اماني يماني

هل سعادة الموظف مهمة؟

الثلاثاء - 09 أغسطس 2022

Tue - 09 Aug 2022

لا تقوم شركة أو جهة عمل من غير موظفين، قد يستمر العمل بغياب المدير، ولكن غياب الموظفين أمر صعب، فعادة ما نسمع مقولة مفادها أن "الموظفين هم العامود الفقري للمكان"، وعادة ما تسعى الجهات للتأكد من أن موظفيها سعداء في عملهم، حيث إن الحالة النفسية للموظف تؤثر على أدائه بشكل مباشر.

لذا من المهم أن يعرف مقر العمل كيف يسعد موظفيه، يحقق لهم الاستقرار النفسي الدائم، والإبداع؛ فالمساحة التي بالإمكان أن يتحرك بها عقل الموظف عندما يكون سعيدا ينمي مساحة من الإبداع والتفكير الدائم في التطوير هذا على الأقل ما يحدث معي، فحين أكون سعيدة تزداد حركة عقلي بشكل دائم وأحاول أن أفكر خارج الصندوق.

ولنسأل أنفسنا الآن سؤالا هاما، لماذا من المهم أن يكون الموظفون سعداء؟



لا ننكر أن الموظف السعيد هو هبة المكان، ومن الأسباب التي تؤكد على ضرورة الحفاظ على الموظفين سعداء هي:


  • الموظف السعيد يساهم في جعل العملاء سعيدين.



  • الموظف السعيد ينتج عملا عالي الجودة.



  • الموظف السعيد يجلب المزيد من الأعمال.



  • الموظف السعيد ينشر السعادة حوله.



  • الموظف السعيد يتجه للإبداع.






ولكن ما الذي يجعل الموظف سعيدا؟

طبعا رضا الناس غاية لا تدرك، ومن الصعب دوما إرضاء الناس، حيث إنه يوجد نوع من "المتحلطمين" بشكل دائم، فمهما بذل العمل من مساع تجد هناك من يتحلطم، ويمكن تفسير التحلطم على أنه إما أن الموظف لا يرغب في العمل أو أنه غير سعيد أو أن المكان ليس بمكانه، ولكن لنعود لموضوع السعادة، هناك العديد من العوامل التي تجعل الموظف سعيدا، ومن خلال تجربتي البسيطة في القطاعات المختلفة فيمكن أن أذكر أن من بعض الأسباب التي تجعل الموظف سعيدا:


  • التقدير ممن هم أعلى منه، إن التقدير من المدير عادة ما يكون له أثر فعال على الموظف، أذكر أنه بسبب شكر بسيط على فكرة وردتني على البريد الالكتروني دفعتني للكتابة والتفكير أكثر، وساعدني الأمر وزملائي كذلك حينها على العمل على ملف قمة العشرين بكل سعادة، حيث قمنا بعمل محتوى جميل متنوع يشرح قمة العشرين التي استضافتها السعودية.






ومن نواح عديدة.. كلمة تقدير وشكر من المدير المباشر أو من الزملاء عادة ما يكون أثرها ساحرا على الموظف، فتجد بسهولة أن التعب قد تلاشى، وطاقة الإبداع ازدادت، وارتفعت نسبة الولاء أكثر وأكثر. على سبيل المثال، تخيل لو أتاك بريد أو رسالة الكترونية فيما معناها "نظيرا لجهدك الأيام السابقة، نمنحك إجازة لأسبوع فاستمتع بها.."، أو أن يكون التقدير عبارة عن مبلغ مادي بسيط أو حتى كيكة احتفالية بسيطة، فالتقدير بجميع أنواعه بإمكانه أن يصنع المعجزات، ولكن من المهم ألا يُذل الموظف فيما بعد إن أخطأ وعدم إشعاره بالتمنن على هذا التقدير.



  • التطوير الدائم، السماح للموظف بالتطوير في المجال الذي يحبه، امنح موظفيك المستحقين فرصا للترقية. دعهم يعرفون أن عملهم الشاق يؤتي ثماره، وأنك تراهم قادرين على النمو في مناصبهم. قد يعني هذا أي شيء من تلقي ترقية إلى دور إداري إلى تطوير مهارات إضافية من شأنها إعدادهم للترقية عاجلا وليس آجلا. مع العلم بأنك تقدر التنمية، سيشعر موظفوك بمزيد من الحافز والسعادة، وستتاح لك الفرصة لتقديم التدريب والاشتراك في المؤتمرات التي سيستفيدون منها حقا، اسمح لموظفيك بحضور المؤتمرات التي يرغبون بها بشرط عدم تأثر عملهم أو بإمكان الموظف أن يمنحك خطة لعمله خلال المؤتمر، ساعد موظفك على أن يلتحق بالدورات التي يرغب بها.






في استراتيجية بسيطة مررت بها من قبل كان أحد مدرائي يطلب منا خطة شهرية بالبرامج أو الدورات التي نرغب بحضورها ويوافق عليها وفقا للمساحة الوظيفية المتاحة، ابتعاث الموظفين بالتناوب لدورات خارجية أو رحلات خارجية تساعد كثيرا في تغير النفسية والشعور بالتقدير، اطلب من الموظف القيام بما يهوى.



  • التعرف على الموظف بشكل أكبر، أخبرني أحد الزملاء أنهم ابتكروا عادة في مقر عملهم أن آخر الأسبوع أطلقوا ما سموه بساعة الموظف، حيث يطلب من كل موظف تقديم نفسه خارج نطاق العمل بحيث يعرفهم على هواياته وأحلامه، وبشكل أو بآخر يساهم العمل في الاستفادة منها، وأخبرني أنهم اكتشفوا كتابا ورسامين بينهم، وبسبب رغبتهم على التعرف بشكل أكبر على بعض الزملاء، حصل بعض الزملاء على ساعتين لأسبوعين متتاليين، وقدم بعض الزملاء دورات وبعضهم تغير وصفهم الوظيفي بسبب مهاراتهم المختلفة، وذكر زميلي أنهم استمعوا لمقاطع قصصية كتبها أحد زملائهم وأن هذا الزميل كلف بعمل دورية شهرية وأخرى أسبوعية ترسل لجميع الموظفين.








  • أخذهم على محمل الجد إذا جاؤوا إليك بأي أسئلة أو مخاوف بشأن مكان العمل وأظهر التزامك بالإجابة على استفساراتهم وتحسين وضعهم. على سبيل المثال قد يأتي الموظف إليك إذا شعر بمضايقات في العمل أو أنه يرى أن عمله لا يتوافق مع مهاراته، في هذه الحالة يجب أن تأخذ مطالباتهم على محمل الجد وتنتقل عبر القنوات المناسبة على الفور للتحقيق في المشكلة. إذا اشتكى أحد الموظفين من الشعور بعدم التحفيز أو الإرهاق فمن المهم الاستماع إليه ومعرفة المزيد حول ما يمكنك القيام به للمساعدة.








  • المكان والمكان والمكان، توفر مكان بسيط للراحة به بعض وسائل الترفيه بإمكانه رفع المعنويات كثيرا، فبإمكان الموظف في ساعة راحته مشاهدة مسلسل أو لعب لعبة فيديو أو حتى ممارسة الرياضة.






السؤال الآن: لماذا من المهم أن يكون موظفوك سعداء؟!

وكوني توظفت في عدد من الأماكن فأن أكون راضية وسعيدة في مكاني أمرا هاما للغاية والسبب:


  • يمكن لموظف واحد سعيد أن يلهم آخر، وهكذا يريد فريق كامل من الموظفين السعداء العمل معا ودعم بعضهم بعضا وإيجاد هدف في أدوارهم.



  • عندما يكون الموظفون غير سعداء ومجهدين ومرهقين، يمكن أن يؤثر ذلك بشدة على صحتهم. ومع ذلك، عندما يتمتع الموظفون بصحة جيدة فإنهم يستخدمون أيام مرض أقل، ويمكن فصلهم عن العمل، لكنهم لا يزالون قادرين على العمل بذكاء وأصعب من نظرائهم غير الصحيين.



  • إذا كان الموظف سعيدا في العمل فسيظل مخلصا للشركة، مما يساعدك في الحفاظ على معدلات دوران منخفضة وزيادة الإنتاجية. عندما يكون الموظف مخلصا ستقضي وقتا ومالا أقل في تعيين شخص جديد وتدريبه، مما يعني أنه يمكنك التركيز على المشاريع والمهام بدلا من ذلك.



  • عادة ما يكون الموظفون السعداء أكثر إبداعا، حيث يتوصلون إلى حلول للمشاكل أو طرق مختلفة للنظر إلى المشروع، وهم أكثر عرضة لتجربة طرق جديدة لمعرفة ما ينجح وقد يكونون قادرين على التعرف بسهولة أكبر على كيفية قيام الشركة بتحسين عملياتها.






في رأيي دوما أن المكان السعيد يخلق إبداعا حتى ولو كان بسيطا، راقب موظفيك، احرص على سعادتهم النفسية، ومردودهم لك سيكون كالآتي:


  • الإبداع.



  • المبادرة.



  • التمسك بمكان العمل.






فاحرص على سعادة موظفيك دوما وسهل لهم سبل السعادة.