والتقنية، والرياضيات، وتعزيز التكامل بين المجالات العلمية والإنسانية عبر توظيف مداخل واتجاهات تعليمية متنوعة.

ومن الرائع أن يبدد القائمون على هذا التطوير الإيجابي في مساق التعليم الثانوي مخاوف الطلاب وأسرهم، بتوضيح مرونة النظام، إذ يستطيع الطالب التجسير من مسار إلى آخر وفق آليات محددة، فبإمكان الطالب تغيير تخصصه حتى بعد دراسته واجتيازه للسنة الثانية متى ما وجد أنه قادر على الإبداع في تخصص آخر.

إن المُنتج المأمول من نظام مسارات ليس طالبا متفوقا، أو طالبة نجحت في الحصول على الدرجات النهائية، وإنما شخصية متكاملة. شاب وفتاة يعكسان وجه المستقبل، يعتزان ببلادهما، مؤهلان علميا لينافسا في سوق العمل، مثقفان، صاحبا قدرات إبداعية تصنع الفارق، متفاعلان مع قضايا مجتمعهما وبيئتهما، منتجان، يحملان العبء، وليسا هما العبء على المجتمع والوطن.